كتب / حازم الشويلي
الوفاء عنوان ثابت ولا يتغير لكل صديق وحتى يكون لديك أصدقاء فعليك ان تحمل الكثير من الصفات التي تؤدي بك نحو هذا الوصف فالكثير منا لديه صداقات تبدأ من الطفولة في الحي الذي يسكن فيه او زملاء للدراسة في كل مراحله نحنو ونشتاق لهم دائما ونتمنى ان تعود بنا الأيام الى الوراء لنعيش تلك الذكريات بكل تفاصيلها … وهذا ما حدث مع أصدقاء اعدادية التجارة عندما تجمعوا من جديد بعد غياب اكثر من 30 عاما ولتسليط الضوء اكثر التقينا مجموعه منهم ليحدثونا عن الكيفية التي جمعتهم مرة ثانيا فالتقينا أولا بالسيد إبراهيم دريول مدير المجموعة الذي يعمل موظف حكومي حيث قال انها كانت صدفة غير مخطط لها حيث ولدت الفكرة في لحظة كنا في زيارة احد الأصدقاء الذي تعرض لوعكة صحية ولم نعلم به الا بعد فترة طويلة لذلك كان عتبه شديدا بسبب تأخرنا عنه وأضاف دريول عندها بدأت الفكرة بتأسيس كروب جماعي للتواصل فيما بيننا وكنا 5 اشخاص فقط وأشار دريول قمنا بتبادل ارقام هواتف بعض الأصدقاء الأخرين حيث يتم الاتصال بكل رقم لدينا لضمه الى هذا الكروب حتى اصبحنا بحدود 24 الى 30 شخص وأشار أيضا أنه تم الاتفاق على اجراء لقاء للمجموعة وكان على ضفاف شط العرب بجوار تمثال الشاعر بدر شاكر السياب وبدأت اللقاءات تتوالى لحين اصبح عددنا 120 صديق واستدرك دريول كلامه قائلا ان هولاء الأصدقاء من مراحل مختلفة وليس من مرحلة واحدة مضى على الفراق بيننا اكثر من 34 عاما
اما السيد محمد عبد السادة وهو موظف حكومي أيضا وضح ان انضمامه للكروب كان عن طريق احد الأصدقاء الذي اتصل به ليلبي الدعوة فورا وأضاف عبد السادة انه شعر بالفرح والسرور الغامرين حيث انه سيلتقي بأشخاص كان قد فارقهم كل هذه السنين
اما السيد جاسم عاتي الذي يعمل ضابط برتبة عميد حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية أشار الى ان دعوته كانت من قبل إبراهيم دريول صاحب الفكرة وكانت سعادته لا توصف بلقائه أصدقاء طالما تمنى ان يراهم مرة أخرى وأضاف عاتي ان هذه المجموعة الطيبة بدأت تقوم برحلات ترفيهية داخل المحافظة وكذلك الى محافظات أخرى كزيارة العتبات المقدسة وغيرها واكد عاتي أيضا على حضور المناسبات التي تحدث لأعضاء المجموعة ( الكروب) من افراح و احزان وتمنى ان يكون هذا التكاتف من اجل عمل الخير والتواصل والمحبة بين الأعضاء .
اما السيد سعيد عطية ويعمل تاجر للملابس الرجالية يقول انه كان احد المؤسسين لهذا الكروب فهو الشخص المريض الذي بسببه تولدت الفكرة وأضاف عطية انه كان فرحا لأحساسه بالاخوة الصادقة المبنية على الصدق وبدون مصالح خاصة واكد عطية ان هذه المجموعة قامت بالكثير من الاعمال الخيرية فيما بينها وتواصلت بالسراء والضراء مع الأعضاء كافة
فيما وضح السيد مؤيد خزعل وهو احد المغتربين في المانيا ويعمل تاجر , ان شعوره لا يوصف لأنه لن ولم يتوقع في يوم من الأيام ان يلتقي بأصدقائه أيام الدراسة والحمدلله والشكر تم اللقاء بعد كل هذه السنين ليتحقق حلم لم أتوقع تحقيقه واستدرك خزعل كلامه عن كيفية اتصال السيد إبراهيم به ليصدمه بخبر تجمع أصدقائه ويتعرف عليهم بعد غياب اكثر من 30 عام .
ولابد لنا ان نبارك لهولاء الأشخاص الذين لم ينسوا بعضهم رغم مرارة الأيام والظروف التي مروا بها من حروب وحصار دام لسنوات وسنوات حيث عادت حياتهم من جديد ليكونوا قدوة حسنا لكل من أراد زرع الخير والحبة .