الأضواء / سوريا / لينا ابراهيم
الأحداث في تفاصيل رواية “عودة لوليتا ” للروائي السوري عبد الغني ملوك حملت سرداً مدهشاً للأحداث فيها عنصر التشويق و المفاجآت المثيرة للجدل وسط تحليلٍ اجتماعي نتج عن صدامٍ طبيعي للقوى الخير و قوى الشر و نتائج كل منهما على الحياة الإنسانية . حملت الرواية ” عودة لوليتا ” معاني الحياة بكل جوانبها من الخيانة للحب إلى الكراهية و الأمل و اليأس ومن الشر للفقر و المعاناة و المرار و البحث عن الثراء و البيئة القروية البسيطة الفقيرة بقدراتها المادية، و جشع بنات العصر و بحثهن عن الثراء تحت أي مسمى لو كان ذلك على حساب أجسادهن . الرواية غاصت في قصة داخل قصة من أم البطل ناصر التي كانت اللغز المحير له تلك الأم الحنونة الوديعة الغير مستكينة حيث كانت تجاري زوجها في عنجهيته خوفاً لا اقتناعاً و تقية لا إيماناً . أحب البطل المرأة من خلال صورة أمه و أحب مدرساته الكبار كالعشيقات يشهبن أمه . فتجربة الحب الأولى لديه كانت مع معلمة الرسم في الصف العاشر و التي وصفها بالجميلة و الأنيقة و الجذابة و كانت تكبره بثماني سنوات . مجريات أحداث الرواية شكلت حالة دراماتيكية مشوقة تجذب القارئ لمعرفة نهاية الأحداث كمثل الذي يتابع فيلماً سينمائياً مشوق ينتظر بشغف نهاية الفيلم . بالتالي براعة الكاتب بدت واضحة في تشبيك الأحداث بشكلٍ حرفي في تقنيات السرد التي تدل على مهارة وإبداع في صياغة الحدث و الذي خدم بشكلٍ كبير و أعطت الرواية فكرةً و أسلوباً رائعاً . _ الشخصيات في رواية عودة لوليتا : الشخصيات التي تطرق لها الكاتب في الرواية لعل النماذج كلها موجودةٍ في الواقع الحياتي من ربة المنزل إلى معلمة الصف , و الأستاذ الجامعي و رجل الدين و التاجر و العامل العادي و الفلاح و عدة من الشخصيات , تلك الشخصيات كان لكل منها حضوراً خاصاً في دفع الأحداث و لكل منهم أثراً إيجابي و سلبي . و في الختام جرأة الروائي عبد الغني ملوك لم يسبقه إليها إلا القليلون ، فقد طرح مواضيع حساسة يخافها المجتمع لأسباب ٍ عدة ، فقد كشف عن مساحات تحدث فيها عن الفساد في أماكن و عن الخيانة في أماكن أخرى . بالتالي رواية عودة لوليتا هي إضافةٍ قيمة للرواية العربية الحديثة و التي تستحق القراءة و الوقوف لديها .