حاورتـه / صفــا الهلالـي
الفنان ناصر هاشم بدن ، مواليد البصرة 1960 نشأ في بيئة تعشق الفن فتأثر بالمحيطين به ، درس الموسيقى وحصل على دكتوراه في المسـرح الموسيقي ، أحترف العزف على ألـة العـود والتشيلـو وعزف مع العديد من الفنانين الكبـار في العراق والوطن العربي ، وها هو اليوم بفنـه وجهوده وحبه لعملـه يتسلم منصب عمادة كليـة الفنون الجميلـة .
* كل مسؤول يأتي يكون مكملاً لمسيرة الذين سبقوه ، هذا نظام معمول عليه عالميـاً ، ولكن بالنسبة للدكتور ناصر هاشم هل سيكمل مسيرة الأسبقين في كلية الفنون ؟ وماهي طبيعة المشوار الذي سينفذ من قبلكم ؟
– جميع الأساتذة الذين سبقوني في المسؤولية قدموا خدمات ممتازة للكلية وللبصرة عموماً لكن الظروف المحيطة وللأسف لم تكن ملائمة ، أما عن هذه الفترة أجد أن من الضروري الاهتمام بكافـة جوانب الفنون لأن البصرة بحاجة الى أبراز الحركة الفنية والحضارية في المدينة ، ولابد للكليـة أن تنطلق خارج اطارها التدريسي والأكاديمي والانفتاح بمواهبها على مستوى المحافظة والعراق .
* نجد بأن عمل كلية الفنون الجميلة عمل أبداعي بحت في مختلف الأختصاصات ، هل بأعتقادكم بأنها تأتي بنتائج أيجابية يفتخر بها البصريون ؟
– لو نظرنا الى النشاط الفني في العراق عموماً سنجد بأن البصرة في الطليعة دائماً على مستوى قائمة المبدعين وهم من خريجي الفنون الجميلة بالذات فهناك رسامين كبار وعازفين موهوبين وأعلاميين على مستوى القنوات الفضائية العراقية والعربية ، فنحن نعتز ونفتخر بهذه الأنتاجات البصرية التي تفخر بها كليتنـا .
* مسألة تسويق الأنتاج الأبداعي أن كان للطلبـة أو للأساتـذة كيف يروج لها من أجل حضور كلية الفنون الجميلة في البصرة وأيقاعها الأبداعي ؟
– تعد هذه المسألة من القضايا المهمة جداً فبضاعتنا هي الفـن والأدب أما عن دوري في هذه المرحلة هي فسح المجال لكافة المواهب الفنية من طلاب الكلية أو خارجها وذلك بفتح معرض ثابت في الكلية لعرض اللوحات والمنحوتات وأعمال الخزف وغيرها ومعرض أخر متنقل في رئاسة الجامعة ليتسنى للجميع عرض نتاجاتهم وبالتالي تسويقها .
* هل تواجه الكلية عوائق تمنع أظهار أبداعها خصوصاً كلية الفنون الجميلة في البصرة فهي تحتضن طاقات أبداعية كبيرة على مستوى الطلبة والأساتذة ؟
– للأسف هناك عوائق سابقة في هذا الموضوع وعلى سبيل المثال نحن نواجه مشكلة المكان الذي لابد ان تقام فيه العروض الموسيقية أو المسرحية فنحن نمتلك فرقة عزف ممتازة لكن لا يوجد هناك قاعة مناسبة لتقديم الحفلات الموسيقية وكذلك المسرحية ، أما على المستوى السياسي او الاجتماعي فكنا نواجه سابقاً وجهات نظر وأراء حول تحريم الموسيقى والتمثيل لكن في الأونة الأخيرة اجد بأن الفكرة بدأت تنحسر تدريجيـاً وأصبح المجتمع أكثر أنفتاحـاً أمام هذا النوع من الفنون .
* بالتأكيد هنالك خطة وبرنامج معد من قبلكم من أجل تطويرقسم الموسيقى في الكلية والنهوض بواقعها ، لو تحدثنا بالأخص عن قسم الفنون المسرحية فما هي خطواتكم المقبلة ؟
– بلا شك أن المسرح من أهم جوانب الفنون في الكلية فهي الدافع الأول للوعي ولأيصال الرسالة للمجتمع وكما قيل ( أعطني خبزاً ومسرحاً اعطيك شعبـاً مثقفـاً ) ، في جامعتنـا قسم المسرح من الأقسام التي تعاني من نقص في المستلزمات والمعدات المسرحية المطلوبة في العروض منذ زمن، على سبيل المثال عامل الأضاءة والذي يعتبر بطل في المسرحية وممثل فيها لا يساعدنا في أبراز الجوانب الفنية أثناء الأداء المسرحي ، كذلك عامل الصوت والأجهزة المتخصصة في الموسيقى المسرحية فهي فقيرة جداً والأهم من ذلك هي مشكلة المسرح نفسه والذي يعد بحاجة الى تجديد وتطوير ، أتمنى أن يكون في البصرة مسرح دائري والذي يعد من اهم المسارح المتطورة وعدم الأكتفاء بمسارحنا اليوم والتي تسمى بمسرح العلبة ، مشكلتنا هي المعوقات المادية وعدم وجود دعم مادي والبلـد يمر في حالة شح أقتصادي ومادي وهذا ما يقف عائقـاً في التطوير . كذلك نحن بحاجة الى مدربين وخبراء لألقاء المحاضرات التطبيقية في حركة الجسد أو ما يسمى بـ البايوميكانيكا لأثراء الطالب في هذا المجال بالأضافة الى دورات تخصصية لعمل المكياج الفني الذي يحتاجه الطالب لأداء كافة أنواع الشخصيات المسرحية .
