الرئيسية / الثقافية / قصائد ثلاثية الأبعاد من روائع عالم الشعر لشاعرات من أهل الأبداع

قصائد ثلاثية الأبعاد من روائع عالم الشعر لشاعرات من أهل الأبداع

كتب : كاظم شلش ـ العراق

الشعراء.. رسل ألأبداع .. هنا يجب أن نعترف أنا وأنت عزيزي القارئ في جزء عن ماهية الأتعاب التي يمر بها الشاعر أو الشاعرة على حدا سواء.. كون كليهما يكتب القصيد في حبكه وحنكه بكل مافي روائع الكلم من معنى.. حيث. الصورة.. والموسيقية.. والنغم.. وألأيقاعات.كلها التي تجتمع في تصوير مشهد القصيد الماتع.. فلا تتصور أو يخطر على بالك عزيزي القارئ أن هذه الأمور تأتي عن بطر وأسترخاء.. ولاتحسب الشاعر يكتب متى مايريد ويهوى ..لا أبدا ليس بهذه الطريقه التي يتصورها البعض وحتى الذين يقولون بهذا القول هم ينطقون تلك الجمل للتبجح لاأكثر..أن الأمر مختلف وليس بالهين البسيط أبدا.. لذلك انا أسمي القصيدة وأكتمالها شبيهة بالولادة التي تشبه أي ولادة للمولودات الأخرى. وتشبه الى حد ما الى بزوغ مولود سوف ينطلق في هذه الحياة ينمو ويترعرع مع قصائد آخرى يتعرض هذا المولود الى تشخيص حسن السيرة والسلوك من قبل (النقاد) ليخرج البعض منهم مكامن محاسن ومساوء هذا النص الوليد من جميع الأتجهات هل هو كامل الأوصاف.. ام هناك خلل ما يصاحب هذا الوليد قد يكون تعرض الى تشوهات خلقيه منذ الولادة وربما هناك عائق أو عوق أخر صاحب ولادته.. فمثل هذه الامور تخضع للتشخيص الدقيق في المختبر التحليلي من قبل مهمة يقوم بها الناقد اتجاه هذا الوليد.. حقيقة أنا أرى خروج وأكتمال النص بهذه الشاكله في مرحله من مراحل ولادة الوليد أي ( القصيدة) التي تأخذ دورتها نحو النمو والأكتمال.. أنها ولادة لاتختلف عن الولادة المتعارف عليها بشيء على الأطلاق أن صح التعبير..أن القصائد مولودات ترفد الحياة بالوجود الجمالي المتأتي من خلال نظرة الشاعر والخيال المتدفق لديه فبعض الأحيان يكون الخيال سماوي يسرح أليها الشاعر الى عوالم (ماورائيه) وأحيانا عالم ارضي حيث يعوم الشاعر في لج قعر البحر ليخرج لنا الدرر الكامنه من النفائس في قعر البحر ..وهناك من يصاحب الليل.. والسكون ووحدة الشاعر في عالمه المترامي الأطراف فلاتعرف عند الكتابه.. أين يذهب وأين يغور ولامستقرا لعالمه الذي يجوب به كل هذه المدارات التي يذهب اليها .. حقيقة أنه عالم ميتافيزيقي أن صح التعبير ….

وبغض النظر عن تعب تلك المخاضات العسيرة وكل مايصاحب الكتابة من أوجاع يخرج اليك النص للحياة ويستقر بين يديك وهنا ينتهي دور الشاعر ويبتدأ دورك أنت أيها المتلقي اللبيب.. فهل عرفت عزيزي المتلقي أن الشاعر أنسان غير مستقر تأخذ به الأفكار والرؤى وترمي به في كل حدب وصوب.. فما بالك أذا كان هذا التعب يتكلل في( ديوان) شعري فحتما أنها صفنات.. وتأوهات.. وحسرات.. وأوجاع.. يتحول معها الشاعر الفرد الى مجموعة تؤدي هذا ألأوبريت الكامل من الموسيقى والعزف والتوزيع لكل عالم المعرفه.. لكي يستقر كل هذا الجهد الجهيد في متناول محبين القراءة والأطلاع ويكون بين يديك بيسر.. أضف الى ذلك التبيض والمسودات ثم المطابع حتى يخرج بالنهايه الى النور ويقع بين دفات المكاتب هذا ماأحببت من المتلقي اللبيب أن يعرف هذه الحيثيات التي ترافق أبداع المبدعين واخير أنها دورة حياة ياسيدي المتلقي عليك ان تعرف كيف خرج هذا الوليد الى الحياة بكل هذه المعانات.. والانات.. والونات والحسرات.. والأوجاع.. فلاتحسب أن الشاعر يكتب عن بطر ومتى مايريد ويحلوا له ان يصيغ القصيد..ومن يقول لك غير ذلك كاذب لامحال..وحقك لاشيء يأتي بالهين اليسير..أنظر ألا تشاهد الشعراء دائما في عبوس دائم الا ماندر وهذا ناتج من الولادات الدائمه وأوجاع القصيد..والوحدة يكون بها منعزلا مع شياطينه لحين أكتمال دور الحول الكامل للنضج ويحسبه البعض متكبرا لا أبدا ليس تكبر وأنما أوجاع تترك أثارها ابجانبي في قسمات ومحيا الأنسان.. فدائما وانت تقرأ القصيد ضع نصب عينيك تلك المراحل التي وصلت بعد اذ اليك أقصد القصيدة او الديوان كاملا ولاتبخل على الشاعر في قراءة نص يظهر أمامك.. وعلى هذا وغيره يعتبر الشعراء من كل الجنسين رسل للأبداع والجمال..

