الرئيسية / الثقافية / قصائدٌ ثلاثيةُ الأبعادِ لشعَرَاءٍ وشَواعِرٍ من الرّوائِعِ

قصائدٌ ثلاثيةُ الأبعادِ لشعَرَاءٍ وشَواعِرٍ من الرّوائِعِ

كتب :  كاظم شلش ـ العراق

 

يَمتَزِجُ الشِّعرُ بينَ حَناَيَا الرُّوحِ والجَسدِ، ولايُفَارقُ أحَدُهُم الأخرَ؛ حتَّى بعدَ الفَنَاءِ.  حيثُ تُسَافِرُ الكَلمةُ مُغَادِرةً نحوَ ألا زمن إلى حيثُ المُشتَهَى.. فَتَستَقِرُ في قلوبٍ تَهوَى عَبَقَ الحُبِّ بِسُرعَةٍ لامتناهية؛ أسرَعَ من الضَّوءِ؛ عابرةً كلَّ الجبالِ والوديانِ والهِضَابِ؛ وهي تجوبُ كلَّ شَوَاطئِ البِحَارِ.. تَدورُ.. وتَدورُ؛ عَبرَ كلَّ الصَحَارِى؛ والأراضِي المُقفِرَةِ بينَ حَبَّاتِ الرَّمل .ِ. وظِلالِ الشَّجرِ.. يَدخُلُ الشِّعرُ في عُمقِ أعمَاقِ البِحَارِ؛ ويَطفُو ويَرتَحِلُ؛ كأنَّ لا مُستَقَراً لِدَورَتِهِ العَابِرةِ للزَّمنِ إلى الا زَمن؛ ثمَّ تَتَكوَّرُ القَصيدةُ عند أصحَابِهَا؛ كِنسمةٍ يَستَنشِقُهَا كلُّ من له رُوح.. وتبقى لَصِيقةً في الأجسَادِ؛ تَبعَثُ النَّشوَةَ والهَواءَ العَلِيلَ لكلِّ مَن يَهوَى الهَوَى. إذن القَصِيدَة رُوحٌ بَاقيةٌ في الشِّعرِ إلى الأزلِ.. وإن رَحَلَ أصحَابُهَا ؛ تَبقَ تَلِفُ وتَدُورُ لِحِين تَلَقُفهَا.. لذا نحن نَهتَمُ بتوثيقِ هذه الرُّوح الهائِمَة في فَلَوَاتِ الأرضِ.. ما دُمنَا نَجهَلُ كُنهَهَا هذا ولكم أحِبَّتِي القُرَاء.. قصائدُ ذاتُ نكهةٍ مستطيبةٍ من الإبدَاعِ الذى تَعوَّدنَا أن نضعها امامَ القارئِ اللبيبِ؛ ونخبةٍ من أحبتنا الشُّعَرَاءِ الأفاَضِلِ أهل الحَرفِ.. مع محبتي..

قَصيدةُ الشَّاعِرِةِ التُّونِسيةِ نزهة المثلوثي/ تونس

قصيدَةُ الشَّاعِرَةِ التَّونِسِيَةِ أسمهان اليعقوبي/ القيروان

قَصيدةُ الشَّاعر الطبيب نوري سراج/ نيويورك

***

رِحْلَة

الشاعرة الكبيرة نزهة المثلوثي / تونس

تَنْهَلُّ مِنْ قَبَسِ المَدَارِ نَدِيَّةً

نَشْوَى تُعَانِقُ بِالرُّؤَى مَرْآك

تَنْهَلُّ حُبْلى بِالسَّنَاءِ كَقَطْرَةٍ

مِنْ أَلْفِ عَامٍ نجْمَةٌ تَهْواَكَ

تَرْوِي ثَنَايَا الخِصْبِ من إِطْلَالِهاَ

 

