الأضواء / باسم الحبيب
علماء النفس يقولون إن هناك علاقة متينة بين إحساس المرء بذاته ونوبات الكآبة التي تنتابة ، وكلما كانت فكرتة عن نفسه سيئة وسلبية كان أكثر تعرضا للكأبة . ومن هنا إصرار الباحثين على أن يحرص الآباء على إتاحة الفرصة لأطفالهم كي تكون فكرة الواحد منهم عن نفسة جيدة . وينصحون بعدم نعت الصغير بنعوت التحقير والإهانة مثل كلمة (كسلان ) و (خامل ) وغيرها من الكلمات ﻻن ذلك يؤثر في نفسيتة ويجعلة مع الوقت يتصور أن تلك هي صورتة وبالتالي يتعرض للكأبة فيما بعد وتصبح نظرته لنفسة سلبية . ولكن ، في الوقت نفسه يجب ألا نخلط بين أن تكون فكرة المرء عن نفسة جيدة وايجابية من جهة وبين أن يصاب المرء بالغرور ويرى نفسة الأكمل والأفضل من جهة اخرى . ولهذا فالبحث يتناول الوضع العادي والطبيعي . قام فريق من علماء النفس والباحثين في مجال ظاهرة الكآبة ، يتألف من الدكتور (جورج براون) والدكتور (تيريل هاريس) والدكتور (جون كوبلان) بدراسة اعتبرت الأوسع والاشمل من نوعها في أميركا وتناولت (573) امرأه في لندن منهن (113) يعانين من اضطرابات عصبية ونفسية استوجبت العلاج النفسي بعض الوقت – والاخريات طبيعيات رغم ان (76) منهن يعانين من بعض العوارض النفسية الخفيفة جداً لكنهن لم يشعرون أنهن بحاجة لعلاج أو مساعدة طبيب مختص . بين المصابات بالكابة كانت هناك عوامل مشتركة لفتت نظر الباحثين بشكل كبير – لكل واحدة منهن ثلاثة اوﻻد أو أكثر تحت الرابعة عشر من العمر ، وكل واحدة منهن ﻻتستطيع أن تثق بزوجها أو أن تسر الية بأمر ذي طبيعة سرية خاصة وجميعهن بدون عمل خارج البيت وجميعهن فقدن امهاتهن بالموت قبل بلوغهن سن الحادية عشرة ، وواحدة فقط فقدت أمها بالطلاق بين والديها . كل هذه العوامل تجعل المرأة ترى نفسها انها ليست ذات قيمة وزواجها في الغالب غير ناجح وغير سعيد ، وبيتها يزدحم بالأطفال وامها ماتت وهي طفلة فحرمتها بذلك النموذج الأنثوي في البيت . ثم إن هذه العوامل كلها تجعل فكرة المرأة عن نفسها سيئة أو غير مقنعة فيؤثر ذلك في نفسيتها ويجعلها تبدوا كئيبة – وطريقة تقبل الطفل لفقدان أحد والدية تطبعة بطابع يؤثر في صوغ حياتة كلها في المستقبل ..