كتب : فلاح السوداني ـ العراق
العراق من اقدم الدول التي فيها تعدد الاثنيات والديانات والطوائف “تمارس طقوسها وعادتها وتقاليدها دون التعرض اليها من قبل الاديان والقوميات والطوائف الاخرى وتتعايش تعايش سلمي ” يتسابقون على نشر روح المحبة والتاخي والسلام “فحبهم لوطنهم وشعبهم جعله منهم العمل بجد واخلاص لتطوير شعوبهم “وهذه الديانات هي الاسلامية والمسيحية “والمندائية” واليزيدية، وزردشتيه واليهودية” واليارسانية”والكاكائية والبهائية” أما الإثنيات في العراق هي العربية، والكردية” والتركمانية” والآشوريين “السريان”الكلدان” والكُرد الفيليين “واليزيديون “وشبك” ويارسانية” “وشركس العراق” وأرمن العراق” وإثنيات دينية أخرى “العراق فيه الكثير من القوميات” القومية العربية نسبتها ٧٥ ٪ والكرد ١٥٪ اما ١٠٪ فهم الاقليات الدينية ” ومن ضمن هذه الاقليات المنتفية التي نسلط الضؤ عليها من خلال قرأتنا وبحثنا وطلاعنا على جذور وتاريخ البهائية والحديث مع ممن ينتسبون اليها ومن خلال المتحدثين عن عادات وتقاليد “حكي ان “البهائية “تعود جذور ها إلى (البابية) والبابية”نشئت في إيران ” منتصف القرن التاسع عشر منذ سنة ١٢٦٠هـ- ١٨٤٤م “في ذلك الحين “السلطنة القاجارية الفارسية ” اما البهائية أسسها “حسين علي النوري” المعروف بلقب “بهاء الله” والذي اعلن عن دعوته في حديقة النجيبية بنواحي بغداد في أبريل ١٨٦٣م “في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ” والتي يعرفها البهائيون بحديقة” الرضوان “البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية ومبدأها الأساسي الوحدة الروحية للجنس البشري” اهم مكونات العقيدة البهائية الايمان بثلاث انوع من الوحدة” ترتبط بعضها البعض ارتباطا ًوثيقاً “وحدانية الله” “وحدة الدين”ووحدة الإنسانية ” هذه تكون أساس تعاليم الديانة ” الصلاة ثلاثة انواع يومية وعلى الفرد اختيار واحدة منها ” انفرادية ويقوم الشخص تاديتها في البيت ولا تمارس صلاة الجماعة الا في دفن الميت “يجتمعون في قرأة الادعية والمناجات والمشاورة تكون بصورة منتضمة اما في البيوت او في اماكن عامة او في ابنية خاصة” الصوم الامتناع عن الاكل والشرب من الشروق الى الغروب خلال الشهر الاخير من السنة البهائية ” الزواج يتم عن طريق موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقرأة اية معينة وقت عقد القران بحضور شهود عيان “يقول الزوج انا لله راضون “وتقول الزوجة انا لله راضيات ” يحرم المشروبات الكحولية وكل ما يذهب العقل والنشاط الجنسي الا بين الزوجين” ويحرم تعدد الزوجات “الدين البهائي يؤكد ان الوحي مازال مستمر ” والمقصود بمحمد خاتم النبيين زينته كالخاتم الذي يزين الاصبع ” يومنون بالانبياء ويعتقدون ان الرسالة الالهية لم تنتهي بعد وفاة لنبي محمد صل الله عليه واله وسلم ” بال استمرت بعده ولذلك هم يرجعون الى حضرة “بهاء الله” ويحرم ذكر الله في الاماكن العامة ” وانهم لايؤمنون بالعذاب والثواب المادي بعد الموت ” يؤمنون بالعذاب الروحي “ولايؤمنون بالجنة والنار ” ولا يؤمنون باستمرار الحياة الجسدية او المادية للفرض بعد الموت “وانهم لايؤمنون بالملائكة والجن “لايوجد في الدين البهائي اي مراكز فقهية فليس فيه كهنة اورهبان او قساوسة او رجال دين ” للبهائيين تقويم شمسي جديد وللسنة