في ذكرى استشهاد الامام علي (ع )
شعر : جاسم العبيدي ـ العراق
سكرت على وجع القصيد وأسهدت
وبدمعتي لغة الشفاه تجمدت
أقفلت أبوابي وأشرعها الهوى
حتى اتقدت ونار قلبي أوقدت
لملمت آلامي وزاد نحيبها
وسرت بي الآلام حين تأبدت
وبقيت أحدو في الليالي ساهرا
وبداخلي لغة الكلام تنضدت
كل المنابر باحتضارك أوحشت
وسرى الخراب بباحها وتجردت
حزن المراثي بافتقادك أولجت
دار الجحيم و بالسعير تجسدت
أغفلت صرح الشر يرعد ضاربا
في الأرض حتى بالدمار توعدت
اخرج بسيفك فالسيوف صليلها
في غمد سيفك والرماح تجردت
يسمو جبينك في الليالي مقمرا
ورؤى عداتك بالتراب توسدت
هولا يمر السائرون وحولهم
غلت الجراح وبالقلوب تسودت
وأنا الضرير إليك جئت ملفعا
بدم الشهادة والقلوب تشهدت
ليظل وجهك ساريا في دربها
وبظل حبك للقلوب بها اهتدت
أبوابها عن غير حبك لم تعد
تهفو وفي حب الحياة ترددت
واتت إليك الجمع تحمل شوقها
ومشت إليك حجيجها و توددت
ياسائرا بالطف كيف تركتها
وجراحنا غب الرحيل توحدت
أسكنت في وادي السلام موجعا
وديار قومك بالرحيل تهددت
واه لسيفك ذو الفقار قد اقتضى
عند الصلاة به الخناجر أغمدت
أنا لم يزل قلبي بنارك يكتوي
وعلى ضريحك دمعتي قد أوردت
أنا لم أزل من نبض روحك قبلتي
حتى سمت بي دمعتي وتنهدت
خطت على مثواك سورة احمد
وسمت بك الأيام حين تحددت
ودجت عليك الحادثات وروعت
وليوم جرحك في المجالس أنشدت
أنا لم يزل في القلب جرحك غائرا
أنت السبيل وبي خطاك تفردت
ابكي وان ذكر الغلاة محبتي
في حيدر فبه العيون تسهدت
قلبي صريع العشق فيه ولم يزل
حبي اليه يطول مهما أوصدت
وأنا بعشقك ضاميء ومتيم
وخطاي نحو خطاك جمعا سددت
وبنات أفكاري لغيرك ماشدت
إلا بحبك والخطى قد أسعدت
وتأصلت لغة الكلام بوجدها
وبحب حيدر في القلوب تفردت
من حيدر يجري دمي مستلهما
نور الصراط وبالسجود تعبدت
ياسائلي قف بالضريح وناده
يأتي إليك جوابه فيما بدت
أنواره تعلو ويسطع برقها
للسائلين كأن وعدا أوعدت
سل ما تريد وما لسؤلك موعد
كي لا تطول بك المنى إذ أسهدت
واقبض على مهد الضريح وناده
يأتيك عونا , بابه ما أوصدت