ومابوسعي هنا الا أن أختار لكم قصائد من الروائع…

قصيدة الشاعرة الكبيرة/ روضه الحاج.. السودان

قصيدة الشاعرة الكبيرة/ نبيلة الوزاني.. المغرب

قصيدة الشاعرة الكبيرة/ مريم العبادي.. السودان

***

قصيدة للشاعرة بنت السودان/ روضه الحاج

لو كنتَ قد أحببتَني

لعذرتَني

ورصفتَ لي درباً إلى منجاتي

لسألتَ لي عن حُجةٍ

وقبلتَها

وعفوتَ قبلَ تعذُّرِي

وشَكاتي

لبحثتَ في سبعينَ عذراً ممكناً

ولقلتَ لمّا لم تجدْه

سياتي

ما الفرقُ بين الآخرينَ

وبينَ مَنْ نهوى

إذن يا قطعةً من ذاتي!؟

الفرقُ يكمنُ في تقبُّلِهم لنا

بعيـوبِنا

وإقالةِ العثرَاتِ

أنا لستُ كاملةً

أنا كالناسِ كلِ الناسِ

لي هَـفَوَاتي

لو كنتَ قد أحببتَني

لغفرتَ لي

وعفوتَ عن مَلَلَي

وعن زلَّاتي

ومحوتَ آثامي الصغيرةَ كُلَّها

ما الحبُّ

لولا رأفةُ المِمحاةِ !!ِ

الحبُّ عندي

أن أكونَ كما أنا

بمحاسني جنباً إلى سَـــوءاتي

آتـي إليــكَ

بما أقتضـتَه أنوثتــي

بشريتي

نقصي

كمالِ صفاتي

أنا لا أُجيدُ تقمُّصَ الدورِالذي

رسمتَه كفُّ الناسِ

(للستِّاتِ)!!

أنا ضلعُ روحِكَ

بيدَ أنِّيَ أُمّةٌ

وعوالمٌ

مـن دهشـةٍ وحياةِ

لي أمنياتٌ

عانَدتـني ربما

ليَ قصةٌ أخرى

وليْ أشتاتي

لو كنتَ قد أحببتَني

لفهمتَني

وأرَحتَ قاموساً من الكلماتِ!

وأنا التي أخترتُ الهوى

ليُظلَّني

من حَرِّ أيامي

سَمُومِ جِهاتي

راهنتُ أسقامي بِبُرءِ توجُّعي

بِكَ

فانظُرَنْ لمرارةِ الخيباتِ!

علَّقتُ إعتامي بوقتِكَ

قلتُ لي

قد تُشرقينَ غداً بمَنْ هو آتِ

وهنا انتظرتُكَ

نصفَ عمرٍ كاملٍ

هدهدتُ في مهدِ الكلامِ

سُكاتي

لكنَّ أسرَكَ

ضيّقَ الأُفُقَ الذي

وسّعتُه

حفراً على الصخراتِ

عجباً لقـولِكَ

والقـيودُ تلفُّـني

أهواكِ حدَّ الموتِ يا مولاتي

لو كنتَ قد أحببتَني

لتركتَ لي

أُفُــقي لأبلــغَ

منتــهى سدراتي!!

