الرئيسية / آراء حرة / قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق

هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت / بغداد / الطبعة الثالثة عشر , وتقع في 351 صفحة من القطع المتوسط .

علما ان فرانكشتاين هو عالم شاب يخلق مخلوقا غريبا عاملا في تجربة علمية غبر تقليدية

ومن تعريف الرواية بانها : نوع من الادب العربي له عناصر ومقومات يرتكز عليها , وبدونها تفقد الرواية قيمتها وقدرتها على ايصال فكرتها للقاري , ومن هذه الرموز ( الراوي ) وهو الشخص الذي يلم باطراف الرواية من شخصيات وحوادث وافكار , و ( الزمن والمكان ) الذي تجري فيه احداث الرواية , و( القصة ) وهو عنصر التشويق في الرواية , و  الشخصيات ) وهو عنصر الحركة في الرواية , و ( الحوار ) وهو المحادثة التي تجسد احداث الرواية وتوضحها , و( الفكرة ) وهو موضوع الرواية ومرتكزها , و 0 الحبكة ) وهو سير احداث الرواية , و ( الجمال والاساليب واللغة ) .

وقد نجح الوائي ( احمد السعداوي ) في جمع عناصر هذه الرواية بكل دقة , فهو راوي جيد وقام بتسلسل احداث الرواية بشكل جميل وسلس وبلغة جميلة وبسيطة , واحمد السعداوي كما اسلفت الم بشخصيات روايته من احداث وافكار , اما الزمن والمكان فقد ابدع فيهالسعداوي , حيث انه اختار زمن الاحداث التي جرت بعد 2003 ,اما المكان فكان في ( بغداد ) وتحديدا منطقة التأوين وبعض المناطق المجاورة لها ,

اما اشخاص الرواية فهم : ( هادي العتاك ) بطل الرواية , و ( ايلشوا ( ام دانيال ) , وام سليم جارة ايليشوا العجوز , و( فرج الدلال ) صاحب مكتب عقارات في شارع البتاوين , و ( ابو زيدون الحلاق ) وهو الرجل الحزبي الذي قاد ( دانيال ) الى المجهول , و  فرج الدلال ) و ( ابا انمار , صاحب فندق العروبة , و ( عزيز المصري صاحب مقهى , , ( العميد سرور مجيد ) وشخصيات اخرى عديدة , والسعداوي سرد احداث روايته هذه بافكار وخيالات واسعة لتكون روايته غرائبية بعض الشي ,

وتدور احداث الرواية بعدة اتجاهات ومنها ( فرج الدلال ) الذي يحاول اقناع ام دانيال ببيع بيتها الكبير ذو التسعة غرف , وشراء بيت صير يكفيها مع توفير بعض الاموال , و ( هادي العتاك القذر ) الذي تفوح منه رائحة المشروب من فمه والذي عرض عليها ان يستري منها الانتيكات القديمة التي لديها ولكنها رفضت كما رفصت عرض ( فرج الدلال ) و ( انمار ) صاحب فندق العروبة الذي كان يعيش على الطلاب القادمين من محافظات اخرى والذين لا يريدون السكن في بعد احداث عام 2003 هجر الفندق الكثير من الناس , فاستغل ( فرج الدلال ) هذه الفرصة وقد استولى على الكثير من البيوت والمحلات التي هجرها اصحابها بسبب القصف الامريكي الكثيف , وكان همه الاول الحصول على بيت ( ام دانيال ) , وفكر ان يستولي عليه بالقوة ولكنه تراجع عن ذلك , وفكر في ان ينتظرها الى ا تموت لستولي على بيتها الكبير والذي يحتاج الى صيانه بسبب قدمه .

وكانت ام دانيال تضع صورة القديس في بيتها وكانت تطلب منه بعض الاشياء فوعدها بان الرب سيحقق لها  هداة الروح او نهاية العذاب , او ان تسمع خبرا يبهجها ولكن لا احد بفرض على الرب التوقيت المناسب ,

ثم يقوم هادي العتاك والذي يسكن حي البتاوين في وسط بغداد بجمع بقايا جثث التفجيرات الارهابية خلال الاحداث التي جرت عام 2005 , ويقوم بلصق هذه الاجزاء لينتج منها كانا بشريا غريبا  الذي ينهض ليقوم بعملية ثار وانتقام واسعه من المجرمين الذين قتلوا اجزائه التي يتكون منها .

ثم يسرد هادي العتاك الحكاية على زبائن مقهى ( عزيز المصري ) فيضحكون منها ويعتقدون انها حكاية مثيرة وطريفة ولكنها غير حقيقية ,بينما العميد سرور مجيد مدير هيئة المتابعة والتعقيب يرى غير ذلك لأنه مكلف بشكل سري بملاحقة هذا المجرم الغامق

ثم تتداخل مصائر الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد واحيائها ,وتحدث تحولات حاسمة , ويكتشف الجميع لنهم يشكلون بنسبة ما هذا الكائن ( الفرانكشتيني ) , او يمدونه باسباب االبقاء والنو , وصولا الى النهايات المفاجئة التي لم يتوقعها احد ..

