الرئيسية / الثقافية / على أعتاب الرّوح

على أعتاب الرّوح

شعر :  خيرة الساكت  ـ تونس

داخلي مرهق
و الهواجس تقيم حفلا
تعبد فيه الألم
و أنت تبخل بنورك
من أول نفقي إلى آخره
يعبر القطار العتمة
و يغوص فيها
يبتلعها فتتناسخ روحها
عندما تتسابق أطياف
لتمسك بضوء القمر
تتسرّب إلى الظّلال
و تسرق ثيابها
طويلة هي ظلال السّرو
تقسم الأرض
و تعكس ضحكة أبي
ضخمة هي ظلال الصفصاف

تنعكس على الماء فتتخيّل الأسماك
أنّ العشيق

يمكن أن يكون رقيقا كورقة شجرة
و أنّ الرجل يمكن له الاكتفاء

بقبلة واحدة من حبيبته
و كثير من الأشعار
من دفترها
هناك على الوجه الآخر للكوكب
محيط ينادونه بالهادئ
ابتلع حبيبين يقومان

برحلة لاكتشاف جسديهما
قطع رِجل البحّار
و نصّب القرش
وزيرا للملاحة
هرب القرش

عندما شقّ صراخ ابن البحّار المحيط
وأنت مازلت واقفا

على حافّة الشاطئ
و ترفض الإبحار

في داخلي كبر ابن البحّار
اشتدّ عوده
صار قويّا
يكسر الحجارة بفأسه
لا يطأُ المحيط
أبدا و لكنّه يُبحر في المَقْلَعِ
و يجدّف في العَرَقِ
المحيط هادئ
يبتلع كل من يَلِجُهُ
مثل الرَّجُلِ تماما
هادئ و يبتلع جميع نساء الكوكب
في نزوة…

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.