الأضواء / متابعة/ ايمان حسين – مصر
كتب احمد الفقى مهندس الذكاء الاصطناعي بمصنع بيدو “في عصرنا الحالي، لم تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي حكراً على مجالات محددة ، بل امتدت لتشمل قطاعات صناعية متنوعة ، مُحدثةً ثورة حقيقية في طرق الإنتاج والتصنيع . فبفضل هذه التقنيات المتقدمة ، أصبحت العمليات الصناعية أكثر كفاءة وأتمتة ، مما يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف بشكل ملحوظو أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو تجربة شركة “فورد” العملاقة لصناعة السيارات ، حيث اعتمدت نظاماً ذكياً لمراقبة عملية تجميع المركبات في مصانعها ، وقد استطاع هذا النظام تحليل البيانات الضخمة الناتجة عن العمليات الإنتاجية ، واكتشاف أي انحرافات أو عيوب بسرعة فائقة ، مما يسمح بالتصحيح الفوري والحد من الفاقد في الإنتاج ، وفقًا لإحصائيات الشركة للعام السابق ، كما ساهم اعتماد هذه التقنية في خفض معدل الأخطاء في عملية التجميع بنسبة 90% ، وزيادة الإنتاجية بما يصل إلى 25%. كما أدى أيضًا إلى توفير ملايين الدولارات سنوياً من خلال تقليل الفاقد والتالف ، و هناك تجربة أخرى ملهمة هي استخدام الروبوتات الذكية في مصانع “سامسونج” للإلكترونيات . حيث تعمل هذه الروبوتات على إنتاج أجهزة متطورة مثل الهواتف الذكية واللوحيات بدقة متناهية ، مع القدرة على التكيف مع التغييرات في تصميم المنتجات بسرعة فائقة.و بفضل هذه التقنية الثورية، تمكنت شركة “سامسونج” من تقليل فترات إعادة ضبط خطوط الإنتاج بنسبة 30% ، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية وتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها بكفاءة أكبر ، كما ساعدت الروبوتات الذكية أيضًا في تحسين جودة المنتجات وضمان مطابقتها للمعايير العالية المطلوبة.و هذه التجارب الناجحة تُظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عاملًا مُحفزًا رئيسيًا لتحقيق التميز الصناعي وتعزيز القدرة التنافسية للشركات على المستوى العالمي ، لكن لا ينبغي النظر إلى هذه التقنيات كبديل للعنصر البشري ، بل انها أدوات مساعدة للعمال فقط في أداء مهامهم بشكل أكثر فعالية.وهنا تأتي رؤيتي الشخصية لدور الذكاء الاصطناعي في المستقبل ، حيث أرى أن هذه التقنيات ستصبح أكثر انتشارًا وتطورًا في مختلف القطاعات الصناعية ، ومع ذلك ، لن تكون هناك حاجة إلى إحلال الآلات محل البشر بشكل كامل، بل سيتم التركيز على التكامل بينهما لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.كما أتصور أنة في المستقبل سنشهد تعاونًا وثيقًا بين العمال البشريين والروبوتات الذكية ، حيث ستتولى الآلات المهام الروتينية والشاقة ، بينما يُركز البشر على المهام الإبداعية والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي لا يزال يتفوقون فيها على الآلات. وهذا التكامل سيؤدي إلى رفع مستويات الإنتاجية والكفاءة إلى آفاق جديدة غير مسبوقة ، علاوة على ذلك، أرى أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا محوريًا في عمليات التصميم والابتكار الصناعي، حيث ستتمكن الأنظمة الذكية من تحليل البيانات الضخمة واستخراج رؤى قيمة تساعد على تطوير منتجات وحلول جديدة تلبي احتياجات المستهلكين بشكل أفضل.و في نهاية المطاف ، يكمن مفتاح نجاح الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي في الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات والتكيف معها بشكل صحيح. فعندما تتكامل قدرات الآلات مع المهارات البشرية ، ستكون النتيجة لها مستويات غير مسبوقة من الإنتاجية والابتكار والنمو الاقتصادي ، وهذا هو المستقبل الذي أتطلع إليه بكل ثقة وتفاؤل .