كتب : إنتصار مرتضى عبد الله ـ السويد
كلما كبرنا يزداد حبنا للبصرة ولأهلنا الطيبين ويبقى في القلب الحنين لأيامنا الجميلة والذكريات التي لاتنسى. أكتب هذه الكلمات وقسم منها باللهجة الشعبية التي يعرفها أبناء البصرة. أبدأ من الركوب بالقطار من محطة المعقل يمر على منطقة خمس ميل والأطفال يتجمعون لتوديع القطار، ثم يمر من تحت جسر الگزيزة ليمر على الشعيبة وصحراء الزبير ثم يسير بنا ماراً على هور الحمار وسوق الشيوخ والبساتين الخضراء، والجسر المخيف بعرض القطار وكأن القطار سيسقط في الهور ومحطة البطحاء وتنزل بالسماوة تستريح، نزول الجنود بمحطة المحاويل، ومن بعدها تصل لبغداد في الصباح الجميل لترى الطالبات بطريقهن للمدارس وأشرطة الشعر البيضاء والصدرية الزرقاء مثل طالبات البصرة الفيحاء. في كل كل محطة لنا ذكرى، ويبقى شوقنا للعودة إلى البصرة. سفرة إلى جزيرة السندباد وعبور الجسر الخشبي ومباشرة إلى الكشك لشراء (سفن آب) أو تروابي عنب. بعد أكلة مگشت سمك، ونرجع للبيت نشرب شاي مخدّر على المنقلة واستكانات الشاي المغسولة بالطاسة الكبيرة، والما يشرب شاي موجود شربت نادر لو شربت صباح. ترجع أمي من السوق وعلاگة البلاستك لو علاگة الخوص فوق كتفها ثم تجلس بالمطبخ تقطع ورق السلگ للشبزي على التختة الخشب، وممكن بعد لحظات تسمع صوت الهاون النحاس وهي تدق الدارسين تحضره للهريس إستعداداً لشهر رمضان. وملابس العيد الجديدة بجامة بازة بالشتاء وللبنات دشداشة كريشة بالصيف. وسباحة العيد العالمية والماء الحار بالقدر الكبير وقشور البرتقال والبخار والدخان الذي يدمع العيون. يرن تلفون أبو القرص الفر والكل يركض يريد يجاوب وكأنه جرس المدرسة يعلن عن موعد الإصطفاف بالساحة ورفعة العلم وتفتيش على النظافة وخاصة الأظافر. في فصل الشتاء أحلى شيء بالفرصة تبحث عن مكان فيه شمس للدفء. ولا أنسى أول أسبوع من المدرسة وتوزيع الكتب والقرطاسية وتحتار كيف توصلهم للبيت، وتكون أحلى المسلسلات لو لعبات كرة قدم أيام الإمتحانات والجلوس أمام تلفزيون أبو الجنل لو أبو اللمس والأريل فوق السطح يتحرك والصورة مغوّشة، وأول بداية البث أفلام كارتون إفتح ياسمسم، عدنان ولينا گريندايزر، كابتن ماجد، وبالليل المصارعة الحرة تلفزيون الكويت، ويوم ثاني إلتحاق للوحدة العسكرية وصبغ البسطال بعلبة التمساح المعدنية، وازدحام كراج بغداد وباصات الريم، وبالطريق يتذكر أيام الطفولة ولعبة سبع قبقبات والصگلة ولاگ، والدوامات والناعور ولعبة الجعاب، لعبة حيّة ودرج تأكلك الحية وتنزلك للبداية، وفرحة البنت عندما تلبس گلادة السمكة الذهبية. وشراء لعابات وتبديل ملابس اللعابة، والعصاري شراء لفات حب شمسي ملفوف بورق الدفاتر، وكيس صغير حب أحمر يلمع من سوق حنا الشيخ. كاسيتات القيثارة وأغاني ياحريمة حسين نعمة، ومسافرين ياس خضر، وللصبر آخر عبد الكريم عبد القادر، وأمل خضير أحاول أنسى حبك، ورياض أحمد مجرد كلام وفؤاد سالم الشوگ الشوگ للبصرة وغيرهم. النشاطات المدرسية ورسم اللوحات المدرسية بالألوان الزيتية وورق كارتون ملون نعمل منه نشرة مدرسية. وطباشير أبيض نستخدمه أيضا في حل مسائل الرياضيات على الشارع بالليل قبل إمتحانات البكلوريا. وترمس الماي وتكسير ربع قالب ثلج في الصيف وگلاص فافون. وممكن نفرّغ علبة الكيكوز وفيها الثلج الجامد. ويرجع الوالد تعبان من الشغل وجفية على رقبته. وقرب باب المدرسة نشتري لبلبي بكيس نايلون نثقبه من تحت. والبنات يشترون جبس لو شامية. هدية للعرسان بطانية أم النمر بعد ماكان العريس يتغطى ببطانية فتاح باشا. ويوم ثاني الفطور گيمر وكبدة وبيض قلي بدهن الراعي والعلبة البلاستك. وكراسي حفلة العرس الخضراء تأجير من محلات علي موسى الأطرقجي بالبصرة القديمة قرب بيتنا الشناشيل.