جريدة الاضواء الالكترونية
مقالات مشابهة
كتب / أسعد شهاب اللامي
تعد الألعاب الشعبية أحدى عناصر الموروث الشعبي، ومن الفعاليات المؤثرة في حياة الشعوب، وتعتبر من الوسائل الترفيهية للأطفال والتي تستهويهم وتتلائم مع البيئة التي يعيشون فيها، إضافة إلى أنها تساهم في تنمية الذكاء ورفع القدرة البدنية وصقل شخصيتهم وغيرها . أجريت مسح سريع لتلك الألعاب التي كنا نمارسها في سنوات الطفولة ونظراً لسرعة العصر فقد افتقدنا الكثير منها بعد أنّ حلت محلها الألعاب الإلكترونية المعاصرة.
أما أبرز الألعاب الشعبية:
1.المرجوحة أو الأرجوحة: من الألعاب العربية القدمة، لعبة شعبية مسلية، وهي عبارة عن تعليق حبل مزدوج على شجرتين متقاربتين سواء من أشجار النخيل أو غيرها، أو عمودين من الخشب طوليتين مدعومتين ويُناط بهما صندوق أو خشبة هي دكة استراحة، يقعد فيه واحد من الصبيان أو الفتيات ويبدأ تحريك الحبال وهزها إلى الأمام والخلف من قبل أثنان من الصبيان أو الفتيات وهكذا تستمر اللعبة بعد تبادل الأدوار. اللعبة في الوقت الحاضر اندثرت أو تكاد أن تندثر بعد أنّ حلت محلها الأراجيح الحديثة في المتنزهات ومدن الألعاب.
2. المصيادة: يستخدمها الصبيان وبأعمار مختلفة، لاصطياد العصافير والحمام والفواخت وغيرها ويصوبون بها نحو الكلاب والقطط أيضاً. صناعتها غير مكلفة حيث تتطلب قطع غصن شجرة من الأثل أو الصفاف أوالقوغ…ألخ. ويكون ذات رأسين ومقبض على شكل حرف(Y) ويشدون برأسيهما خيطين(مصران) من المطاط ( إطارات السيارات أو الدراجات النارية أو الباسيكلات) ومطاط المغذيات الطبية ولا يتعدى طول الواحد منهم شبر والنصف الشبر، ثم توصل في نهايتهما بقطعة سميكة من الجلد(جلود الأحذية المتهرئة الملقاة). ويوضع الرامي في كفة الجلد حصوة صغيرة(صلبوخ صغير) ويصرنّ عليها، ويسحب المطاط حتى يتوتر بيد ويمسك المقبض باليد الأخرى بعد أنَّ يغمض أحدى عينيه ويصوب نحو الهدف فتنقذف الحصاة بشدة نحو الهدف. أكثر من أستخدم المصيادة كسلاح مقاومة هم الشعب الفلسطيني ضد الجيش الإسرائيلي. ومؤخراً انتجت الصين أنواع من المصيادة حيث استبدلت غصن الخشب بالحديد والبلاستك الخفيف مع نوع خاص من المطاط.
3ركوب العصا( لعبة الحصان): يمارسها الصبيان أي لعبة ذكورية، حيث تراهم يمتطون القصبة أو جريدة النخيل أو عصا طويلة، ويعدها جواداً يمتطيه، ولا يتصور نفسه سوى الفارس المغوار. فيظل عادياً، رائحاً، في الطريق ويستمر هكذا حتى يتعب وتخور قواه ويتوقف.
4.الطيارة الورقية: لعبة يمارسها الصبيان في أعمار مختلفة ما بين ( 9-15) سنة أو أكثر . تصنع من الورق (رغم عدم مقاومته للهواء) على أشكال متعددة مثلاً على هيئة سداسية أو مخروطية أو مربعة. وعادةً ما يتم صناعتها من أكياس النايلون الشفاف لخفته في الهواء بعد أنَّ يتم لصق عودين متعامدين من عسق ثمار النخيل أو القصب على أنَّ أحد العودين يكون مقوساً ثم تعلق لها الأذناب والأجنحة للتوازن وتربط بخيط رفيع وطويل لتطلق في الفضاء عند هبوب الرياح. اللعبة لم تقتصر على الصبيان بل اشترك فيها الشباب والفتيات وأقيمت لها مهرجانات سنوية في بعض البلدان. كما أنَّ الصين انتجت عدداً منوعاً من الطائرات الورقية على شكل (خفاش أو نسر أو حيوان أخر).