ويستمر السعداوي بسرد احداث روايته حين يعلم فرج الدلال بان هناك اشخصا يتجولون في المنطقة ويضعون علامات بصبغة سبري ازرق على حيطان البيوت التي يملكها , وهم افراد من معية متخصصة بحماية البيوت التراثية في بغداد يرافقهم موظفون من امانة بعداد ومجلس المحافظة فيشعر فرج الدلال بالانزعاج ويتعارك معهم , ولولا تدخل بعض الناس من الجيران الذين فكوا الصراع بينهم , ثم يذهبون الى بيت ام دانيال للتفاوض معها على بيع بيتها القديم للحكومة , مقابل ان تسكن فيه بدون ان تدفع ايجار الى ان تموت .

ثم تذهب ام دانيال الى الكنيسة وتلتقي بالقس وتحمل معها النذور , فيخبرها القس بان ابنتها سوف تتصل بها من تلفونها , وبالفعل تتصل البنت بأمها وتخبرها بانها ارسلت اليها مبلغ ( 500 دولار ) بيد القس , ونطلب منها ان تهاجر من بغداد وتذهب للسكن معها خارج العراق ولكنها ترفض ذلك ,ثم يبدا محمود السوادي مشاريعه مع السعيدي بالإضافة الى مهام التحرير ومنابعة صفحات المجلة مع التصميم , كما انه في حالة غياب رئيس التحرير يقوم هو بالجلوس على مكتبه ويقوم بالرد على مكالماته من تلفونه الذي يضعه على مكتبه , ويتذكر كلام صديقه ( فرزي شواف ) وتحذيره له من السعيدي ولكنه لم يأبه لذلك , لان السعيدي قد عرفه على الكثير من رجال الدولة والمسؤولين  الكبار فيها ومن ضمنهم ايضا العميد سرور ماجد ,وكان يتمنى ان يكوم مكانه , ثم يسمع محمود السوادي من التلفزيون حادثة جسر الائمة الذي راح ضخيته المئات من الناس اما غرقا او بالدوس على رؤوسهم باقدام الناس الخائفة والتي هربت من الحسر , ثم يرى صديقه الشواف على التلفزيون مع ضيف اخر في لقاء تلفزيوني عن جادته جسر الائمة ومن المسؤول عنها فيقول  ل صديقه : ربما احد الاشخاص حاول ان يحذر الناس من ان هناك انتحاريا على الجسر يحاول تفجير نفسه , وكذلك فان العميد سرور كان يتابع هذا اللقاء التلفزيوني , ثم يقوم محمود بمغادرة فندق العروبة الى فندق ( دلشاد  ) باغراء وتشجيع من السعيدي والذي يريد من مساعده  ان يعيش في ظروف افضل استعدادا لمهام وعمل اكثر على ما يبدو. 

وفعلا اصبح محمود السوادي مثل السعيدي , ولاحظ كاكا حمه الذي يشتغل بالفندق ويجلس محل صاحب الفندق عند غيابه , ويسمح لنزلاء الفندق بدعوة ضيوفهم الى غرفهم  مقابل بعض المال , وقد تعامل محمود معه بالمثل واعطاه بعض الاموال البسيطة , وكان كل يوم خميس يأتي مع فتاة لتنام معه في غرفته جثى الصباح , ةظل يقلد السعيدي في الملبس  وفي بعض الاحيان يضع السيكار في فمه وهو يتعامل مع اصدقاءه وموظفوه  في المجلة , ولكنه كان يعتمد على راتبه المجزي والذي ياخذه من المجلة فقط ,

ثم تأتي دورية مرور الى بيت هادي العتاك لتساله عن الشخص الذي لا اسم له , فينكر معرفته به ويقول لهم انه عتاك وبامكانهم روية الاثاث القديم في البيت , ويتكرر عليه السؤال الى ان يقوم صاحب الدورية بضربه على راسه وعلى بطنه فيتقيا ويسقط على الارض , ثم يرفسه برجله مما دفع هادي ان يتيتلوى من شدة الالم , ثم , اخرج صاحب الدوريه سكين صغيره وطعنه بها عدة طعنات فبدا الدم يسيل منه , وبعدها خردت الدورية بعد ان سرقوا بعض حاجياته وحتى ماله الذي كان يخفيه بمكان ما في بيته , اما ابو انمار ا فقد جاءه فرج الدلال وطلب  منه ان يشاركه بالفندق , لانه لا  بملك لكن ابو انمار رفض الفكرة واشتشاط غضبا وقال لصديقه عبود  بانه لن يسمح لعبود الدلال ان يشاركه في الفندق ولكنه سوف يبيع الفندق له  .

ثم تاتي نوال الوزير الى محمود السوادي وتحذره من السوادي لانه رجل شرير وهو الاكثر شرا بين كل الرجال الذين عرفتهم , وقد سافر الى لبنان لملذاته وتركك هنا لتسير له امور المجلة

بعدها يخبره سلطان سائق السعيدي ويحذره من نوال الوزير , لا نها امرأة لعوب , وقد ضحكت على السعيدي وطلبت منه ان يتزوجها فرفض ذلك ,فهددته لان لها علاقات مع السياسيين والاحزاب وبعد  المتنفذين في الدولة فسافر خارج العراق بنشوره نت بعض اصدقائه الى ان يسو الامر مع نوال , وهكذا سافر وسوف تسافر اليه امه وابنتيه .

