الرئيسية / آراء حرة / تلوث المياه ، أسبابه ومعالجاته

تلوث المياه ، أسبابه ومعالجاته

كتب : رياض العيداني – العراق

 

تعاني محافظة البصرة كما المحافظات الأخرى من العديد من المشاكل المستمرة وابرزها تلوث المياه الذي لم يتم إيجاد له أي حلول واقعية ومنطقية على المدى القريب ولا المتوسط أو البعيد حتى .

فقد نسمع في كل عام عن خطط أعدتها وزارة التخطيط ، لكننا لم نشهد أي نتائج حقيقية ملوسة على أرض الواقع لتلك الخطط تتناسب مع حجم المشكلة أو الأزمة التي تمر بها البلاد في كل عام تقريباً .

والديل خروج الشعب على أداء الحكومة المتباطئ منذ 25/10/2019 ولحد الآن.

فالجهات التشريعية المتمثلة بمجلس النواب نلاحظها في الفترة التي سبقت المظاهرات يكاد يكون عملها شبه معطل بسبب عدم اكتمال النصاب أثناء إجراء عملية التصويت على القوانين الـ(50%+1) التي تخص حياة المواطن العراقي !!!

والحمد لله تنتهي الدورة الإنتخابية وتُرحّل تلك القوانين المعطلة للدورة الجديدة للنظر فيها بعد يأس الشعب منها ومن نتائجها !!

أما القوانين التي تخص امتيازات النواب والأحزاب والكتل السياسية نراها توضع جميعها بسلّة واحدة ويتم التصويت عليها بالإجماع !!!

وفيما يلي شرح مبسط لتلوث المياه والحلول المثالية من وجهة نظر الكاتب وهي كالتالي :

تعد أزمة تلوث المياه من أخطر المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي والشعوب الأخرى ، فالماء هو سر الحياة (( وجعلنا من الماءِ كلَ شيءٍ حي )) فتلوث المياه لا ينحصر تأثيره على الإنسان فقط ، بل يتعدى ذلك لكي يؤثر على جميع الكائنات الحية (من نبات وحيوان) ، بل ويؤثر حتى على خواص التربة .

وهذا النوع من التلوث ناتج عن أسباب كثيرة أبرزها كالتالي  :

فتح أغلب المياه  الثقيلة ومياه الصرف الصحي  ومخلفات أغلب المعامل والمصانع الواقعة بالقرب من نهري دجلة والفرات على النهرين بشكل مباشر .

أما مياه مجاري محافظة البصرة فتفتح مباشرةً على شط العرب الذي يغذي أغلب مناطق المحافظة .

والأخطر من ذلك  هي مياه مجاري المستشفيات والمراكز الصحية التي تصب بشكل مباشر في مجاري الأنهر الرئيسية والفرعية التي تستخدم للشرب والاستخدامات المنزلية المتعددة !!!

فالذي يخرج مجاري المستشفيات عبارة عن مجموعة كبيرة من الأمراض الناتجة من اختلاط (البكتيريا والجراثيم) مع مياه المجاري ، أجلكم الله الناتجة عن خروج (الدماء والبول والغائط) من المرضى والتي تستقر أخيراً في مياه الأنهر .

 وبين فترة وأخرى تظهر أمراض جديدة قد لم نسمع بها من قبل ، التي  قد يكون سببها بعض الفيروسات أو البكتيريا التي يتم معالجتها في أجسام المرضى فتنزل في بعض الأحيان من خلال (الدم أو البول أو الغائط) فتبقى ضعيفة لفترة قد تسمح لها بالتطور  أو تصبح نشيطة مرة أخرى ، كالذي حصل في الصين من فايروس (كرونا) الذي تطور تدريجياً وصل إلى ما هو عليه اليوم .

كل تلك  الملوثات تبدأ من أماكن دخول الأنهر الرئيسية للعراق  وينتهي بانتهاء شط العرب .

 أي أن شط العرب أصبح (كالمثانة في جسم الإنسان) إذ تستقر جميع ترسبات السوائل فيها ، وكذلك شط العرب الذي تستقر فيه كل أنواع تلوث المياه القادم من جميع المحافظات.

