بقلم : إنتصار مرتضى عبد الله ـ السويد
مهما كتبنا أو حاولنا أن نظهر مشاعرنا وحبنا لبصرة الخير مدينة الحب والطيبة نجد أنفسنا مقصرين وغير صادقين ونشعر بأن أهلينا الذين سبقونا وتعلمنا منهم كانوا يحملون في قلوبهم طيبة لامثيل لها تشعرنا بالخجل حينما نود أن نقارن أنفسنا بهم. أبحث بين الحين والحين في أوراقي المتناثرة وأفتش في الأيام الماضية، وأتصفح صورها وذكرياتها، لتأخذني إلى أجمل أيام مع أطيب ناس فيركض الزمن بسرعة في ميدان الحاضر وتمر علي سويعات جميلة تعيدني إلى لحظات عشتها مع أهلي الطيبين ومع أصدقاء كان شعارهم الوفاء وعدم الغدر مهما حصل إنها كانت رفقة طيبة في رحلة العمر مع أشخاص أعزاء لايمكن أن أجد قلوبا صافية كقلوبهم في زمن التحضر والتطور المادي. الحنين لتلك الأيام يؤذيني ويؤلمني وتنهكني الأشواق النابعة من قلبي الضعيف الذي بدأ ينبض عشوائيا ويتحرش بالأضلاع لأشعر ببعض الآلام وأتحمل. حاولت مرارا أن أصف جمال تلك الأيام التي عشتها مع الطيبين ثم حاولت أن أستعيرها وزرعتها في قلبي لأكون مثلهم في حياتي فشعرت بأني لن أصل إلى طيبتهم حقا ذهبت تلك الأيام وذهب أهلها الطيبين وكما نقول بلهجتنا البسيطة (راحو الطيبين ..). لحظات جميلة نحاول نعيدها لنعيشها بعد أن نتذكر بها الماضي، ونستعلي من خلالها على الحاضر فضلا عن المستقبل، محاولين العودة إلى ما مضى للتخفيف عن أنفسنا بعضا مما فيها. والحقيقة أن ربط الزمن الجميل بالماضي فيه تجاوز على الحاضر، وتشاؤم من المستقبل، إذ نجعل الجمال فيما ذهب فقط، ونرسل زفرات التحسر والندم لنصبغ بها حاضر الأيام وقادمها .. من أراد أن يعيد الزمن فقد خاب وخسر لكن يمكنه أن يعيد صورة ذلك الزمن وأهله الطيبين بالعمل مثلما كانوا يفكرون ويعملون دون ملل أو كسل حتى وإن تغيرت الأحوال أو ضحك الناس من تصرفاتك لأنهم نسوا معنى الطيبة واعتبروها ضعف وهوان من قبل صاحب الطيبة. لاعليك لأنك في الطريق الصحيح.