***

جَوْلةٌ أُخرَى

قصيدة الشاعرة نبيلة الوزاني/ المغرب

الفَجوَةُ بيني وبينَ خُطُواتِي

مُرْوِعَةٌ جدّاً

تَعبَقُ مِن عتمتِها رائحةُ الإنْشطار ،

في لُجّةِ الذّهولِ الطّويلِ

أحمِلُ الباقيَ منّي ،

أسافرُ… والحيرةَ … والسؤالَ

إلى حيثُ الصّمتُ المُخيفْ

،،، الوصولُ إلى اللّاشيءٍ

سَيْرٌ في دائرةِ الضّبابْ ،،،

فارغةً منْ تَلويحةِ جوابٍ

إلى ضَياعي أعودْ ،

الضياعُ تأشيرةٌ حاضرةٌ

لِمَتاهاتٍ كثيرة !

من أينَ تَأتي هذهِ الانتكاساتْ،

هلْ لأنّي تركتُ لَهُمُ الطّريقَ ،

أَمْ نسيتُ نفسي في دُرْجِ الأحلامْ؟

سئمتُ منهمْ لوْمي

وكأنّ الحزنَ ذنبٌ فيه أَنغمِسْ ،

هو يَدعُوني لاحتساءِ فناجينِه السّوداءْ ،

كريمٌ حتى مُنتهى الألمْ

وأنا أَشبَكُ في سَخائِهْ ،

مُستبدٌّ حتّى قهقهة الليلْ ،

والمُدانةُ أنا ،،، في نتيجةِ الادّعاء .!

أيّها المُحوّرون لعمق الحقيقة ، الجانحونَ إلى دستور القُشورِ

لا تُصدِروا حُكماٌ بتوقيعِ العبثْ ،

الغافلةُ المُستَتِرةُ

أنا

المَوجودةُ الماثلةُ

في قوقعةِ الاحتباسِ المُسيطرةِ

على صادراتِ الهواءْ ،

إذا ما حاولتُ الانفلاتَ

حاصرتْني أقفالٌ أكبَر مِن أصابعي ،

أَنقبضُ ،

أَتقلّصُ ،

أَنْكمشُ ،

لِأنْـــبـَــــسِـطَ

في يدِ غُربةٍ مُتفرّعةِ الأنفاقْ

قالَ لي العُمرُ ذاتَ عِتابٍ :

… الهزائمُ شَريعةُ مَنْ يَعتنقُ الثّقةَ المُطْلَقَة…

أيتُها الثّقةُ

جَولةٌ أُخرَى في مَلْعبِكِ

فكيف سيكونُ التّساوي

وأنا في خُطّتِكِ فِكرةٌ لَيّنَة؟،

إلى عُزلةِ المَحسُوسِ تَسحبُني حِبالُ الخيبَةِ

وفي فِكري تَغلِي كُلُّ الاحتمالاتْ ،

أنْدسُّ في خِزانةِ التَّعاسةِ ،

أترُكُني في مِشجَبٍ صَبُورٍ ،

وذاتٌ أُخرى تنْتحِلُني

تُلبِسُني قناعاً واسِعَ الضَّحِكْ ،

على شِفاهِي

أُ… شْ … فِ … قُ

بينما ظلّي يراني

نَجمةً غافيةً على جَبينِ الحُلمِ

قَدْ تُومِضُ مِنْ جَديدْ .

***

صاحبة القلب الحرام:

قصيدة الشاعرة مريم العبادي/ السودان

_______________

انا لا افتح في قلبي

نافذة للريح ..

ولا باب للغيث الآتي

وهذي الردهات

لي وحدي ..

اتمشي فيها حافية

اتسكع فيها

عارية بغير هموم

اتماهي فيها مع نفسي

نتربع في الملك احرارا

نلهو طلقاء ..

وننام علي اهداب الليل

باي رداء

انا لا اروي بملح الإلفه

مناديلي ..

لا عطف وسادة يدرك

ماهية تأويلي

لا ناي الحادي في

الفلوات

يروي للغد مواويلي

فانا في عمق تراويحي

لا تحمل روحي

محرقة ..

لا يعرف رأسي

مطرقة

لا تصهر دمي الاوجاع

لا طوق علاقة يشنقني

لا صب صلف يشقيني

بصليب هزيمة يعلقني

في تأبيني

لا جيش جنون يرجمني

لا يتجهمني الغدر ..

ولا إخفاق يكسرني

لا سخط اللعنة يطاردني

وهذي اللاءات الطلقه

نبل سهام ..

في جسد الويل الآتي

فانا لا افتح في قلبي

نافذة للريح ..

***

ولكم مني أحبتي أحلى سلام ووئام وهدايا لاتنقطع من روائع القصيد

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.