كتب / أربيل / علي عبد الواحد
طالب مجموعة من الصحفيون حكومتهم بضرورة الحفاظ على التنوع والنسيج الديني والاثني واللغوي لجميعد مكونات الشعب العراقي، فيما اكدو ابقاء هوية العراق الاصليه ذات الجذور المتنوعه واصفيها ” بالفسيفساء” ، شددوا على حرية اعتناق حرية الاديان وعدم المساس بالحقوق العامه ونبذ خطاب الكراهيه.
جاء ذلك خلال زيارة نظمتها مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية والتي شارك فيها (20) صحفي وصحفيه وبالتعاون مع الحكومة الهولندية لمعبد لالش بناحية شيحان ، الذي يعد اهم الشواخص الدينية بالنسبة للطائفة الايزيدية في مدينة الموصل (٣٩٠كم) شمال بغداد .
وقال الدكتور ميرزا دنائي مستشار الدولة العراقيه لشؤون الاقليات عن الطائفة الايزيدية ” بغبطة وارفه نلتقي عدد من صحفيوا محافطتنا العزيزة الذين تجشموا عناء الحضور معنا تحت قبة هذا المعبد الذي يعود عمره الى الاف السنين والذي يجتمع فيه الازيديون للممارسة معتقاداتهم الدينية “
واضاف دنائي ” ابناء هذا البلد الذين عرفوا بنسيجهم الديني المتنوع والمتوارث عبق قرون ماضية حيث عاشو بوئام وتأخي ، فالمعبد يجاور الجامع والكنسية والحسينية في جادة واحدة ولايختلفون فيما بينهم بل بتعدد المعتقد والدين، وهذا كان القاسم الذي جعل العراق جزء مرتبط بالاخر ومكمل لنواة متعددة الاديان ، مضيفا” ان الافكار المسمومه التي جاء فيها الارهاب والتي تحمل في طيتها كافه انواع الاباده الجماعيه لكل المكونات، كانت تريد تحطيم هذا النسيج المتوارث دون تحديد ، اذ ان الهدف واضح لتغير خارطة العراق التنوعيه وجعلها احادية القرار لتفكيك هذا البلد وتجريده من اشكال التعديدة “
وبين دنائي” تكرار هذه الزيارات يبعث رسائل للعالم ولكل من يشاهدنا ان الاديان والطوائف والقوميات والمذاهب التي عاشت بتأخي وود والقبول بالاخر ستبقى على هو نكران التميز الطائفي والعرقي . مشيرا “نحن العراقيون هويتنا واحده تتمساك في الشدة والرخاء وخير دليل على هذا قتال ودافع شهدته معارك ضاريه شارك فيها جميع الاطياف لتحرير المدن من دنس داعش الارهابي وارجاع اللحمه الوطنية لجذورها ”
وشهد اللقاء حضور البابا و بعض من صحفيو ونخب وكفاءات و ممثل الشباب في الطائفة الايزيديه واقامة مأدبة غداء على شرف الوفد الزائر لترسيخ وتقوية اواصر الالفه بين الحاضرين .
ورافق الوفد السيد ميرزا دنائي في جوله تاريخة عرف من خلالها الزائرين عن معالم معبد لالش وممارس الشعائر والمراسيم الدينية ، لاسيما ان للمعبد دلائل كثيره منها النقوش على الجدران والغرف التي تمارس فيها طقوس خاصة تختلف عن الاخرى ، والجرار الزيتية التي يعود عمرها الى ٥ الاف عام و بئر زمزم الذي لايحق للايزيدين انفسهم فقط الدخول لهذه المكان لغرض التعميد بالماء ، وفي احدى الغرف يتم ايقاد الفتائل لغرض الدعاء والتقرب الى الله حيث كانت هناك مخصصه تحيط بالمعبد توضع في روازين خاصه ذات طابع مقدس يطوف حولها للتبرك فيها ويتم اشعال النور بداخلها “
وبعد الانتهاء توجه الوفد الى الصعود الى الجبل الذي يطل على المعبد فطول المسيرة التي شهدت خلع الاحذية منذ النزول من الباص الذي يقل الوفد البالغ عدده (20 )صحفي وصحفية بحوالي اقل من كليومتر ، كانت اثار المعبد الجميله تسر الانظار لقدم البناء والاحجار التي بدأت عليها اثار التعاريج لقدمها ، وهنالك في قمة الجبل رائحة الازهار والهواء النقي وصفاء الجو و مناظر خلابه فالاشجار الملونه والخضار يزيد من جمالية المعبد الذي تلعو قبابه المضلعه ذات الطابع المييز ”
