جريدة الاضواء الالكترونية
مقالات مشابهة
كتبت : د شهد صباح المرزوق
اقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة ندوة ثقافية بعنوان (الذاكرة الثقافية والفن العراقي) قدمتها الاستاذة الدكتورة والفنانة التشكيلية جنان محمد في مقر الجمعية في نظران
المحاضرة الثقافية التي أدارها الناقد خالد خضير الصالحي وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين في مجال الفن طرحت أحد الموضوعات المهمة ضمن تجربة الفن التشكيلي العراقي منذ روادها الأوائل وهي الذاكرة الثقافية ومدى حضورها في الفن التشكيلي
وتتمثل الذاكرة في الفن عبر إعادة انتاج الماضي بإستحضاره الذاكرة كموجود لتثبيت عنصر الهوية الذي لطالما كان ميزة في التشكيل العراقي لكون الماضي أساساً مهماً لتمكين الهوية الاجتماعية الثقافية
وتعرج الدكتورة في حديثها المطول عن الشواهد في تاريخ هذه المسيرة التشكيلية في العراق على التجربة الفنية التي قدمت منها نموذج (جواد سليم) الذي يعد رائداً في هذا المجال, من خلال استحضاره تاريخ المدرسة العراقية (مدرسة بغداد للتصوير الإسلامي) في تجربته العملية في الفن عبر تقديمه (مدرسة بغداد للفن الحديث), تلك المدرسة الفنية التي إستلهمت أصولها من المدرسة الإسلامية العراقية لتعيد صياغة الماضي الفني ضمن إنتاج تشكيلي معاصر يتناسب مع الطروحات الحديثة والتي كان الفن العراقي قد استقاها من الفن الأوروبي الحديث
بل تتقدم حتى التسمية باعتبارها (ذاكرة) لتقديمها كجزء مفعل في إحياء أسم الواسطي وأسلوبه في الرسم الذي يعد من أنضج الأساليب في فن المنمنمات ضمن فن الحضارة الاسلامية, فالذاكرة ماهي الاعملية تركيبية يتم من خلالها إستحضار الماضي واعادة تقديمه مجدداُ عبر انتاجه بأسلوب يصلح تقديمه حديثاً
كما تتطرق خلال حديثها لأعمال ونماذج متفرقة من الفن العراقي امثال ذلك اعمال الفنان (فائق حسن) التي تدخل ضمن هذا المضمون وهذه الموضوعات عبر اشارات متعددة منها (الامكنة), اذ تقدم الجغرافية برموز واشارات لخلق ابعاد ثقافية وحضارية لتنتج ثيمة ثقافية تحمل ابعاد الذاكرة
وتأتي محاضرة (جنان محمد) ضمن نشطات تؤديها جمعية التشكيليين العراقيين فرع البصرة بشكل مستمر يهدف لإستمرار حضور النقد والبحث الفني في مجال الفنون التشكيلية وهي ضمن نشاطات أخرى عملية كالمعارض التشكيلية وغيرها .
