الأضواء/شيماء لطيف القطراني
يُعتبر القرقيعان أو القرقيعانية أو الكركيعان من أهم العادات الشعبية الرمضانية في بلدان الخليج وغيرها، حيث تنتشر هذه العادة انتشاراً واسعاً في كل من البصرة وغيرها من مدن العراق وكذلك السعودية وقطر والإمارات وجنوب إيران وكذلك غيرها من البلدان الإسلامية.
أما أبطال مهرجان القرقيعان فهم الأطفال الذين يجوبون الشوارع والأزقة مبتهجين بهذه
المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال، وهم يلبسون الملابس الجديدة والتي قد تخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة في بعض دول الخليج، ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت.
أن قرقيعان لفظ عامي مأخوذ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة فسميت المناسبة بالقرقيعان أو أنه مشتق من قرة العين وهو مافيه سرور الإنسان وفرحه، ومنه قول الله عز وجل:(…ربنا هب لنا من أرواحنا وذرياتنا قرة أعين…) فإن مبدأ القرقيعان يرجع إلى مولد سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن بن علي (عليه السلام) حيث أن ولادته الميمونه كانت في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة المباركة.
كان النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) ينتظر بفارغ الصبر أول وليد لبيت الرسالة و ما أن بشر بولادته حتى أسرع إلى بيت فاطمة (عليها السلام) فرحاً مسروراً، ثم استدعى سبطه الحبيب ليشمه ويقبله ويؤذن ويقيم في أذنيه، حينها نزل عليه جبريل (عليه السلام) ليهنئه أولاً، ثم ليقول له سمه حسناً بأمر من الله عز وجل.
وما أن علم المسلمون بخير الولادة الميمونة التي فرح بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) حتى توافدوا على بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) يزفون إليه أحر آيات التهاني ويباركون له مولد سبطه الحسن عليه السلام، وهكذا بقيت هذه العادة جارية في المسلمين حتى يومنا هذا.
َ
أهازيج القرقيعان :
وللأطفال في مهرجان القرقيعان أهازيج وأشعار باللغة العامية يرددونها ببراءة طفولية كلما وقفوا على باب من أبواب محلتهم وحارتهم، لكن هذه الأهازيج والأشعار
تختلف من بلدٍ إلى بلد.
أهازيج القرقيعان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام، يالله تخلي ولدهم يالله خلي لأمه يالله، ماجينه يا ما جينه حل الكيس وانطينه، انطونه الله ينطيكم بيت مكة يوديكم، واذا طال عليهم الوقوف ولم يخرج إليهم صاحب الدار يصرخون بأعلى أصواتهم :ياأهل السطوح تنطونه لو نروح
وبعد الانتهاء من الأناشيد يتم توزيع المكسرات والحلويات على الأطفال وتوضع هذه الهدايا في أكياس معلقة برقبتهم تسمى بالخريطة، وتعتبر هذه العادة من العادات المتوارثة الجميلة التي تدخل الفرح والبهجة إلى قلوب الأطفال في شهر رمضان ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر ويجهزون لها من أول رمضان.