كتبت : المهندسة نور الهدى الاسدي ـ العراق
نظرة تحليلية لكتاب (محاولة لرد الاعتبار للمضمون والجوهر) وتناوله مسألة المظاهر ، للكاتب المحامي علاء صابر الموسوي ، تصل إلى اجوبة لأسئلة تتبادر في ذهن كل انسان متأملا لمعرفتها.. ماهو المظهر الخارجي؟
هو أولً ماتقع العينُ عليه ويُرى بالملاحظة السريعة المجردة… يتكون المظهر الخارجي المرئي والمنظور؟ يقول علماءُ النفس أنه يتألف من الأمور التالية:
_ المًحيا: ( الوجه والملامح والقسمات).
_ الهيكل الجسماني: ( التقاطيع والطلعة أو الإطلالة .. نحيف أم مربوع ، هزيل العضلات أو مفتولها ، طويل القامة أو قصيرها…).
_ اللباس : ( القيافة والهندام )
_ المِشية: ( التواضع أو التبختر والتخلج والخيلاء).
_ الصوت: ( النبرة ).
_ النظرة والإبتسامة….
الدراسات تتحدث عن عوامل التأثير الخارجي ، فتقدم لائحة بالعوامل التي تجعل الفرد ذا نفوذ ( سلبي أو أيجابي) من الخارج أو في الظاهر ، وترتبها حسب الأهمية:
الهدوء ، الثبات ، النظرة ، الايحاء اللفظي ، المظهر المعنوي ( اي التربية والذوق والتعبيرات بالصمت أو بالإشارات والإبتسامات ).
دعونا نُترجم هذا إلى حركته في المجتمع ، أو ننظر إليه بمرآة الواقع ،
قليلون هم الذين لاتظهر انفعالاتًهم على وجوههم ، أو يُظهرون عكس ما في داخلهم ، وإلا فمن الناحية العامة يمكنك أن تقرأ على صفحات الوجوه ماتستبطنه الدواخلً والنفوس….
أما الهيكل الجسمي ، فالزيادة في البسطة ، في الجسم فيها إيحاء بالقوة الحيوانية الثورية (نسبة إلى الثور) أو الفيلية (نسبة إلى الفيل) أو الاسدية (نسبة إلى الاسد) أو أي حيوان ذي هيكل ضخم ولديه قدرة على الافتراس ، وما لم تُقرن هذه البسطة ببسطةِ في العلم والأخلاق تبقى هيكلية حيوانية ليس إلا ، يقول تعالى في تصوير المنافقين:( واذا رأيتهم تُعحبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشبُ مسندة يحسبون كُلَ صيحة عليهم هم العدوَ فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) المنافقون/ 4 .
قامات فارغة.. وأجساد مربوعة.. وعضلات مفتولة ، ديكور خارجي جميل وظاهر مُغرِ ، وألسنة لبقة ناعمة….
قيلَ في وصف رأس المنافقين وشيخهم (عبدالله بن أُبي) أنه كان رجلا جسيما..فصيحا..ذلق اللسان..مع ( مسحة) من إيمان ظاهري لتضليل الناس وخداعهم : ( اتخذوا إيمانهم جُنة) والجُنة تعني هنا ستار أو غطاء.
ظاهر جميل وباطن عليل.. بل وهزيل .. وهيكل عامر فاخر ، وباطن منحور.. ليس إلا الزخرفة الخشبية الخيالية من أي نفع(كأنهم خشب مسندة) …. والكثير من الناس..للأسف..يُعجبهم..الديكور والزخرفة ولا يُعيرون البناء إلتفاتة.
وفي الصوت ونبرته صدى لما في الداخل ، فمن نبرة الصوت تكشف ارتياح الإنسان وإنزعاجه ، وغضبه وسروره ، ومن كلماته تستدلُ على شخصيته ، فالمرءُ تحت طي لسانه وليس تحت طيلسانه( ثوبه) وماخفي في القلب ظهر على فلتات اللسان.
ومع أن ( اللباس) زينة ومكمل لبهاء الشخصية ، إلا أنه (دخيل) عليها طالما أنه قابلُ للخلع في أية لحظة يتجرد فيها الانسانُ من ثيابه..إنه ليسَ جزء لايتجزء أو لا ينفصل..هو من جنس غير جنس القوام أو البشرة أو النظرة أو النبرة.. يمكن فصلهُ والاستعاضة عنه أو استبداله وخلعه ، ولذلك فأنت حين تخلع ملابسك لاتخلع جزءا من شخصيتك ، كما يحلو للبعض أن يعطي هذا الأعتبار والقيمة للباس.
بل ، حتى السحنة والبشرة واللون وتناسق الملامح وتقاطيع الجسم لاتمثلُ جزءاً ثابتاً من الشخصية ، فرب وسيم قبيح الأخلاق ، ورب دميم المنظر لطيف المعشر ، وطالما أننا لم نختر أشكالنا فهي ليست ميزة ولا مزية ، إنما المزية فيما تُدخله من التحسينات عليما هو قابل للتحسين والثبات والدوام من الشخصية الذي قد يبقى حتى مع فنائها !!!