الأضواء / عبدالنبي لفته اللامي
تنبأت دراسة علمية جديدة بامكانية هجرة ثلث الأطباء العراقيين في المستقبل القريب، ما يهدد بانهيار النظام الصحي الذي يعاني من الأساس من مشاكل كثيرة.
وقال النائب الإداري لمحافظ البصرة د. ضرغام الأجودي الذي أعد الدراسة بالاشتراك مع زميليه في (الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية) د. باسم عبد الكريم و د. علاء حسين إن “الدراسة استنتجت أن الأطباء العراقيين يواجهون تحديات جسدية واقتصادية ونفسية وعاطفية واجتماعية كبيرة تؤثر على أدائهم المهني وحياتهم الشخصية”، مبيناً أن “استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى هجرة ثلث الأطباء العراقيين، خصوصاً في ظل جائحة كوفيد 19، حيث أخذت العديد من البلدان ترحب بالأطباء العراقيين لحاجتها للأطباء، وهذا يعني أن العراق سيعاني نقصا حادا في عدد الأطباء”.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرتها مؤخراً باللغة الانكليزية (المجلة العراقية الوطنية للطب) أن 85% من الأطباء يفكرون بالهجرة، وثلثهم يعمل بجد لتحقيق ذلك بحثاً عن مكان أكثر أمناً وراحة، وأن 92% من الأطباء لا يشعرون بالأمان، وان 73% من الأطباء تشكل رواتبهم الحكومية مصدر دخلهم الأساسي، و 84% من الأطباء يشكون غياب فرص التدريب وتنمية المهارات، و 92% يعانون من عدم توفر بيئة عمل مريحة، و 89% يعانون من نقص الأجهزة والمعدات الطبية في مواقع العمل.
وقدمت الدراسة حزمة توصيات، من بينها المطالبة بزيادة الإنفاق الحكومي على تطوير وتحديث قطاع الصحة العامة لسد الفجوة مع دول الجوار على الأقل في مستوى الخدمات الصحية، ومطالبة وزارة الصحة بإنشاء نظام واضح وفعال لمكافأة الأطباء المتميزين، والإسراع في سن قانون فعال للتأمين الصحي من أجل المساهمة في تطوير الخدمات الصحية وتخفيف العبء عن الأطباء، وتشجيع الجهود الحكومية والاستثمارية لجعل القطاع الخاص قادراً على المساعدة في امتصاص الزخم من القطاع العام، وتنظيم دورات للتطوير المهني للأطباء بشكل مستمر، ويفضل أن تكون خارج مؤسساتهم من أجل تغيير بيئة العمل المجهدة.