أَرْضٌ تَفَتَّحَ زَهْرُهَا نَاداك

فِي حُلمِهَا مَطَرٌ يُوَشِّحُ رِحلةً

للحبِّ والأفراح في دُنياك

رَحَلَتْ فَهَلْ تَلْقَاكَ يَوْمًا..تَحْتَفِي

وَتُقِيمُ فَوْقَ ضُ لُوعِكَ الأَملاكَ

لَمْ تنْطَفِئْ لَمّاَ اخْتَفَتْ فِي خِفَّةٍ

دَارَت بِمَجْرَى جَرَّت الأَفلَاكَ

مَا قُلْتُ فِيكَ الشِّعْرَ غَيْرَ مَحَبَّةٍ

مَاهَمّني صَعْبٌ إِذَا ألْقاكَ

اللَّيْلُ يَأْخُذُني وَيَسْحَرُنِي المَدَى

لَمّاَ تُرِيني سِحْرَهَا عَيْنَاكَ

لَاتَنْتَظِرْ…عِنْدَ الزَّوَالِ مَقَالَتِي

عَبَرَتْ وَ كَانَتْ لحْظَةً إِذَّاكَ

عَبَرَتْ رَبيعًا كُنْتُ فيه فَرَاشَةً

طَارَتْ إلى نُورٍتُقَبّلُ فاكَ

مَا زلت أَهْفُو للنُّجومِ بِلَهْفَةٍ

مَا زِلْتُ أَقْطِفُ في الدُّروبِ بهاكَ

كُن كَيفَ شِئتَ فَأَنْتَ أَيامي التي

أَحيا بها شَمْسًا بَدَتْ برباكَ

مَازِلْتُ وَ حدي كُلَّما فاجأتني

طَيَّرْتني كالطَّيْفِ في مَرْساكَ

أَهْواكَ ياوطني وَسِرُّ تولُّهي

وَصبَابَتي سُبحَانَ مَن سَوّاكَ

***

قصيدة الشاعرة

الكبيرة/أسمهان اليعقوبي

وجـثمت فوق الحزن مثل المرضع

قـلبي يـذرُّ عـلى الـتّرائب أدمعي

يا ليت شعري هل سبحت بغفوة

أم أنّ قـلبي قد هوى من أضلعي

و أذوب كالشّمع الاسيل بحرقتي

و شـرارة الأنّـات تـلفح مـسمعي

يـا نـبضة الـمشتاق هيّا فانهضي

سـيري الـيه بنفحتي أو فارجعي

لا تـسـتـحي مـــن زورة لـخـيـاله

تـأتـي بــه الأحـلام خـلف الـبرقع

كـلّي إلـى كـلّي أتـاني ..ضمّني

لـم أسـمع الالـحان حـتما لـم أع

كـلّ الـقلوب جـنت قـطوف جنانها

و أنـــا بـغـيـر غـرامـه لــم أطـمـع

ماذا يقول له الحنين وقد جفا

هل من قصيد عاشق يبقى معي ؟

إنّ المعيد لنا غمامة حبّه

قد كان يمنحنا الخيال الألمع

ولقد جعلت من الكلام مطيّتي

من سحره حرفي أتى بالممتع

***

أين السعادة؟

قصيدة الشاعر الكبير نوري سراج الوائلي..

بالحزنِ والفرحِ الحياةُ تجسّمُ .. هي عملةٌ وجهان فيها تُرسمُ

عسلًا تفيضُ إذا اتّبعْت ميولَها .. ومذاقُه بعد الحلاوةِ علْقمُ

فرحوا وما سعدوا بدنيا جلُّها .. همٌّ يطولُ وعمرُها لا يُعلمُ

مَنْ يسأل الدنيا السّعادةَ واهَمٌ .. فعطاؤها رغم التوسّلِ أشْأمُ

من يأمنِ الأقدارَ بعد عطيّةٍ .. كمداعبٍ أسدًا لجوعٍ يبْسمُ

قالو السّعادةَ لو ملكتَ خزائنًا .. وغنمْت ما تصبو وما تتوسّمُ

فأقول كلّا فالسّعادةُ إنّما .. ترضى بما قسمَ العليمُ وتَنْعمُ

ما بات عبدٌ قانعًا حتّى وإنْ .. ملكَ الحياةَ بما تفيضُ وتحْكمُ

للخانعين ذرا القناعةِ ذلَةٌ .. ومعزّةٌ للطامحين وبلسمُ

ما نالَ يُسْرًا اِمْرؤٌ وفؤادُه .. للذكرِ من زيْغٍ أصمُ وأبْكمُ

والقلبُ أعمى والعيونُ بصيرةٌ .. والكفُّ بخلٌ والمواردُ منْجمُ

كلُّ السّعادةِ في الجنانِ منالُها .. قد قالَها الله العليُّ الأعْظمُ

لا بؤسَ فيها لا لغوْبَ ولا أسى .. بل إنّ فيها للمسرّةِ مقدمُ

وينالُها يومَ القيامةِ فائزٌ .. حين الكتابُ إلى اليمين يُسلّمُ

ربّي سألتك للسعادة مسلكًا .. يوم الحسابِ وبالمفازة يُختمُ

مع فائق التقدير لكل الأحبه القراء والمشاهدين كما أقدم الشكر لكل المواقع والمجلات على روعة النشر والتوثيق

مجلة تغريدات النوارس..

مجلة نزار قباني في مدينة الحب..

مجلة الكاتبة منى حسين الألكترونية للشعر والأدب..

الرابطة الموريتانية للأدب والثقافة..

وصحيفة ( الأضواء) الغراء

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.