 

والنتيجة هي أزمة حقيقية  وخطرة وشاهدها ما حصل في عام 2018 عندما ارتفعت نسبة الملوحة والتلوث معاً أدى إلى إصابة أكثر من (130000 إصابة بالتسمم) .

فضلاً عن ذلك موت العديد من النباتات التي كانت تنمو في فترة الثمانينات والتي سبقتها  (كشجر الصفصاف والتين والرمان والعنب وبعض الزهور كورد الجوري وغيره من النباتات التي كانت تنمو في محافظة البصرة).

 فضلاً عن ذلك موت بعض أنواع  الأسماك التي كانت تعيش في شط العرب أو التي هجرتها دون رجعى  كـسمك ( البني والشبوط والكطان والتي تعد من أسماك المياه العذبة التي كانت تتواجد بكثرة  في مياه شط العرب ) والعديد من الأسماك البحرية التي لم تعد موجودة أيضاً.

فالعديد من النباتات والأشجار والأسماك كنا نشاهدها في فترة الثمانينات اليوم قد لا يكون أي وجود لها ، أو انخفضت نسبتها  إلى حد شبه الانقراض كشجر النخيل الذي كان يُزيّن محافظة البصرة .

وأصبحت البصرة اليوم محافظة مستوردة للأسماك والتمور بعد أن كانت مصدرة لها !!!

المواطن العراقي أيضاً مساهماً أساسياً في رفع نسبة تلوث المياه من خلال رميه للنفايات الصلبة على ضفاف الأنهار الرئيسية والفرعية !!! مما سبب تراكم النفايات إلى تغير ملحوظ في مسارات بعض الأنهر وبعضها أغلق بالكامل بالنفايات واليوم لا توجد أي مظاهر لبعض الأنهر في المحافظة .

الحل ..

 أ. إيقاف تدفق جميع أنواع الملوثات السائلة والصلبة إلى مياه دجلة والفرات في جميع المحافظات وكذلك شط العرب في محافظة البصرة وتوجيهها الى خارج المدينة بشكل مؤقت لحين استثمارها استثماراً أمثل وجعلها على شكل مستنقعات كبيرة ويتم زرع بعض النباتات منها (القصب والبردي) بشكل كبير ، لضمان  إنشاء وحدة معالجة طبيعية لهذه المياه الملوثة ، ومن ثم يمكن استثمارها فيما بعد لإنتاج (غاز الميثان) واستخدامه كوقود  لإنتاج الطاقة الكهربائية  ، و من الممكن استخدام هذا الغاز أيضاً في الطبخ والتدفئة والتبريد في المنازل و كوقود للسيارات أيضاً ، بعد إجراء بعض التعديلات البسيطة على السيارات لكي تصبح سيارات صديقة للبيئة ، إذ أن احتراق غاز الميثان الطبيعي في محركات الاحتراق الداخل كالسيارات مثلاً يتحول بشكل مباشر إلى بخار الماء أي لا يوجد أي تلوث ناتج من هذا الاحتراق ، فضلاً عن المحافظة على محركات السيارات لفترة أطول مما هو عليه عند استخدام الوقود الاحفوري (البنزين والكاز) .

ب. توجيه مياه الأمطار والسيول إلى بحيرات جديدة لخزن المياه التي يمكن من خلالها زياة المخزون العام للمياه وانشاء محطات لتوليد (الطاقة الكهرومائية) سواءً من خلال الشلالات الصناعية أو من خلال إنشاء سد .

ج. العمل على انشاء حملة إعلامية واسعة لمكافحة التلوث من خلال القنوات الفضائية والقنوات الراديوية والمجلات والجرائد ، وحث المواطنين على عدم رمي النفايات في الأنهر وخصوصاً الصلبة منها ، وعدم توجيه المجاري الثقيلة باتجاهها ، فضلاً عن كتابة اعلانات كبيرة في شوارع المدن لتنبيه المجتمع  المجتمع وتوعيته .

د. انشاء وحدات معالجة لمياه المجاري وخصوصاً مجاري المستشفيات والمراكز الصحية.

شاهد أيضاً

عـلمـاء غيـروا وجـــه العـالــم (( فيثاغورس ))

 كتب : جمــال عـابـد فتـاح ـ العراق المعروف عن الحياة الخاصة لعالم الرياضيات والفيلسوف الاغريقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.