ويقول الصحفي الميساني ” فلاح السوداني احد المشاركين في ورش العمل ” بعد النزول من الجبل ، التقينا بشخص يحمل عمامه على راسه ويتسم بصفاء الوجه الجميل وابتسامه عريضه كان احد رجال الدين في المعبد الذي لحسن حظي التقت صوره معه ، ومن بعد اتمام الزيارة استقبلتنا العوائل التي بدآت عليهم البشارات البهيجة والاحاسيس المرحه لهذه الزيارة التي اصفها بالتاريخه ”
وشدد السوداني ” على الحكومة ان تكون على قدر مسؤوليتها في مواجة التطرف والتعصب الديني ، بل يجب القضاء علية فالعراق بلد الاديان ولفيف متجانس متعدد في المعتقدات والافكار لايمكن ان يكون عرضة للتهريب والانتقام ، داعيا “جميع الاطياف بذل قصار الجهود لا اشاعة لغة التسامح والمحبه لمن اجل عراق مزدهر يشارك فيه جميع مكونات الشعب ”
وتقول مارتا التي تبلغ من العمر ( ٢٥ عام ) وهي ايزيديه ” طائفتنا تشبه بقية الطوائف والاديان فنحن نمارس الطقوس في المعبد كما تمارس بقية الاديان طقوسها الخاصه في الجامع او الكنسيه او مكان تقدسه ” مبينة” ان زيارة المعبد تكون بشكل يومي او اسبوعي حيث نتوافد من اجل التبرك والدعاء والتقرب الى الله “
واوضحت مارتا ” نلتقي مع ابناء جلدتنا في هذا المكان وتكون افراد العائله في اجمل لباس ونتزين كما نجلس ونفترش الارض ونحضر الاكل والشرب كوننا نقضي اوقات ممتعه تسر قلوبنا خصوصا بعد ان تخلصنا من حقبة داعش الاجرامي”
بدورها قالت الاعلامية مروة الجاسم ” اطلعنا على زيارة الوفد الصحفي من خلال منصات التواصل ، لهذا المعبد وما يمثله من مكان مقدس ووجداني في حضارة العراق خصوصا في خارطة الاديان ، ولعل هذه الطائفة التي تعرضت للابادة الجماعيه ، كانت الاكثر تضررا في تاريخ العراق ، اصبحت اليوم محط للانظار ومنار يقتدي به ممن يستطيع ان يدافع عن ديانتة التي يؤمن والحفاظ عليها رغم الضرر والاذئ الذي يلحق به “
وتسألت الجاسم ” هل استطاعت الحكومة ان تؤمن حياة كريمة. لجميع الاديان في ظل الظروف الحاليه التي نعيشها من ظرف صحي قاسي وازمة اقتصاديه صعبه عصفت بالبلد ، مشيره ” على ضرورة اتباع طرق تجعل الجميع يعيش بحرية تامة دون التدخل فيما يعتقدة او يريد ان يعتنقه من الاديان والحفاظ على حقوقة العامه والابتعاد عن التهميش والتفريق “
موكدة ” المرحلة المقبله ستكون حاسمة كون الشعب اصبح واعياٌ مما يريده اعداء الانسانيه بتجريف ارض العراق من عروقه المتنوعه ، وعليه ان رسائل التضامن التي اطلقتها مؤسسة #مسارات هي اشعارات تبعث اننا متحابون متعايشون نؤمن بالسلم الاجتماعي ولا نقبل التجزئه “
وكان لحضور وصيفة ملكة جمال العراق زينة اليوسف ضمن الوفد اضاف” رونقا لطيفا ” خلال الزيارة لاسيما العوائل المتواجدة في معبد لالش التي اخذت بالتقاط الصور معها . وتقول اليوسف ” كانت في داخلي الكثير من الاسئلة التي لم استطيع معرفتها في السابق ، حتى نلت شرف الزيارة لهذا المعبد ومجالسة العوائل الايزيذية التي استقبلتني بود وتراحب لايوصف ، و تكمل حديثها لقد وجدت هذا الدين لايختلف عن الاديان الاخرى فهنالك قواسم مشتركة بيننا من ناحية المراسيم العقايدية التي تثبت نقاء القلوب وتحرم خطابات الكراهيه وتؤمن بالسلام تحب الخير “
وناشدت وصيفة ملكة جمال العراق ” المغتربين والمهاجرين من مختلف الاديان والطوائف العودة الى ارض العراق والاسهام في الحفاظ على ثروة تنوعه الاجتماعي ومشاركتهم في بناء البلد والحفاظ على هويته التي عرفت بالاصاله “
وكانت المحطة الاخيره لزيارة معبد لالش المقدس انتظار وقت الغروب الذي يحيي ابناء الطائفة الايزيديه مراسيم النذور والفداء وايقاد الفتائل في امكان خصصت له ، كان المنظر اشبه بشعلة تتوهج في جميع اركان هذا المكان الذي يعد شاخص تاريخ يزوره كل ابناء الشعب العراقي للاطلاع على ثقافة هذا التنوع والحفاظ علية من الاندثار”.