كتب : كاظم شلش ـ العراق
الأب الروحي للشعر العمودي الكبير الكوني احمد غراب وهو يأتي الينا بكل جديد.. قصيدة فيها كل فنون الدراما وبها السيناريو وتتابع الأحداث والحوار والمفاجاة التي تتفتق عن ان الزائر الغريب للشاعر ماهو الا الاب الذي توفي من سنين ثم جاء من الموت ليطل علي ابنه فيفاجأ ان الابن المتفوق الموهوب شاعر لايعرفه الكثيرون فقد ضاع في عصر الجهل والامية.. والابن يعترف بهذه الحقيقة المفجعة ويقر بها والأب يبكي ويصرخ….قتلوك ياولدي….قتلوك ياولدي…ثم تنتهي القصيدة باعتراف الابن الشاعر ان العصر ليس عصر شعر وانه ضحية مؤامرة صمت قامت بها( روما ) التي تجيد القتل صمتا…فالقتل صمتا للنبوغ ….عقاب..الله اكبر حينما يخذل الشاعر من ابناء بلده وبعض المحيطين.. لااعرف كيف يخذل الشاعر هل لأنه يقف في صدارة الشعر.. لمن احيل هذه ..البغضاء..والشحناء..والحسد..الاتباً والف تب للفارغين من المحتوى
قصيدة خنساء الشعر للكبيرة نجاة بشارة وهي تلطم القصيدة وسط الخرافة وثقافة الميثيلوجيا..
الكاريزما..سمر الديك..تهلهل علينا.. وهي تعاني من (لؤمٌ مقيت) وهل يلام الورد وعطره الفواح …
تجتمع القصائد بأبعادها الثلاثية بين الزائر الغريب وهو أب الشاعر احمد غراب الذي يطالب بحق ولده من الذين قتلوه عمدا..
وبين الخرافة عند نجاة بشارة وثقافة الميثيلوجيا.. ولؤمٌ مقيت من عند البعض.. لدى سمر الديك..انها اوجاع الشعر..الشعر ياسادة ياكرام ليس كتابة حروف وقافيه… وانما نزيف متدفق لأوجاع شتى..
***
أبي ….في زيارة من عالم الغيب
الشاعر الكوني احمد غراب أمير الشعراء/ مصر
كان المساء زوابعا مسعورة
لايرتخي ظفر لها أو ناب
طاحونة حمراء في دورانها
غاصت بأوردة المدار هضاب
الرعد يعزف أوبريتا صاخبا
تدمي بإيقاعاته الأعصاب
والأرض واجمة كحلمة عانس
من كل ثغر حولها ترتاب
وهنيهة..يهتز في غبش الدجي
شبح كما يتثاءب اللبلاب
يمشي إليا علي تجاعيد الثري
كسفينة شاخت بها الأخشاب
أرنو إليه يجر ساقيه كما
ينشق من لحم السؤال جواب
بجبينه حفر لها عمق المدي
ترتاح بين ضلوعها الأحقاب
وبمقلتيه قبائل من أنجم
ويلف أرصفة الجفون ضباب
والوجه ألف قصيدة ضوئية
شعراؤها اعتصروا الشموس وذابوا
والثغر متقد كعرس خميلة
قد غاب عنه الأهل والأحباب
_من أنت ؟
_لاتسأل كثيرا ..ماأنا
في الأرض كوخ ماله أبواب
دعني أفتش عن ربيع عواطفي
فلربما تخضوضر الأعشاب
الحين أرض مشاعري صخرية
وكأن بين جوانحي سرداب
ولكم حلمت بأن تضمك أذرعي
وتدور فيما بيننا الأنخاب
…ودنا ليقرأ لون أنفاسي كما
يرنو بشوق للغيوم الغاب
_يبدو كأنك قد نسيت ملامحي
…لابأس قد تنسي الطلا الأعناب
_من أين جئت ؟
_ أتيت مني ياالذي
فيه التقيت بكل من قد غابوا
_اتراك تعرفني؟
_وأعرف من متي
وعلي جبينك يستريح شهاب
منذ الطفولة كنت في أفق الرؤى
شمسا تسيل وأنجما تنساب
واليوم هاقد صرت أنبل شاعر
في كل صومعة له محراب
ياابن المرايا..هل بثغرك لؤلؤ
أم أن مابين الشفاه لعاب؟
يازئبق الرؤيا المضيئة كالضحي
يامن به تتطيب الأطياب
أنت البشارات التي ماخطها
يوما لدنيا المبدعين كتاب
الأبجدية مايزال رحيقها
ينهال منك وتملؤ الأكواب
مازلت كاهنها الذي يدعو له
عند السجود الصرف والإعراب
لكن لماذا لاارى لك أنهرا
يرسو علي شطآنها الإعجاب؟
فتشت عنك …سألت ألف صحيفة
لاالحبر أخبرني …ولا الكتاب
كيف انصهرت ..وأنت نجم خارق
إن ذابت الآفاق ليس يذاب؟
هاأنت وحدك بين أطلال المني
والباب ليس أمامه حجاب
لم لاتتوب عن الكتابة مرة؟
_بعض السكوت المستحيل عذاب
والواقع الأدبي كوم أزقة
وحجارة وقمامة ودواب
لم أدر كيف وهبت عمري للرؤي
والعصر قد وأدت به الآداب؟
_قتلوك ياولدي..