من الألعاب الورقية الأخرى : صناعة كاميرا الورقية بحرفية عالية حيث يبدا طي الورقة طولاً إلى نصفين وبعدها طي الأطراف الأربعة بالتساوي وطيهما. والبدء بورقة أخرى مثل الأولى. وثالثة ورابعة. وادخال كل ورقتين معاً لتكون هناك حجرة تصوير مربعة الشكل بينهما يتم التحكم بها من خلال سحبها واعادتها مع تقليد صوت التقاط الصورة من قبل المصور. صناعة الزوارق الورقية بخطوات فنية عن طريق طي الورق. صناعة الصواريخ الورقية. ألعاب السباق الذهني (س وص) حيث يتم رسم عدداً من الدوائر الصغيرة على الروقة وبعد ملئها بالكامل يبدأ المتباريان أحدهما يرمز له (س) والأخر(ص) بتوصيل خطوط مستقيمة لربط الدوائر مع بعضها البعض خط مستقيم واحد لكل متباري وينتقل الدور للأخر وهكذا، ومن يستطيع أنّ يشكل مربع متكامل الخطوط يضع حرفه فيه وفي الختام يبدأ عد المربعات. الحاصل على عدد أكبر هو الرابح.
5.قلبة (كَلبــة) العقرب: يتبارى بها الفتيان، من الألعاب الرياضية المفيدة للأطفال والتي تتطلب جهد ونشاط ورشاقة. وممارستها أنّ يضع الفتى يديه على الأرض بخفة متناهية ويرفع في الوقت ذاته رجليه إلى الأعلى ويطويهما عند الرُكب حتى لا تنزلا على الأرض ورأسهُ إلى الأسفل بعد اتكائه على الجدار. فتكون حركته على هيئة عقرب. كما أنَّ بعض الفتيان يمشي على يديه (يضعهما على الأرض بخفة ورأسه إلى الأسفل وريفع رجليه إلى الأرض دون أنّ يسندهما على الجدار) ويمشي ببطئ بضع خطوات وسط دهشة الأطفال الحاضرين.
6.النبلة (الدوامة): عبارة عن خشبة دوارة، مخروطية الشكل، تشبه فاكهة الكمثرى، وفي أسفلها حديدة ناتئة كرأس المسمار. حيث يجتمع اللاعبون ويبدأون بلف الخيط حولها ثم يمسك الخيط بإحدى اليدين أصبعي السبابة والأبهام ، ويلقي كل متسابق نبلته وتبدأ بالدوران بسرعة كبيرة ومن تصمد نبلته أكثر في الدوران دون توقف هو الرابح وهكذا.
7.الملاواة: لعبة يمارسها الفتيان بمختلف أعمارهم(12-17) سنة وحتى الشباب والكهول، حيث يتقابل المتباريان وجهاً لوجه، ويثبتا أقدامهما في الأرض، ويرفعا صدرهما، ويدفعا بهما إلى الأمام ويمدا أيديهما على مداهما، فيشبكان اليمين باليمين وأحياناً يسندا كوعيهما على سطح منضدة أو مسطبة وينتظران إشارة الحكم حتى يشد كل منهما كف الأخر ويحاول أنّ يلويها. حتى تحمّر الوجه وتشد الأعصاب، ومن يلوي غريمه هو الرابح.
8.المصارعة: لعبة يمارسها الفتيان على ساحة من التراب أو الرمل أو تبن الحيوانات، حيث يمسك المتباريان بعضهما البعض ويتصارعان بعد إشارة الحكم، فإيهما يصرع الأخر ويسقطه أرضاً هو الرابح.
9.المبارزة بالسيوف: لعبة للصبيان حصراً، حيث تصنع السيوف من جريدة النخيل أو الخشب، يتبارز بها الصبيان دون أيّ يؤذي أحدهما الأخر. وأحياناً يشكلون معسكرين ويهجمون بعضاً على بعض ويتبارزون بينهم تأثراً بالدراما البدوية أو الأجنبية أو الشخصيات الكارتونية.
10.اللعب بإطارات السيارات أو (عجلات) رنكً الباسيكل: نظراً لتوفر إطارات السيارات المستهلكة، أو عجلات (رنكَ- كَاري) الباسيكلات حيث يتم دفعها بإحدى أيدي الفتى بالنسبة لإطار السيارات الصالون، أو دفع الر نكً بقصبة أو جريدة نخيل أو صوندة صغيرة فلكل فتى إطار أو رنكً (كَاري) خاص به يدفعه بالطرقات والشوارع أو حتى طرقات المؤدية إلى سدة المْدَيْنَة (الطوفة) وخاصة في فصل الصيف الحار حيث السباحة هناك.
