كتب : حازم الشويلي
كان زيد ضمن مجموعة من الطلبة المتميزين في المرحلة الابتدائية حيث كان مع زملائه حريصين كل الحرص على متابعة دروسهم بهمة ونشاط ولا يتغيبون عن الدوام نهائيا وتميز زيد عن اقرانه بكونه يتواصل مع الجميع بالنصح والإرشاد وكان يحبهم جميعا ويحبونه , ومن بين الذين معه طالب يلقبونه حنطش ابن حمدية العوبة فهو عكس الجميع لأنه دائم المشاكل مع الطلبة والمعلمين وكثير التغيب عن الدوام , وان حضر فأنه لا يكمل كل الدروس لأنه يهرب من المدرسة ( يطفر من السياج ) لذلك نرى زميله زيد يكلمه عن ضرورة الالتزام واحترام المدرسة والمعلم وغيرها من الأمور التربوية كتذكيره بجهود والديه من اجل حصوله على شهادة عالية تجعله قادر على ان يرد ثمرتها . لكنه يرفض ذلك ولا يهتم لما يقوله زميله زيد رغم الحاح الأخير عليه و وصفه بالفاشل لكنه يبتسم ويقول له انت الفاشل وليس انا ….ومرت الأيام وزيد يجتهد ويدرس من اجل تحقيق أحلامه التي طال ما حلم بها وهو حصوله على الشهادة التي يريدها وسمع بأن حنطش قد فصل من المدرسة بعد رسوبه المتكرر وحزن عليه كثيرا لأنه لم يستمع لنصيحته وكان كل ما ينجح من مرحلة الى أخرى يتذكر زميله ويتأسف عليه .. ومرت السنين وتخرج زيد من كلية الهندسة ليحقق حلمه بأن يكون مهندسا تلك المهنة التي احبها كثيرا وفعلا قدم أوراقه من اجل التعيين مرة ومرتين لكنه لم يفلح في الحصول على العمل فحزن حزنن شديدا وذات مرة وهو عائد محتضن أوراقه الرسمية بفايل فانيلا يضعه تحت ابطه لفت انتباهه اعلان يتوسط الشارع بأحدى الشركات الاهلية الكبيرة بحاجتهم الى مهندسين فذهب اليها مسرعا مقدما مستمسكاته لينجح أخيرا في الحصول عليه ليمارس عمله بكل تفاني وإخلاص وبتميز أيضا فقرر ان يطلب زيادة براتبه على ضوء ما يقدمه من جهد ونتائج إيجابية … رفع طلبه الى المدير الذي اخبره بضرورة مقابلة مالك الشركة فذهب اليه وهو مرتبك ويتمنى موافقه هذا الرجل على ما يريد وهو يفكر كيف سيقابله وكيف يكون الكلام معه و و و …….وبعد دخوله الغرفة استقبله مالك الشركة بأبتسامة قائلا له اهلا زيد الا تتذكرني فنظر له زيد جيدا والمفاجأة انه حنطش ابن حمدية العوبة فظل صامتا مندهشا وهو يستمع لسؤال حنطش له من هو الفاشل انا ام انت فخرج زيد وهو مطأطأ رأسه رغم حصوله على ما جاء من اجله .