ثم يبيع ابو انمار الفندق الى  فرج الدلال ويذهب لللعيش في العمار مسقط راسه الذتي عاش فيها 2 سنة قبل ان يتوجه الى بعداد .

ويظهر دانيال فحاه فتفرح به امه وسط ذهول هل المنطقة , وتغير ام دانيال رايها فتقرر ان تبيع البيت الى فرج الدال لأنها سوف تسافر الى بناتها في خارج العراق

بعدها يحدث انفجار كبير ويصاب فرج الدلال بجروح وينقل الى المستشفى وينهار بيت ام دانيال وينهار فرج لانه لم يقدر ثمن البيت جيدا , ويستدعي سرور ماجد للتحقيق لعدم معرفته باسباب الانفجار ومن كان معه , ثم يحال على التقاعد لعدم غه بمساعدة بعض اصدقائه الموجودين في السلطة ان يعيد نفسه الى العمل ولكن بوظيفة امن في احد الدوائر , وتتم اعدته الى العمل باستثناء من المسائلة والعدالة , ثم يستدعى محمود السوادي مرة اخرى للتجقيق في قضية اخرى ويتكرر سؤاله عن السعيدي ولكن المحققين كانوا لطفاء معه فيحجز ليوم واحد وبعدها ينادوا عليه ليوقع تغهدا على ورقة لم يقراها , ثم بعج ان يفقد عمله في المجلة تتواكب عليه الديون فيضطر لبيع حاجاته ومنها مسجل الديجتال ويعود الى اهله في ميسان ليعيش معهم بعيدا عن بغداد واجواءها المتوترة

ثم يسمع محمود بان الكوريان الذان كانا يتابعانه لانه السبب في مقتل اخيهما قد ماتا اثر انفجار كبير , ويبدا بالخروج من المنزل ويظل يتمشى في شوارع العمارة , ويتذكر انه لم يفتح بريدة الالكتروني منذ شهرين فرجع الى البيت ويفتح بريده الالكتروني فيجد فيه 180 رساله , وكانت بيها ثلاثة رسائل وقف عندها كثيرا .

الاولى كانت من نوال الوزير والتي تقول فيها بانها بعثت له اكثر من رسالة دون جواب منه , وانها اتصلت به اكثر من مرة ولكتتن تلفونه لا يرد .

والثانية من صديقه حازم عبود الذي كان يعمل مصورا وكان يتجول مع الامريكان في جولاتهم وارسل اليه عشرات الصور التي التقطها في اماكن عديده , ارياف وقرى , محلات قديمه وبنايات اثرية ومعها رساله يقول فيها : بانه سيحصل على لجوء في امريكا بسبب عمله مع القوات الامريكية .

والثالثة من السعيدي والذي يخبره فيها بانه اتصل به مئات المرات دون جدوي , وايضا يقول له بانه لم يسرق اي شيء وانها نكاية به , وان امه  وشقيقاته قد توفين على الطريق السريع بين بغداد والاردن , وان اهم شيء عنده هو صديقه ويقصد به (محمود ) ان لا يصدق تلك الأكاذيب  عنه لأنه يحبه وقد اوصله الى القمة , ويحاول محمود ان يرد عليه برساله لكنه لم يفعل لك .

وفي 21/2/ 2006 اعلنت القيادات الامنية في بغداد عن القاء القبض اخيرا على المجرم الخطير , , انه المجرم ( هادي حساني عبد روس )من سكنة حي البتاوين في بغداد والملقب ( هادي العتاك .

وكان  مسؤولا عن عمليات مروعه في بغداد لمدة عام اثارت الهلع والرعب في بغداد , وانه قد اعترف بكل جرائمه وعرضوا صورته على شاشات التلفزيون , لم يصدق محمود المصري صاحب المقهى ذلك , وتذكرانه كان يجلس في المقهى ويجكي لهم حكايات عن بطولاته الكاذبه فقط فيبهر الناس بها , وكذلك فان محمود السوادي لم يصدق ايضا لانه كان صديقه وكان يجلس معا كثرا لسمه حكاياته البطولية و الهزلية ,وانه كان يعيش بين الناس ويتكلم معهم ويدخل بيوتهم

وامتلات سماء بغداد بالإطلاقات النارية على اثر سماع الخبر وكانت حالة من الفرح العارم والهستيري تسيطر على الجميع وبالذات في حي البتاوين , ولم يصدق احد ان المجرم الخطير هذا كان يسكن بينهم . ولكن ما تقوله الحكومة هو صحيح , وانهم سعداء الان لانهم تخلصوا من عدوا كان ينام بينهم ومن مجرم ارعب الناس على مدى عام .   

شاهد أيضاً

ياوطني

شعر : د. مزهر حسن الكعبي ـ العراق الليل ُ مُدلهم ْ يسَّاقط ُ الحَميم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.