الأضواء / محمد فاضل والي
يذكر ان الاحكام الخاصة بمفهوم طغمة صدام تعني الاحكام السياسية ..والمعارضين لحكمه الدموي .. كلمات للتاريخ .. هنا دمعت عيون الجدران الصم بعد أن تَحَجّرت قلوب الطغاة ..فصارت الأشد قسوة .. هنا ساقوا الرجال .. الشباب ..النساء .. الفتيات .. بل حتى الصبية .. والبُنَيّات .. دون أدنى شعرة من رحمة .. ساقوهم للموت دون ذنب .. هنا خَرُسَت ألسنة منظمات حقوق الانسان .. وعَمِيَت عيونهم .. هنا فصلوا الرؤوس عن الاجساد .. لا لجريمة أو قصاص .. بل لمجرد أنها كانت تمقت صدام .. حتى وأن كان المقت بالقلب .. وليس باللسان .. تمقت حروبه اللامنتهية ..ومغامراته الحمقاء .. هنا رفرفت الأرواح .. فصار ضيق المكان فضاءاً واسعاً لا محدوداً في رحاب شرف الله الملكوتي .. هنا كانت أخريات رفسات الأرجل بعد الذبح .. هنا تعالت القيم .. وتناثرت كلمات الله زهوراً .. من بين المآذن اللامرئية لتصل لوجدان التاريخ .. لتنبعث حياة الخلد من بين أخاديد الموت الدموية .. هنا إرتقت الأرواح منابر عزة الله .. لتقول كلمتها .. أيارب .. إننا مظلومين .. هنا إنهزمت وساويس الشيطان .. أمام تلك القلوب البيضاء المعطاء .. هنا تَمَلَّقَ إبليس سيّده صدام .. بعد أن أعلن حربه على الله .. هنا رفرفت أجنحة الملائكة لتحتوي جميع تلك الأرواح .. لتطير بها عند المليك المقتدر .. هنا تَعِبَت سجلات التاريخ لكثرة طقطقات أعواد المشانق .. لكن سجلات الله دوّنت كلّ شيء .. سجّلت حتى أخريات أنفاس الحياة .. لتهبها رياحين الجنان .. هنا تسابقت القلوب الخيرة ذات الأرواح الطهور .. لتعانق أنوار الله الأزلية .. هنا إنسكبت دموع ودماء فكونتا نهر مصبه عند ستائر عرش الله.. هنا ترقرقت فقاعات الموت لتبعث كل فقاعة موت عندما تنفجر ألف لعنة لصدام و زبانيه وتبعث ألف ألف رحمة ونور لتلك الأرواح التي فارقت أجسادها وهي بعيدة عن أهاليها مغيبة لا تعلم شمسها من نهار ولا قمرها من ليل ولا نومها من قبرها ولا ملبسها من عري ولا شتاءها من صيف أنها الحياة والممات سواء كتبها الرذيل إبن الأراذل على تلك الأجساد النحيفة فكانت المجازر التي لم يوثقها أحد قط فقط عيون الله دونت كل شيء دونت حتى جفاف الجفون واحمرار المآقي ويبس الشفاه وتنملات الأطراف عند الذبح .