الرئيسية / الثقافية / الحسين (ع) من منظور مسيحي عاشق للفكر

الحسين (ع) من منظور مسيحي عاشق للفكر

كتب :  كاظم شلش ـ العراق

قصيدة رائعة للشاعر والمفكر القس جوزيف أيليا..18/9/ 2021..

نغوص في أعماق البحار.. والعوم هنا تنشيط للذاكره والعقل بالقراءة والبحث.. وبتالي هو كنز ثمين نحصل عليه من الدرر.. والياقوت.. والؤلؤ..فأذا أردت أن تكون غنيا شارك أهل الأدب.. أدبهم..تصبح أغنى رجل الغنى ..غنى الفكر والمعرفه.. هكذا أرى في البحث والتنقيب في الأدب..والأدب الشعري..أنت تقرأ وأنا أقرأ وبتالي تتفتح أمامنا رؤي وأفكار في طريق الحقيقة التي نبحث عنها.. الشاعر المسيحي الكبير القس جوزيف أيليا

يقول..كنت اقرأ للعملاق عباس محمود العقاد كتابه الرائع ( ابو الشهداء الحسين بن علي) فتأثرت كل التأثر بتفاصيل حادثة أستشهاده الموجعة والأليمة فكانت هذه القصيدة هي حصيلة القراءة في كتاب.. انظروا أحبتي القراءة كيف تسمو بالنفس البشرية امام الأحداث الموجعه وتتخلى لوحدها عن كل طائفية وتمذهب وتحزب وتتكسر على أعتابها العنصرية المقيته..أنها الأنسانية التي تجمعنا أحبتي ولاغير الأنسانية شيء.. أن لم يكون أخا لك في الدين فهو نظيرا لك في الخلق.. وها نحن ننظر ونقرأ للكثيرين الذين كتبوا عن الحسين أبو الشهداء.. ملوك.. ورؤساء وأصحاب ثورة قدمت للأنسانية الكثير وجلبت للناس الحقوق ( جيفار) و ( غاندي) أنموذج.. وغيرهم الكثير الكثير فالحسين أنسان و أنسانية.. وعبرة.. وعبره وثورة تحرك الضمائر الحية نحوا السمو.. قال.. المفكر المسيحي انطوان بارا ( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين).. سلاما عليك ياسيدي أبا عبد الله سيد شباب أهل الجنه

وتحياتي وتقديري الى ابانا القس جوزيف أيليا على هذه القصيدة الرائعه

وندعوا من الله العزيز الحكيم أن يحشر جميع محبي الحسين مع الأنبياء والصديقين..بحق محمد وال محمد والأنبياء جميعا.. فاالى قصيدة الشاعر الكبير القس جوزيف أيليا نقرأ ونتمعن ماذا يقول.. بقصيدته (لماذا وكيف)

والشكرا كل الشكر الى صديقي الشاعر الكبير المسيحي رمزى حلمي لوقا الذي أرشدني الى هذه القصيدة…..

الكاتب كاظم شلش

***

لماذا وكيف؟!

……

 

 

 

 

 

 

 

 

كنت أقرأ للعملاق “عبّاس محمود العقّاد” كتابه الرّائع “أبو الشّهداء الحسين بن علي” فتأثّرت كلَّ التّأثّر بتفاصيل حادثة استشهاده الموجعة الأليمة فكانت هذه القصيدة :

…..

لماذا بسيفٍ يموتُ “الحسينُ”

وكيفَ يغطّيهِ رملٌ وطينُ؟

وقد قامَ يسعى لنَيلِ حياةٍ

لها في الخلودِ صدًى ورنينُ

فتًى ما ارتدى ثوبَ يأسٍ وشكٍّ

وأمسى يقودُ خُطاهُ يقينُ

ولا قَدَمٌ فيهِ سارت لبُطْلٍ

ولا فيهِ مالت إلى القُبْحِ عَينُ

وأصبحَ سيلًا رُبى الشّوكِ يغزو

وكانَ بما شاءَ لا يستكينُ

يهدُّ جبالَ سوادٍ ويمضي

كعَصْفٍ لتدميرِ أمرٍ يَشينُ

إلى النّارِ يُلقي دفاترَ جهلٍ

وكلَّ الكلامِ المُسيءِ يَدينُ

ويدعو لهدمِ كهوفٍ أُقيمتْ

ويصحو بهِ للجديدِ حنينُ

مآثرُهُ لا كلامٌ مقُولٌ

ولكنْ فِعالٌ بها الدِّينُ دِينُ

فِعالٌ تعيدُ الحياةَ لقفْرٍ

وينسى بها الحزنَ يومًا حزينُ

ويرسمُ مَنْ ذاقَ قحطًا ربيعًا

فيخضرُّ قمحٌ ويزهرُ تينُ

ويُكسَرُ رمحٌ ظلومٌ ويُمحى

ويطلَقُ مِنْ جوفِ سجنٍ سجينُ

ويُسحَقُ جوعٌ ويُهزَمُ سُقْمٌ

وسورُ الودادِ عظيمٌ متينُ

وتنهضُ أنثًى لترجمَ قهرًا

وتقوى لكلِّ صبيٍّ يمينُ

ولا تنحني ركبةٌ لمَجيدٍ

وليس يداسُ مَقالٌ ثمينُ

ولا يُكرَمُ الذّئبُ فيها وفيها

لِمن أجهضَ الّلؤمَ يعلو جبينُ

يطيبُ النّهارُ بها والّليالي

ونحو السّلامِ تسيرُ سفينُ

تُعلّى قِبابٌ وتصفو مرايا

وليس يُساوى بوحلٍ عجينُ

سلامٌ عليكَ ذُبِحتَ كشاةٍ

وأنتَ النّقيُّ البريءُ الفَطينُ

ولستَ الوحيدَ بهذا فمِنْ عهدِ

“هابيلَ” يشقى التّقيُّ الرّزينُ

ومِنْ عهدِ “هابيلَ” والظّلْمُ جارٍ

يلَوَّثُ طهرٌ وينمو أنينُ

ويُطمَرُ عشبٌ ويُمحى مِدادٌ

وبالسّيفِ مَنْ رامَ نجمًا طَعينُ

ونصرُخُ : كيفَ لماذا يدُ الشّرِّ

أقوى ونفْسَ الكرامِ تُهينُ

وأينَ بأيِّ مكانٍ سيُبنى

بناءٌ مِنَ الوردِ زاهٍ مَكينُ

وهذا الصّريعُ الشّقيُّ إلى مَنْ

ينادي ويشكو ولا مَنْ يُعينُ

وكيف البشاعةُ تطغى وتسطو

وكيف الوجودُ بثأرٍ ضنينُ؟!

سلامٌ عليكَ وقد كنتَ ريحًا

بوجهِ دُعاةِ الرّدى لا تلينُ

وسُقْيًا لمن جاءَ يشدو بنايِ

السّماءِ قصيدًا قوافيهِ لِينُ

هنا كلُّ قولي هزيلٌ ضعيفٌ

وصمتيْ الكلامُ القويُّ المُبينُ

وإنّيْ المسيحيُّ ما خنتُ دِيني

بمدحِ الّذي بالمديحِ قَمينُ

ألا ليتَ في كلِّ عصرٍ جديدٍ

لنا فيهِ يأتي مضيئًا “حسينُ”

——

القس جوزيف إيليا

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.