الرئيسية / تقارير ومقابلات /  قصة نجاح ألهمت الآخرين

 قصة نجاح ألهمت الآخرين

 الأضواء / سوريا / لينا ابراهيم 

المدرب الدولي والمتحدث التحفيزي عبادة دعدوش , ولد في دمشق, ونشأ فيها, لم يكن عبادة طفلاً عادياً, فعلى الرغم من نشاطه وحيويته إلا أنه كان دائم التأمل والبحث عن ذاته وعن علّة وجوده, متأملاً في الناس من حوله, مدركاً لما قد تحتويه هذه الشخصيات من خفايا لابدّ أن تُكتَشَف, فحمل رسالة معرفة الذات منذ صغره, في عمر العشر سنوات كانت أولى أحلامه أن يصبح طبيباً, ومع عمر الخامسة عشر بدأ بفهم شخصيته وذاته أولاً ثم بفهم الناس من حوله ثانياً ومن ثم فهم الحياة وغاية وجوده فيها وذلك كي يستطيعَ استيعابَ الأحداث والمواقف والظروف التي تحيطُ به وتؤثر فيه وترسم مصيرَه.

فيتعلمَ بعد ذلك كيفية المسك بزمام قرارات حياته وحمل مسؤولية اختياراته, ليتمكن بعد ذلك من إيصال رسالته ومساعدة الناسَ من حوله, وكان أن اهتم بعلم “الغرافولجي” تحليل الشخصية عن طريق الخط, وتعمق بعلوم تحليل الشخصية حتى الثانوية العامة, وهنا بدأ كابوس الأزمة السورية, وما أفرزته من ظروف فُرِضَت على البشرِ فغيرت خططَ الكثير منهم, ودمرت أحلامهم, إلا أن عبادة لم يقف مستسلماً بسبب هذه الظروف, فعلى الرغم من أنه اضطر للسفر مع أهله السفرِ إلى لبنانَ إلا أنه استثمر ذلك؛ فتلقى هناك كل العلوم التي أراد تعلمها من عشرات الدكاترة من كل أنحاء العالم, و في تلك الفترة قدم أولَ دورةٍ له حضرها خمسةٌ وخمسون متدرباً من ضمنهم ثلاثة دكاترة نفسيين، فبدأت حيرته في اختيار تخصصه الجامعي, ليختار بعدها دراسة إدارة الأعمال في لبنان عشق اختصاصه لدرجة أنه صار يدرسه بشغفِ كبير حتى إنه بدأ يطبّقها عملياً؛ فاشتغل كاشير بسوبر ماركت, ثم عمل مدرباً في مراكز عدّة؛ حيث قدّم عشرات الدورات الخاصة والعامة, فأثبت همة ًوكفاءةً عاليتين متميزتين، ودأباً وشغفاً جعلاه في مقدمة الأسماء التي لمع نجمها, ومن المراكز التي عمل فيها:
– أكاديمية التدريب الاحترافي
– الأكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير
– مركز بك ليفر سنتر
– مؤسسة بيان التعلمية
وبإخلاصه اللامتناهي قدم دورات ناجحة في:
-أنماط الشخصية
-أنماط الشخصية ومهارات العمل
– اكتشف ذاتك وافهم الاخرين
– معادلات النجاح في الحياة
– قوة الإرادة و كيفية جذب الفرص الناجحة
– التخطيط الاستراتيجي الشخصي
– أنماط الصحابة
– كيفية اختيار التخصص الجامعي
وبعدها انتقل إلى تركيا؛ حيث عكف هناك سنة كاملة مع ذاته محاولاً تطوير نفسه ودراساته وخبراته, فعمل هناك في مطعم بوصفه إدارياً, وتمكن من توظيف هذه الخبرات والدراسات في عمله, لينجح في ذلك ويغير مسيرة المطعم, وكل ذلك أثّر في شخصيته, وأكسبه مهارات كبيرة في فهم الأمور وتحليلها ومعالجتها من جميع النواحي, ليعمل فيما بعد مستشاراً إدارياً لدى العديد من الشركات في مختلف الدول, كما نقل خبراته فيما بعد إلى بيروت وعمل هناك.
وبعد عودته إلى بلده واستقراره فيها كرس جهوده لإقامة دورات مهمة حول تطوير الذات, إلى جانب عمله مستشاراً إدارياً, راح متنقلاً بين أغلب المحافظات السورية لينشر معرفته وأهدافه من خلال دوراته ومحاضراته، فأنشأ مشروع رسالته التي كانت غايته منذ الصغر وهو مشروع “ريادة المستقبل”, و”ريادة المستقبل” هو عبارة عن ثلاثة برامج؛ كل برنامج يجيب عن أسئلة كبيرة لدى الإنسان ليصل من خلال الإجابات إلى معرفة ذاته والقدرة على تطويرها, وأول هذه البرامج يسأل سؤالاً محورياً في حياة الإنسان: من أنا؟

ويكون جوابه في برنامج أنماط الشخصية, وفي هذا البرنامج شرح عن الشخصية بشكل مفصل ودقيق, وعن موهبة كل إنسان وصفاته وكيفية تطويرها, ثم يكون برنامج قوة الإرادة: ويشرح فيه مبادئ النجاح, وكيف يحقق الإنسان العطاء وآلية تحقيق ذلك, ثم يأتي البرنامج الذي يجيب عن سؤال الإنسان: إلى أين انا ماض؟ و كيف أصل؟

وذلك في برنامج التخطيط الشخصي ويرسم في هذا البرنامج لكل شخص رسالة ورؤية وأهداف وخطة حسب شخصيته وأحلامه, بالإضافة إلى دبلوم إدارة الأعمال المصغر؛ وهو عباره عن أربعين ساعة, وتتكون من الملخصات العملية والعلمية للمواد الأساسية لإدارة الأعمال.
وأخيراً.. فقد كان دعدوش ومازال مؤثراً وملهماً لعدد كبير جداً ممن حضروا دوراتِهِ، وعاشوا معه في ورشات التدريب مراحلَ َمفصليةً من حياتهم, وكان لمحاضراته أثر بالغ في تبديدِ الغمامِ الذي يهيمن على آفاق الشباب وعلاقاتهم مع المحيط، ويبعدهم عن قدرتهم على اكتشاف ذواتهم، واختيار قدواتهم، واستخراج طاقاتِهِم ومواهبَهم واستثمارها بالشكل الذي يبني مستقبلهم ويريحهم من صراعاتهم الداخلية؛ تلك التي تتعلق بتفاعلهم مع الآخرين, فقد كان معهم دوماً, مؤمناً بقدرة الشباب وطاقاتهم وقدرتهم على تغيير الواقع وتحسينه ورفع سويته.

شاهد أيضاً

الاستاذ التدريسي والموسيقار د. ناصر هاشم بدن يحل ضيفاً على الأضواء

حاورتـه / صفــا الهلالـي الفنان ناصر هاشم بدن ، مواليد البصرة 1960 نشأ في بيئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.