كتبت : زينة رحيم مهدي
كشافة العراق، ستبقى في سباق، تسابق الزمن، فكلنا عطاء، وطبعنا وفاء، والحب للوطن.. بلغته البيضاء كتبَ داود الغنام نشيد كشافة العراق وغدى هذا النشيد لايفارق أذهان القائد الكشفي الاستاذ رائد جاسم محمد الزيادي أبرز لاعبين كرة السلة سابقاً، كما أنه عضو بجمعية الفرات الأوسط الكشفية، وهو المبادر الاول في محافظة الديوانية لتطوير الدرس التدريبي لرفع العلم العراقي وحث الطلاب على النشاط الكشفي التي من أبرز منافعه العمل الجماعي، والغذاء الصحي، وتنمية القدرات البدنية، وايضاً اكتشاف القيم الحسية الكشفية، ولتفوق معلمين الرياضة ومن بينهم الزيادي بمراسيم رفع العلم تلزم بعض المدارس أن يقوم معلم الرياضة بالإشراف على المراسيم في المدارس التي يعملون بها لتدريب الطلاب حتى على كيفية طي العلم بالطريقة الصحيحة بالإضافة الى تخطيط الساحة اذا كانت صغيرة أو كبيرة. فهي لاتمتلك خطوات ثابتة وأنما يجرى عليها بين كل فترة من الزمن بعض التعديلات من وزارة التربية وكتاب الأخير يصرح بأن من مسؤولية رفع العلم تقع على عاتق مدير المدرسة وليس معلم الرياضة. ولكن كما ذكرت لتميز معلمين الرياضة بهذا الأمر يقومون بأحياء المراسيم. والزيادي من الأشخاص الذين يتميزون بالمثابرة التي تصحبها الهدوء بالإضافة إلى أنه كان يفتش دائماً بأخر البحوث والدراسات التي تساعد بنقل الدرس التدريبي لأعلى المراحل فكان له العديد من المداخلات والنشاطات بهذا الشأن. رامياً كل العقبات والمتاعب التي تواجهه خلف ظهره غير مهتم بها. سائراً في طريق المجد والتفوق. والوصول إلى هذه المرحلة من التوافق بين النضج والتفوق يعد أمر ليس سهل ولايمكن أن يحدث إلا أذ كان له تخصص يدعمه فهو خريج كليه التربية الرياضية من جامعة القادسية. وليس من العدل أن لا أذكر عدم تبوء الزيادي بمنصب يليق به فهو لايزال يمارس مهنة التعليم كمعلم جامعي فقط مع حصولة على بعض كتب الشكر والتقدير لما قدمه من إنجازات ولكن هذا ليس كافي مقارنة بتلك الجهود ومن الضروري أن نضع هذا الرجل بمنصب للحفاظ على تقدم الدرس التدريبي فهو بدون منصب لايمكن أن يحقق التقدم المطلوب. كما أنني أستغرب أن يكون رجل بهذه الإمكانيات لايملك حصة من تغيير المناصب؟ ولماذا تذهب كل تلك المناصب لأشخاص لايفقهون شيء من العمل الرياضي؟ لماذا المعلمين والمدرسين الرياضيين حقوقهم مسلوبة؟ لماذا نستعين بخدعة (الجريب فروت) للحصول على عصير البرتقال؟! ويؤسفني أنني لا استطيع ان أقفز على مايعانيه درس التربية الرياضية من اختلال فقد ذكر المشرف الكشفي الأستاذ محمد جاسم الشامي أن مشكلة الرياضة المدرسية هي ليست فقط في الدعم المادي ولكن في الفساد المالي والإداري. والشامي من المشرفين الذين يؤمنون بأمل الغد فقد كان ولازال يعتكف أيام يكتب عن مكابدة درس الرياضة وتاثيره ليطرحه على الجهات العليا وبالنظر إلى الوراء نذكر دراسة قدمها منذ عام (2010) وسلمها باليد إلى وكيل الوزير انذاك في مؤتمر الرياضة المدرسية المقام على قاعة نادي الصيد الرياضي في المنصور ولكن للأسف لم يجد اهتمام بها ولا حتى تعميمها. ومن فضل الشامي أنه لازال مستمر بأيصال الصورة لنظر بما يطرحه باستمرار من المعوقات والمعالجات كما يسردها في الدراسات التي يقدمها ومن تلك المعوقات: التجاوز على الساحات الرياضية في المدرسة، وتعيين معلمي ومعلمات التربية الرياضية الجدد بشكل عشوائي، نقل وتنسيب المعلمين والمعلمات لمدارس لديها زخم في الاختصاص، انعدام الساحات الرياضية في التصميم الأساسي لمدارس حديثة البناء، قلة وانعدام الأدوات والتجهيزات الرياضية في أغلب المدارس، الدوام الثلاثي، تكليف معلمي ومعلمات التربية الرياضية بمهمة مدير ومعاون المدرسة مما سبب شاغر في معظم مدارسنا، السماح لمعلمي ومعلمات التربية الرياضية بتغيير اختصاصهم، اعتبار معلم التربية الرياضية كمدرب، قلة الاهتمام بالتلاميذ الرياضيين وفي بعض الأحيان استهدافهم من قبل الإدارة والمعلمين، عدم تعاون إدارات المدارس وبالتالي تلعب دوراً في تهميش درس التربية الرياضية، كثرة اعداد التلاميذ في الصف الواحد مما يعيق عمل معلم التربية الرياضية، قلة المعلومات العلمية المتوفرة لدى معلمي ومعلمات التربية الرياضية، قلة انعدام الكتب الرياضية العلمية في المدارس، انعدام الدعم المادي والمعنوي من قبل المديرية العامة، انعدام الدورات التأهيلية وغيرها الكثير من المعوقات التي شرحها بكل دقة وتفصيل ووضع لها المقترحات..ويجب أن يعرف الجميع حجم الاستخفاف بحقوق المعلمين والمدرسين الرياضيين فمنهم على أبواب التقاعد ولم يحصل على قطعة أرض من الدولة بسبب التهميش وليس سوء الفهم. وأنا أصب اللوم عليهم اولاً لأنهم أستسلموا لتعثر المؤسسات المسؤولة عن اعطائهم جميع حقوقهم فمن يصمت عن حقة مرة فليستعد لضياع حقوقه أمد الدهر. فكما يقال “إِذا المرءُ لم يدفَعْ يدَ الجور إِن سطَتْ عليه فلا يأسفْ إِذا ضاعَ مجدُهُ، وأقتلُ داءٍ رؤيةُ المرءِ ظالماً يسيءُ ويتلى في المحافلِ حمدُهُ” وعلينا أن نقف وقفة احتجاج مساندة لاخوتنا الرياضيين للمطالبة بأنصافهم لأخذ جميع حقوقهم وهذا اقل واجب نقدمه لهم. “فالحذف ليس بالإمكان والنسيان كان بالإمكان” لذلك من الإنصاف أن نذكر مشاركة الكشافة في ثورة تشرين العراقية عام (2019) فكان لهم دور في ساحة التحرير من تنظيم المظاهرات بالإضافة لتعرضهم إلى أقسى درجات العنف أثناء التظاهر في بغداد وكأنهم مرغمون على التحمل وليس بأختيارهم. والحقيقة أنني احتاج الى عدة مقالات لكي أظهر الأمور المختبئة فأنا أنفقت كل مافي جيبي ولكن مافي جيبي لم يكن كافياً.