شعر : عبدالزهرة خالد – العراق – البصرة
أجثو على سريري الصيفي
وسط باحةٍ عاشت ولم تُكمِلْ
معي عدَّ النجوم ،
منذ سقوط الأسنانِ اللبنية
كنتُ قد عاهدتُ ساقي الفارغ
من زغبِ الشهوة
أن أُحصي كلَّ النيازك
قبل أن تشملني المراهقة ،
أمنحُ صورةَ شاربي بالأسودِ والأبيض
لدائرةِ التجنيدِ المبنيةِ بالطين البني ،
أنا والقمرُ ندركُ مجاعةَ الليل
توجسنا قرقرةُ أمعاءِ الحي
في تلك الساعةِ المرميةِ من أوقاتِ العمر ،
الحارسُ الأمينُ غافٍ على رصيفٍ أعرج
يراقبُ آخرَ جنحةٍ لعودِ ثقاب
وسيكارةً حزينةً تخلعُ الشفاه ،
الفكرةُ جميلةٌ …
سارحةٌ في جدالٍ لا يغني في الودِ قضية
تستدعي طلاقةَ حلمٍ
على متنِ يومياتِ مراهق ،
حكايةُ السكونِ على وجهِ الأفقِ
تنزُّ قاب نجمتين ووسادة ،
داهمتني النسوانُ كلّها
وأمراضُ العصرِ تمنعني من جودةِ الإختيار
تارةً أريدهنّ كلهن
وتارةً أكتفي بأقلِ من أنثى
أو حتى بعباءةٍ يرفعها كفٌّ
ثم أقنعُ لحافي أن يغطي اسمَ واحدةٍ ،
الاحتواءُ سهلُ الاحتمال
طالما للعيونِ ألوان
أجمعهن ببوتقةٍ في قبوٍ سري ،
أتلذذُ بالنبيذ … أترنحُ في عالمِ الخرافة
ثمّ يترددُ الاقتناءُ
ليكن مجردَ انفعالِ رغوةِ صابون
على جسدِ عنبِ الخوابي ،
السببُ هشاشةُ السريرِ ورِقة عظمي
والخجلُ من ينعتني أصدقاءُ السوء
بأني كازانوفا البرتقال ،
في دفتري ديونٌ متعددةٌ لقناني عطرٍ فارغة ،
أجلتُ الإيفاءَ والإختيارَ بَعدَ إكمالِ دراستي ،
تعطلت تطلعاتي المحشوةُ بالرياء ،
إعترافاتٌ محصورةٌ بين دمعتين وفم
أمامَ تلفازٍ حاسر الرأس
يتلو أخبارَ صلعِ الكبار ،
أتأملُ جنودَ السّماءِ لتحصدَ نضوجَ الفحولة ،
تتناسخ في ذهني أفكارُ البقاء ،
وتنشطر في دمي كرياتُ الخلودِ ،
أستعيد نشاطي في عزِّ الحروب
وغبارِ الهدنةِ المشروطةِ على طرفي الصراع ،
الطريقُ المبهمُ أصبحَ صعبا على مصباحِ الدليل
بينما الجَملُ السائبُ يجترُّ رمالَ تجارة الحرير
وعلى طريق العودةِ متاهةٌ
تشطبُ وجهَ اللونِ المرغوب ،
تأكلُ أسراري حطبُ سذاجتي
تطمرُ مشاريعي رعونةُ الرمادِ بالطمرِ البائن ،
هكذا أوصاني المُدَوّن
حينما جلسَ قربي
نستقبلُ معاً إيماءات شاعرٍ أخرس ،
أيّها المتخومُ بحشجرةِ العشق
اكتبْ تأريخكَ كيومياتِ المطرود
أنا طريدُ العراق … أو … أنا الطاردُ الأوحد
كما لو طاردت الفقراء
وراءَ كنوزِ قمامةٍ تركها الزعيمُ للعباد ..
ناخت تحت رغباتي المهملات
بالانشطارِ تكاثرت
الدوائرُ البلورية والمربعاتُ المجعّدة
كقصاصاتِ قصيدتي
في سلّةِ الزاويةِ الملعونة
وتناثرت فيها العبارات
مرجومةً مثل الشيطانِ وقت الرجّم الأكبر ،
أحترتُ فيما أخترت
أأنثر الأوانَ على رقودِ الشمس
أو أنشرُ الجفافَ على خطوطِ الطول ؟
قبل أن أنطقَ … سأكتفي بهذا القدر …
صاحَ ( المحبس ) بات
… وابتدأت خساراتي .