_عرفتك ياابي
من بحة الحزن التي تنساب
من أعين يغمي علي إحساسها
وتطير من أجفانها الأهداب
_هاانت مومياء بلاكفن فهل
ماعاد بين الطيبين حساب؟
من ذا يمد إليك طرف أنامل
والمبدعون أرانب وذئاب؟
_ابتاه…إني قد كفرت بأحرفي
تعب القصيدة ماعليه ثواب
(روما) …تجيد القتل صمتا ياأبي
فالقتل صمتا للنبوغ ….عقاب
***
قصيدة الشاعرة الكبيرة خنساء الشعر نجاة بشارة/ فلسطين..
إنَّ القصيدةَ فيكَ مَحضُّ خُرافةٍ
بَلَغَتْ حدودَ الكـوْنِ في معــناها
بكَ سيّدي كلُّ الرجـالِ تَشَـبَّهَـتْ
وجَعلتَ منهم في الورى أشباها
يا أنتَ…فاكهةُ القصيدةِ في فَمي
ومـذاقُ قافيتي التي أهــواها
أخشى عليكَ الريحَ إذ خَيَّـرتَنيْ
تبقى سِنونَ العُمرِ في مــرعاها
أنا كلما صَهَلَتْ خيولُكَ في دمي
غَنّــى البــيانُ مُـــرَدِّداً …أوّاهـا
فبكلِّ زاويـــةٍ يَضِـــجُّ لَذيـــذُها
والشوقُِ في حبل الوريدِطـواها
إني أنــا امـــرأةٌ تهيــمُ إذا بــَدا
طيفُ الحبيبِ على مدى رؤياها
فأقـومُ من ثَغرِ القصـــيدةِ مثلما
سِربُ النّوارسِ في السّماء تماهى
***
لؤمٌ مقيت
الشاعرة الكبيرة الكاريزما سمرالديك..سوريا/ فرنسا
يا ناكرين وفائي كيف أهجوكم ؟
و أنتمُ اللؤم ُأهلُ الحقدِ والزللِ
أهكذا تزرعون الشوك في طُرقي
بِغيرةٍ أصبحت كالسمِّ في العَسلِ
وإنني والوفاء ُفي كلِّ آونةٍ
صديقةُ الصدقِ والإخلاصُ بالعملِ
أما الحقودُ ففي بؤسٍ يغالطهُ
يحدوهُ شرٌّ كما قد قيل في المثلِ
ترآهُ يَرغي ويَهذي لا بيانَ لهُ
إلّا الجفاءَ مليئُ النفس بالعللِ
واللهِ واللهِ ما هانت مُعاشرتي
عليكمُ إنما خيّبتمُ أملي
والبعدُعنكمُ وأرضُ الله واسعةٌ
وقربُكم قد أتى بالهمَّ والمللِ
فلا غدا فيكمُ زرعي وما بَذَلَت
روحي عطاءً وقد أفرحكمُ خجلي
أتحسبوا الودَّ ضعفاً ؟ أين مبدؤنا؟
إذْ تنعتوا الطيِّبَ المسكينَ بالهزل ؟
فالصبرُ يا معشرَ الحسّادِ إن يدي
قويةٌ وعَزومُ النفسِ كالجبلِ
ونارُ شعري تَلَظَّى ثمَّ تُحرقكمْ
وبيننا اللهُ والأيامُ في مَهَلِ
***