* نجد غالبية الجامعات وبمختلف التخصصات تمتلك مختبرات أو ورشة عمل والتي من شأنها تطوير الجانب التطبيقي للطالب ، هل لكلية الفنون الجميلة مختبرات متخصصة ؟
– بكل تأكيـد لكل قسم وأختصاص هنالك مختبرات تطبيقية ، فقسم التمثيل يمتلك مسرح للتدريب وتقديم عروض الطلاب المسرحية ، أما فيما يخص قسم الرسم والنحت فهناك ورش متخصصة للرسم على كافة أنواع الأقمشة المستخدمة في اللوحات ويقع على عاتق الكلية توفير الفرش بأنواعها والأقمشة والأصباغ بصورة مجانية للطالب وبالنسبة لفرع النحت فهنالك الأفران لصناعة منحوتات السيراميك وتوفير المواد الأولية كالطين الخاص والبورك اللازم لعمل المنحوتات ، أما عن قسم الموسيقى فالكلية تمتلك عدد كبير من الآلات المهمة في العزف لتدريب الطلاب والتي تسمح للطالب حرية أختيار الألة التي يريد التعلم على عزفها والتخصص فيها ومنها ألـة التشيلـو ، القانون ، العـود ، الكمان ، الناي ، الفلوت ، البيانـو ، ولكل ألـة هناك استاذ متخصص للتدريب العملي ، كذلك فيما يخص قسم التربيـة الفنيـة فهو يعد من الأقسام المهمة فالطالب في هذا القسم يدرس كافة أنواع الفنون المذكورة مسرح ، وتشكيلي ، وموسيقى لذا نرى بأنه من الأقسام النشطة والذي يلاقي أقبال واسع في أستقطاب الطلاب ، وصولاً الى أخر الاقسام في كليتنـا والذي تم فتحه سنة 2014 وهو قسم السمعية والمرئية والذي يقوم بأعداد المذيعين والمقدمين في الأعلام فنحن نحاول جاهدين لتوفير الكاميرات الثابتة والمحمولة أثناء العمل وغيرها من الأغراض التي تلزم الطالب في صناعة أنتاجه من أفلام أو برامج .
* بما أن قسم السمعية والمرئية من الأقسام الجديدة التي فتحت في الكليـة هل هناك مشاكل يواجهها القسم في الوقت الحالي ؟
– مشكلتنـا في هذا القسم تنحصر في عدم وجود متخصصين في هذا المجال أي فيما يخص السيناريو وأعداد البرامج والتصوير، كذلك قلة عدد الكاميرات والمعدات اللازمة للعمل فنحن بحاجة الى ورش متخصصة للمونتاج و ورشة تصوير وما الى ذلك من الأمور التخصصية في هذا القسم .
* ماهي عوامل النجاح التي تجعل من الطالب منسجمـاً ومندفعـاً للعمل الفني والتواصل معـه ؟
– أهم عامل في أبداع الطالب في هذه الكليـة بالتحديد هي العلاقـة ما بين الطالب والأستـاذ فهي ليست كأي علاقة أخرى في باقي التخصصات الجامعية لابد لها أن تكون علاقة مقربة وحميمة ما بين الطرفين فهم على لقاء دائم في المشهد المسرحي أوعلى ألـة عزف واحدة ، لذا لطالما حرصت على عدم وضع الفواصل بيننـا وبين الطالب ، كذلك لابد للأستاذ أن يستمع للطالب ويصغي لأفكاره المتجددة فهو يحاكي جيل اليوم وما يتطلبه الفن لمواكبة هذا العصر .
* كلمة أخيرة تود قولها ؟
– أحب أن أقول لكلية الفنون بأساتذتها وطلابها وجميع موظفي الكلية وزائريها ناصر هاشم هو فنان أولاً في خدمة جميع فئاتها فنحن جميعاً يداً واحدة ونلتقي في غاية واحدة وهي الأرتقاء بالكلية ومستواها التعليمي والفني وجعلها مرحلة ذهبية وخضراء لصالح الجميع .
وأحب ان أوجه كلمة أخيرة لصحيفة الأضـواء شكراً لتسليط أضوائها والأهتمام بكليـة الفنون الجميلة ودعمها أعلاميـاً لجهودنـا لكم منـا كل الأحترام والتقديـر .