البهائية تسعة عشر شهرا ولكل شهر تسعة عشر يوما” أما الأيام الأربعة في “السنة البسيطة “أو الخمسة في” السنة الكبيسة” اللازمة لإكمال السنة إلى ٣٦٥ يوم” تسمى بأيام الهاء “ولاتحسب ضمن الأشهر بل تقع قبل الشهر الأخير “شهر الصيام” أسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها” وتبدأ السنة البهائية بيوم الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية “عن يوم ٢١مايس” وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النوروز “يبدأ التقويم البهائي في سنة ١٨٤٤م- ١٢٦٠هـ ويسمى بتقويم البديع ومجموع الأيام المقدسة البهائية “بين الاعياد وأيام التذكر” هو تسعة أيام لايجوز فيها العمل “إلا عند الضرورة “من التعاليم والمبادئ البهائية “خلاصة جزئية”الإيمان والاعتراف بوحدانية الخالق و وحدة الالوهية” وبوحدة البشرية “وبأن أصل الأديان ومنبعها واحد” النظر إلى وحدة جميع العالم الإنساني كمحور وخلاصة وغاية لكل التعاليم البهائية” ترك التعصبات بكل أنواعها تركا كليا سواء كانت مبنية على أسباب دينية “وطنية “قبلية” عنصرية “أو طبقية” البهائيةجاءت من مجموعة أديان مختلفة وأعراق متنوعة يتواجدون في العراق من الشمال الى الجنوب تقدر اعداهم بلالاف ” العراق هو احد الدول الرئيسية ومركزاً للديانة البهائية ” من ١٨٥٣ إلى ١٨٦٣” مدة ١٠ سنوات “وهي المدة التي قضاها “بهاء الله” منفيا في البلاد “الديانة البهائية كانت خلال الحكم الملكي الهاشمي معترف بها من خلال الدولة العراقية ” وبعد استلام الحكم حزب البعث اصبحت طائفة منبوذة ومطاردة وفرض عليها انواع العقوبات ” تحولت الى ديانة سرية يعملون بالخفاء ” تأسس أول محفل محلي روحاني بهائي في العراق سنة 1919 ويعد أهم المراكز المقدسة لدى الديانة البهائية”اطلق” بهاء الله “نبؤته من العراق”عندما اقر الدستور لملكي العراقي حرية الاديان عام ١٩٢٥ واعترف اعتراف صريح بحرية الاديان والعقائد “وهذا شجع البهائية لتاسيس مجالسهم الروحانية ” بدئت اعمالهم ونشاطاتهم بشكل ظاهري و اتخذوا لهم مقر رسمي وعلني في ” الحيدرية خانة” وطلق عليها اسم “حظيرة القدس ” وهذه الحظيرة يقيمون فيها شعائرهم الدينية ونشاطاتهم الاجتماعية “في عام ١٩٣١ تم تأسيس الجامعة البهائية في بغداد ” ووضع المحفل المركزي البهائي العراقي وهو يعد اول محفل في العالم ” عند اقرار قانون الجمعيات والنقابات في العراق عام ١٩٣١ اصبح البهائية لهم حقوق وواجبات ” و عام ١٩٣٦ اصدر اعتراف رسمي في البهائية من وزارة الداخلية العراقية، ونص على أن أهم المكونات الاجتماعية للعراق هي المسلمون والمسيحيون واليهود والإيزديون والصابئة فضلًا عن عدد قليل من البهائيين والمجوس” كان البهائيون يسجلون اسم عقيدتهم في استمارة الاحصاء في سجلات ودفاتر النفوس”(بطاقة الاحول المدنية ) اول تعداد للسكان العراق عام ١٩٣٤ وايضا في عام ١٩٤٧و١٩٥٧ وفي عام ١٩٦٥ وجد اكبر عدد للبهائية في منطقة الكرادة الشرقية ببغداد حيث بلغ عدد البهائية ٢٤١ شخصا “نهاية ممارسة طقوس الديانة البهائية في العراق ٨ شباط ١٩٦٣ ” قررت الحكومة العراقية في ٦ اب ١٩٦٣ الغاء جميع العقود المسجلة لمحافل البهائية “وانه الطائفة ليس مذهبا “وحسب قانون السلامة الوطنية رقم ٤ لسنة ١٩٦٥ امر بغلق المحافل البهائية ووضع اليد على ممتلكاتهم في