11. تسلق أشجار النخيل والقفز من الأعلى إلى النهر: عادة ما يمارسها الصبيان بأعمار تتراوح ما بين(9- 15) سنة، عندما كانت هناك غابات من أشجار النخيل في قضاء المْدَيْنَة، وأنهار صالحة للسباحة، حيث يتسلق الصبيان جذوع النخيل ثم يتركون أيديهم ورجليههم ليقفزوا إلى أعماق النهر ويتبعه الأخرون وهكذا.
12. سباق (ماراثون) الجري- الركض: تهدف هذه الرياضة إلى تقوية المناعة ورفع القدرة لدى الأطفال الصبيان، وتتطلب جهد ورشاقة وقوة بدنية، وأحياناً يجتمع الصبيان والفتيات معاً في السباق، حيث يتم رسم خط مستقيم ثم يقف عليه المتسابقون حفاة نادراً ما تجد أحدهم يرتدي حذاء بلاستك أو رياضي، بعد تحديد نقطة معينة لنهاية السباق كأن تكون نخلة أو شجرة أو جدار بيت ما أو عامود كهرباء …ألخ. ويبدأ الحكم بأطلاق صافرته لينطلق المتسابقون جرياً- ركضاً ومن يصل أولاً هو الفائز بالمركز الأول ويليه الثاني والثالث والرابع وهكذا. ( اللعبة مستوحاة من الألعاب الأولمبية وبرنامج الرياضة في الأسبوع، والنشاط الرياضي المدرسي).
13.لعبة الاتصال التليفوني بالقواطي: لعبة يمارسها الأطفال من كلا الجنسين، مستوحاة من مادة العلوم حيث يتم تجهيز (علبتين فارغتين- قواطي فارغة من المعجون أو الحليب أو العصير أو البازلاء وغيرها) وتثقب من منتصف القاعدة وتربط بسلك نحاسي المأخوذ من أسلاك توصيل كهربائية ( الوايرات) أو من المحولات العاطلة للراديو والمسجل والثلاجة. ويبدأ الطفلان بالابتعاد مسافة (5-10 متر) يبدأ أحدهما بوضع القوطي على فمه بالتخابر والأخر يضع القوطي على أذنه ويتبادلان الاتصال بينهما.
14.لعبة الحية والدرج- السلم والثعبان-: لعبة كلاسيكية مازالت صامدة حتى الآن، تلعب بالنرد(الزار)، يمارسها الصغار والكبار من كلا الجنسين. تلعب في جميع الأوقات. تتكون من مربعات مرقمة من (1-100) على ورقة كارتونية حيث ترسم السلالم على بعض المربعات للانتقال من رقم ذي قيمة أدنى إلى رقم ذي قيمة أعلى، ويوجد أيضاً عدد من الثعابين، إذا وقع المتسابق في فمها فأنّهُ ينتقل من رقم- مربع- أعلى إلى رقم- مربع-أدنى. تبدأ اللعبة بين المتبارين عند تحريك النرد فالرقم الذي يظهر يبدأ بعد الأرقام ثم تنتقل اللعبة إلى غريمه وهكذا فمن يصعد السلالم ويجتاز الثعابين ويصل إلى أخر محطة- مربع- الذي يحمل الرقم100 هو الرابح ويحصل على الكنز.
15.مصغرات المدن والريف : كان سابقاً يكثر نوى التمر في الريف لكثرة غابات النخيل المنتجة، يتم جمع أكبر عدد من نوى التمر ( الفصمة- النواية) بأكياس أو تنك السمن النباتي، ويتم تخطيط مدينة كاملة( تساعد هذه اللعبة في تطوير القابلية الذهنية لهندسة أعمار المدن) من الشوارع وحفر الأنهار وبناء الجسور والقناطر من القصب ونبات الأسل وجريدة النخيل وبناء بعض بيوت من الطين ويتم ترصيف الشوارع بنوى التمر، مع استخدام مصغرات السيارات والحيوانات البلاستيكية المتوفرة أنذاك. وأحياناً يقوم الأطفال بنحت أشكال قريبة لبعض الحيوانات من الأغنام والأبقار والخيول والجاموس.
