(١)
ربما لم يكُ حلماً
كان حقيقة تشظّت على مدارج
النسيان ..
كان طيفاً يلملم الروح ويسكبها
في مهاوي الهذيان ..
رعشة قلم بعثر
مداده عبثا على مفارق الوجدان ..
ريح معطلّة سلبت الحرف والعنوان ..
قدر حط رحاله وبعثر المكان ..
كلماتها بعثته
من جديد وأحيت
في لبّه الأشجان
وظل في زحمة الضجيج
يبحث عن معناً آخر لمفردة ( الإنسان )
(٢)
تعيث الآه في أنّاتهً
ومن خضاب الروح يدميها ..
وطن مكبّل بالرزايا
رسائل حتف يغنيّها ..
طرقت باب الود موصوداً
في تغالبه تتناسى الدرب
خطانا حين نمشيها ..
والغد معلولا اعمى البصيرة
لايهتدي
والروح رغم الضيم
تسمو في تراقيها ..
مجسّات الهمس أغفت ملامحها
فوضى التلاقي في تعاطيها ..
مالمرء إلاّ أنفاس تحدو به
خاب والله من رام الخنا فيها ..
(٣)
صارت الكلمات تنحر
حروفها وزهو معانيها يلتاع ..
أبحرت حلو الأماني بلا شواطيء
ولا مرافيء وموج يمنحها الضياع ..
سكنت قواربي قرب بوابة همسها ،
هزأت بها ومزقت الشراع ..
وكأن الذي صرخت
ضلوعه مداد زيف لايطاع ..
أنف ذلك الخافق أبّي
في سوق نخاستها لن يباع ..
صرخت نداآت الجوى بمرارة ،
لست بوصلة على التوقيت تذاع ..
كانت تظن لواعجه إن كوامنها تشاطره الدعاءُ ..
وإن جمال الهمس في وحي
سطورها هو السيف لنجدته والذراع ..
علي حميد سبع البُعْد الآخر (٤٣) !!