شعر : أروى السامرائي
تحت غيوم الليل
جاءت تتلصص
لفرجة من الضياء
بين زفرات الأنفاس
أخذت تنسربُ في الهواء
عبر انفاق الروح الحجرية
لعبة الطبيعة
الاكروباتية
بعبقريتها المجنونة
كمستوحدٍ، أعزل
ينخر في مسامات
تلك الانفاق
لتظهر عن كثب
خفايا البعد الآخر
لرغبات مؤرقة
مشدودة بهودج الذكرى
مريرةٌ تلك الاشياءُ
التي تشدنا الى نهاراتٍ
رحلت ولم نترجلُ
مواقِفَها المختلفة
لنهربَ من مللِ سطورها
نخرجُ عن نصها المكتوبِ
في لوحِ اقدارها
حينما تسدل
سنارةُ الموتِ
بأحواضنا الزجاجية الانيقة
ونحن
كأسماكِ الزينةِ
نتخبط في السديم
حبيسين
نلوذ بشقائنا
نعاني الاختناقَ
نبحث عن حبيباتِ
الهواءِ المذابةِ
بين طيات المياه
و الجالسُ أمَامَنا
محاط بهالتيهِ
المرعبتين
الخوف من الفراقِ
ورحلةٌ مجنونةٌ
مغلفةٌ
بالأساطير المثيرةِ
كيف تمضي هذه
اللحظة الجاحدة
و المتربص بنا
لاشئ سوى
مديرِ إدارة
بقسمٍ وسطي
يتلذذُ لانفاسنا المحاصرة
لشهقاتنا الغامضة
يشفط بإبرته المائية
ارواحنا
مخلفاً مدار الجسد
بأحزانه،
خليةً خاويةً
ترفض التفسخَ من احلامها
لترممَ صورةَ التكوين