العراق ” كانت السلطة في حقبة حكم الرئيس احمد حسن البكر تفكر باصدار قانون يحرم الديانة البهائية ” قدم له عريضة طالبوا البكر اعادة فتح محافلهم ” وصدر قانون ونشر في الجريدة الرسمية يوم ١٨ مايس ١٩٧٠ رقم ١٠٥ لسنة ١٩٧٠ والمعروف بـ”قانون تحريم النشاط البهائي”، ونص على حظر الترويج للبهائية، أو الانتساب لأي محفل أو جهة تعمل على نشر أو الدعوة إليها بأي شكل من الأشكال وإغلاق جميع محافلهم، وإيقاف نشاطها، وتصفية أموالها، ويعاقب المخالف بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات. وتحولت بناية المحفل المركزي في منطقة السعدون إلى دائرة أمنية” وسيق عدد من المتهمين باعتناق البهائية إلى محكمة الثورة “وحكم عليهم بالسجن “وذلك قبل أن تصدر أحكام بالإعدام على من يروج البهائية” أو يعتنقها في نهاية السبعينيات”صدر قرار مديرية الأحوال المدنية المرقم 358 في 24 يوليو 1975 القاضي بتجميد قيود البهائيين في سجلات الأحوال المدنية ترتبت عليه آثار مادية ومعنوية من حرمان البهائي من أبسط حقوق المواطنة مثل جواز السفر والتوظيف والدخول إلى المدارس والجامعات وبيع وشراء المساكن والأملاك الأخرى وغيرها من التصرفات التي تتطلب من المواطن إبراز هوية الأحوال المدنية” وفي العام 1979 الذي ارتقى فيه صدام حسين السلطة” جرى تعديل قانون تحريم النشاط البهائي، ورفع سقف العقوبة إلى السجن المؤبد” والإعدام في حالة العودة إلى النشاطات المحظورة” وبعد تغيير النظام عام ٢٠٠٣ صدرت عدة قوانين تدل على حرية الديانة والمعتقد وممارسة الطقوس الدينية في الدستور العراقي الجديد المادة ٢ الفقره ثانياً:- يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والإيزديين، والصابئة المندائيين والمادة (٣) العراق بلدٌ متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو عضوٌ مؤسسٌ وفعال في جامعة الدول العربية وملتزمٌ بميثاقها، وجزءٌ من العالم الإسلامي” والمادة (٧) الفقرةأولاً:- يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون” المادة ١٠ تنص على
“العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية، وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها، وضمان ممارسة الشعائر بحرية فيها “والمادة ١٤” العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي “ونص المادة ٤١ “العراقيون احرار في الالتزام باحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم وينظم ذلك بقانون “
والمادة ٤٢”لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة “والمادة ٤٣ “أولاً”اتباع كل دين أو مذهب احرار في:أ.ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية “ب”إدارة الاوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية، وينظم ذلك بقانون
“ثانياً”تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها .
عرفنا البهائية وما تعرض له من ظلم واضطهاد على مدى الاعوام السابقة وخلال حقبة حكم الحكومات السابقة فهم على وشك الانقراض ” بعد التنكيل والنفي ومصادرة ممتلكاتهم وحظرهم حظر تام ” فالقوانين والمواد في الدستور العراقي الجديد التي كفلت حق الديانات والقوميات والطوائف الانها لم تعطى حقوقهم ولم تعاد نشاطاتهم وهم من الاقليات التي عادة من جديد وبشكل سري وباعداد قليلة جدا