الرئيسية / آراء حرة / ناعية الامام الحسين(ع) 

ناعية الامام الحسين(ع) 

كتب : راهي الحاتم ـ العراق

عندما نكتب لظاهرة معينة او لاي شي اخر تجري الاحرف، والكلمات بانسيابية لتفيض علينا فيض السيل الجارف.
لكنه عندما نحاول ان نقلب صفحات التاريخ لشخصية هزة عروش الظلمة، بقدسيتها بما تملك من اشعاع الاصالة، والسيرة الحسنة التي قل ما نجد لها نظير، في سفر صفحات التاريخ المعاصر، والحديث على مر الازمنة المتعاقبة، والامكنة لام تفتدي اولادها تقدمهم قربانا لرضى الله بالتقرب اليه، تبقى الحروف، والكلمات مبعثرات، والاقلام حائرة اما صرحها العالي بمقام قدسيتها الكبيرة، تتضائل الكلمات، وتنكفأء لعظمة مقامها المقدس …
بدوية كلابية انجبت فحولا علوية كالليوث في واقعة الطف الملحمية ام البنين ناعية الحسين حليلة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)هي شريكة الحزن الزينبية هي من قالت لاولادها قاتلوا دون سبط الرسول هي ام الاربعة هي ام قطيع الكفين العباس قمر العشيرة هي من قالت اخبروني عن ابن الطاهرة الامينة قدمت قرابينها الاربعة تحت الراية الحسينية .
انها ام البنين (ع)امراة جعلها الله زوجة مخلصة تحتضن سبطي الرسول، لتكون الام، والخادمة للامام علي (ع)عاشت مع الله، وفي سبيل الله، بروحها عاشت مع الامامة فكرا، واحساسا حتى اصبحت لها دستورا، ومنهجا يحرك الحياة لها حاضر مستمر يتحرك ليدخل عليها دفء ونعيما.
كانت حركتها ثابته بالوصول للهدف المنشود هو معرفة الله بالتلذذ والذوبان في وحدانيته .
لو اردنا ان نسلط الضوء على حياة هذه الشخصية الفاضلة الكريمة، التي كان لها ابلغ الاثر في احداث معركة الطف، وما بعدها من احداث توالت على ال بيت رسول الله، ونتعرف على نسبها الطاهر من هي ام البنين ؟ هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن هوازن امها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب .
اسماها، وكناها ابوها بأم البنين حيث كانت العرب تكنى ابنائها في تلك الحقبة من الزمن .
ومن علوا اخلاقها، ولين عريكتها، وايثارها طلبت من امير المؤمنين، ان لايناديها بأسمها حتى لاتجرح مشاعر الحسنين، كانت مخلصة بمودتهم .
بعد وفاة السيدة الزهراء (ع)قال امير المؤمين علي بن ابي طالب (ع) لاخيه عقيل كان عالما بأنساب العرب (انظر لي امراة ولدتها الفحول من العرب لاتزوجها فتلد لي غلاما فارسا) فأشار عليه بالزواج بفاطمة الكلابية، لانها من قبيلة تمتاز بالشجاعة، والفروسية، والكرم، والمرؤة .
وما ان بلغها مقتل الامام الحسين (ع) خنقتها العبرات، واحرقت فؤادها كانت تبكي بكاء الثكالى، حيث تخرج الى البقيع تندب سبط الرسول (ص)واولادها الاربعة، كانت دائما تحمل معها حفيدها عبيدالله بن العباس، فيجتمع الناس لسماع رثائها فيبكون لشجي الندبة .
وهنا بودي ان اعرج على بعض الامور، او على جزء بسيط للاحداث، ولابد لنا ان نأخذ بنظر الاعتبار موقف ام البنين السياسي، في قضية الاسلام، والخط المحمدي الاصيل لال البيت، الذين جادوا بأنفسهم من اجله، لم تكن ام البنين (ع) معزولة عن حركة المجتمع والحياة السياسية وقضايا الحق والعدل والظلم بل كانت تشارك مشاركة حقيقية بفرض ارائها الصادقة الحقيقية لتبيان الحركة الحسينية بوجه ظلم الطغاة المرتدين لأال امية، ودهاقنتهم الذين ساروا، وداروا بفلكهم، بحسب ما قدر لها عندما تقتضي الضرورة، لتنبري لهم بالدفاع الصلب، بفضح كل اساليب تشويه الاسلام الحقيقي،
كانت مكانة عظيمة لام البنين (ع)عند المسلمين، بشتى طوائفهم، واجتمعت كل الاراء على عظم مكانتها، وشأنها، وانها السيدة الطاهرة التي لايشاركها تلك المكانة سوى القليل من النساء .
نستنتج من كل ذلك ان امير المؤمنين (ع)كان قد اعد ام البنين اعدادا رساليا، وفكريا لتسليم مهام الرسالة، وكيف لا وانها تادبت في بيت النبوة، وتمكنت بما تحمل من تعاليم وقيم راسخة ان تبثها على اكمل وجه بكشف الانحراف الفكري الحاصل بعد ثورة الطف الحسينية واصبحت (ع)القدوة لكثير من النساء، والرجال بما قدمته من نضال بأخلاص في سبيل الدعوة الاسلامية الراسخة الصحيحة، بما تقدمه من نصح، وارشاد، وتضحية لترسيخ مفاهيم الرسالة المحمدية الاصيلة …

شاهد أيضاً

عـلمـاء غيـروا وجـــه العـالــم (( فيثاغورس ))

 كتب : جمــال عـابـد فتـاح ـ العراق المعروف عن الحياة الخاصة لعالم الرياضيات والفيلسوف الاغريقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.