كتب : د.أ. سعيد جاسم الأسدي ـ العراق
يُعد هذا الكتاب هدية للعاملين الذين يعانون من ضغوط العمل والقائمين على إدارتها ونحن هنا نسعى لتبيان ما يريد هذا العملاق الكبير أن يعنيه لجودة الحياة في عراق المجد الذي يصارع الحياة وصولاً إلى أبهى صورها وهو يصارع الحياة من أجل ذلك.
وتتجلى عبقرية العالم الجليل الدكتور عبد الرضا فرج البدراوي في اختياره هذا الموضوع الذي يُعد من المواضيع التي أثارت اهتماماً واسعاً بين الكتاب والباحثين، وتناولته الدراسات بشكل كبير لما لهذا الموضوع من أهمية واضحة تتجلى بالأثر الذي يحدثه ضغط العمل على كفاءة وفاعلية أداء العاملين في مختلف التنظيمات وبالتالي نجاح العمل أو فشله ككل، فقد تبين فعلاً أن لرضا العاملين عن العمل أهمية كبيرة، ومسألة الضغوط من أكثر الموضوعات التي يتطرق لها علم النفس الإداري بالبحث والاستقصاء، فقد جاء التركيز على دراسة ضغوط العمل للعاملين في أي تنظيم من الافتراض القائل بأن الشخص الذي لا يتعرض لضغوط ويرضى عن عمله يتمتع بأكثر انتاجية من زميله الآخر الذي يتعرض لضغوط.
ومن قراءاتي لضغوط العمل التي تسبب عدم الرضا عن الوظيفة باهتمام كبير من الباحثين والدارسين منذ مدة ليست بالقصيرة، وحتى وقتنا الحاضر وذلك لكونه يعنى بتوجهات سلوكيات العاملين وزيادة ولائهم وانتمائهم للمنظمة وارتباطه مباشرةً بالإنتاجية.
وعلى أية حال، فقد حظي هذا الموضوع باهتمام الكثير من الباحثين الذين قد لا يتفقون على تسبب ضغوط العمل بعدم الرضا عن الوظيفة، وإن أسباب عدم الاتفاق على التعريف قد تعود إلى اختلاق في القيم والمعتقدات التي يؤمن بها الأفراد، وكذلك محاور اهتمام الباحثين واختلاف الظروف البيئية.
وإني أرى ان الأستاذ الدكتور هذا المفكر الإداري والقامة الشامخة في البحث والاستقصاء يسعى من خلال فلسفته الفكرية ويريد أن يقول لنا وأنت تقرأ هذا السِفر الخالد بأن الصعوبة في تحديد تعريف شامل لمفهوم الرضا الوظيفي الذي قد ينتج من ضغوط العمل ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الإنسان نفسه مع عجزه عن التعبير عنه في كثير من الأحيان وقدرة الإنسان على إخفاء مشاعره مما يصعب معها تحديد الرضا لديه.
ويصاحب هذا السبب التدخل المعقد والمتشابك للعوامل التي يمكن ان تؤثر على الرضا عن الوظيفة التي يتواجد فيها الإنسان… فالإنسان كائن متكامل يؤثر ويتأثر بالبيئة المحيطة به ولا يمكن تجزئتها.
أما الكاتب العملاق والمفكر الإداري الأكاديمي الفذ الأستاذ الدكتور عبد الرضا فرج بدراوي فقد لحظ رؤاه وأفكاره لما قدمته أنا وعرضته عن ما ورد في (ضغوط العمل) مستنداً إليه في دراستي التحليلية.
أحب أن أختم ما استند إليه هذا المفكر خاتماً بما يقول، مما تقدم وللإحاطة بهذا المفهوم سنستعرض عدداً من التعاريف إضافة إلى كل تلك التعاريف التي عرضتها واختلف فيها الباحثون مستنداً إلى مصادره وهو يوضح مفهوم ضغط العمل عندما يقول: يستخدم الضغط بمسارات مختلفة، وما يراه البعض ضغطاً لربما الآخرون لا يرونه كذلك، وهذا المصطلح أصبح الآن جزءاً من المفردات الاعتيادية للمديرين والموظفين وتهتم بدراسته علوم مختلفة منها الإدارة والنفس والاجتماع والقانون وغيرها، لذلك فإن كل تخصص ينظر إليه من زاوية اهتمامه، وأيضاً اختلف الباحثون انفسهم على تحقيق دقيق ومتفق عليه لهذا المفهوم ونعده مفهوماً معقداً يحمل في طياته أجزاءً مختلفة ويعطي معانٍ عامة وحالة مثل السعادة والفساد فكل واحد يفسرها بمعنى معين.
وهكذا اختم… لقد أجدت وابدعت أيها القامة العلمية الشامخة والمفكر ذو العقل الثاقب، لقد أفدت القراء وهذا سلوك العلماء والمفكرين واعذرني إن لم أكن قد أوفيتك حقك أيها الماجد الكبير.