الرئيسية / الثقافية / مسبحة واحزان

مسبحة واحزان

أبو حازم التورنجي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كحباتِ مسبحةٍ تَقطعَ خَيطُها أنفرطتْ تناثرتْ حَباتُها
في كل الارجاءِ
كاوراقٍ من دفترٍ ممزقٍ مهتوكٍ في مهبِ ريحٍ

تبَعثَرتْ تفاصيلُ حكاياتهِ لتغدو قصصاً مقطعة الأوصال
نهايتُها طلاسمٌ وألّغاز الاحزانُ هي الأخرى
متناثرةٌ كأحزان أكواخ العراق
كموجاتٍ متلاحقةٍ
من هتافِ موتٍ.
موتٌ
ماكانَ مراداً في الميعادِ
موتٌ
ينثرُ قبورَنا في أديمِ الغرباءِ
الأسماءُ تاخذُ منحنياتٍ اليمهً
والشواهدُ لاتشبهُ شواهدَ وطنِ الموتِ وخرابَ يومِ الاجلِ
لجيلٍ ينسحبُ قهقرياً
رغمَ ارادتهِ في متاهاتِ الارواحِ
وثمةَ رحيلٌ يحُني الظهرَ ويُطلقُ العنانَ للنحيبِ والعبراتِ
الرحيلَ الخطأَ في الزمنِ العاثرِ
والمساراتِ الخاطئةِ
قطارُ العمرِ قد هَرمَ قبلَ أن يَهرمَ ركّابهُ
صرير عرباته كنحيبِ ثكلى
في زمن العوز والنازلون يلوحون
لبعضهمِ تباعاً بلا متاعٍ بلا حقائبٍ
على عجلٍ وهم أكثرُ ممن صعدوا في المحطاتِ الاخيرةِ
يا زمنَ الرحيلِ
اما فيك من برهةِ تمهلٍ
فثمةَ من لم يبحْ
بكلمتهِ الاثيرةِ
لم يكتبْ وصيتَهُ الاخيرةَ
ماءُ الساقيةِ ما عادَ صافياً
مذ نزلتْ فيه كهنةُ وقساوسةُ
الحبرِ الأعظمِ المسبحةُ انفرطتْ
الاصابعُ ما عادتْ ذاتَ الأصابعِ
الاحزانُ تكاثرتْ كغيومٍ سوداءِ الأرواحُ الصافيةُ شاءتْ
الانسيابَ مع نسائمِ الجنوبِ
ومن عَبرَ لاذَ بخيامِ الاعمامِ الجددِ
لمسةَ قلبٍ للارواحِ العليلةِ
يومَ لم تملْ ولم تنحنِ للذلِ
لكِ الَله يا أمرأةً كسيرةً
سيطولُ بها النحيبُ
في ليلٍ بهيم
عند خيمةٍ هوى عمودُها
ترفقي بنفسِكِ فتلك هي الاقدارُ
شاءتْ للدروبِ مفارقً

 

شاهد أيضاً

ياوطني

شعر : د. مزهر حسن الكعبي ـ العراق الليل ُ مُدلهم ْ يسَّاقط ُ الحَميم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.