الاضواء / رائد الزغيراوي
القراءة هي أساس المعرفة وسمة التقدم العلمي،أهتمت بها الحضارات والديانات كلها في مختلف الازمنة والأمكنة، والاهتمام بالمكتبات قديم قدم التاريخ نفسه، فأولى المكتبات في العراق وفي وادي النيل تعود الى ماقبل الميلاد والاهتمام بالمكتبات بأنواعها المختلفة كلها دليل حضارة وتقدم، ومن هذه المكتبات المكتبات المدرسية، فقد حرصت الدول في أنحاء العالم كله على هذه المكتبات لتكون مصدراً من مصادر المعرفة يعود اليه الطالب لاثراء معرفته بالمعلومات وإغناء فكره، وفي العراق شرّعت الحكومة العراقية نظاماً خاصاً بالمكتبات المدرسية سنة 1975م وقد جاء في هذا التشريع : تؤسس في كل مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومهنية، وفي كل معهد ودار المعلمين، مكتبة رئيسية تزود باستمرار بالكتب والمجلات والوثائق وغيرها من المطبوعات، وبالوسائل التعليمية المناسبة، ويجب حفظ هذه المحتويات وصيانتها وتنظيمها وتصنيفها وتيسير الانتفاع بها للاغراض التربوية والثقافية المتوخاة، وما ذلك إلا لاهمية المكتبة ، ولكن في الاونة الاخيرة وللاسف الشديد أُهملت المكتبات المدرسية وتراجع الاهتمام بها . وللوقوف على اسباب ذلك ومدى تأثيره على الجانب الثقافي للطالب وللفرد بصورة عامة اجرت جريدة الاضواء هذا الاستطلاع . حيث ذكرت الكاتبة هدى عبد الحر في مقال لها على شبكة اخبار العراق تحت عنوان لماذا تغيب المكتبة المدرسية الى ان المدرسة ليست مؤسسة تربوية فحسب، بل هي مؤسسة ثقافية لأنها تضع حجر أساس الوعي لدى التلاميذ، وتمهّد لهم شقَّ طريقهم بأنفسهم، فالاستزادة من المصادر الأخرى غير المقررات الدراسية والاطلاع والقراءة تساعد على تنمية القدرات و اكتشاف المواهب وتشجيعها، ورعاية القدرات المبكّرة وبنائها بطريقة صحيحة. فيما اشار التربوي عماد كاظم الطائي الى أهمية المكتبة المدرسية بأنها المتنفس الفكري والثقافي للطالب ذلك لانه يرى سعتها وتعدد عناوينها وأختلاف المطروح فيها فيشعر أنه أمام حرية كاملة في اختيار مايقرأه على عكس المواد الدراسية التي يعتقد انها مفروضة عليه لانها مركزية وليست أختيارية مضيفاً ان المكتبة يمكنها ان توضح لدى الاستاذ وولي امر الطالب ميول ومواهب وأهتمامات الطالب نفسه ويمكنها بالتالي ان توضح لنا وتساعدنا في تحديد مايمكن ان يتوجه اليه في العلوم الادبية أو العلمية أو الثقافية وذلك من خلال مجموعة الكتب التي يعمد لاختيارها في القراءة، فلو أفترضنا ان طالباً ما أهتم بكتب الادب والشعر حصراً كان يدلنا ذلك على ميوله الادبية واللغوية وكذلك الباقي من الامثلة لمختلف المواضيع و مؤكداً على ان تواجد المكتبة في المدرسة عامل أثراء فكري ودافع معنوي لحب الطالب للقراءة والكتاب عموماً وعدم انغلاقه على المنهج الموضوع له حصراً لان ذلك يحد من فكره . فيما أكد المؤرخ والناقد صباح محسن كاظم على أهمية الاهتمام بالمكتبة المدرسية لما لها من دور في تحفيز الطلبة على القراءة والاطلاع وتنمية القدرات الذهنية لديهم وبالتالي فأن ذلك يوجه ويصقل العقول مشيراً الى انه مامن مبدع بأي المجالات إلا وكانت المكتبة المدرسية هي الحافز له للمضي بدرب المعرفة . وأشارت المدرسة (….) والتي لقبت نفسها ب ( أساور من فضة ) الى أهمية دور المعلم ومدى أهتمامه بالكتاب والذي سينعكس ايجاباً على طلبته حيث استذكرت معلمتها في المرحلة الابتدائية والتي كانت تحفزهم على الاهتمام بالقراءة وتصطحبهم الى المكتبة وتوضح لهم مدى اهمية الكتاب بأسلوب جاذب كما اضافت ان المرحلة المتوسطة في ذلك الوقت بالنسبة لمدرستهم كان لزاماً علينا القراءة والمطالعة مع وجود التحفيز المستمر وارجعت سبب عزوف الطلبة عن القراءة في الوقت الحالي الى انشغالهم بالوسائل التكنلوجية الحديثة والألعاب الالكترونية وعدم توفر المكتبات التي من شأنها ان تكون جاذبة لا منفرة . وبين الاستاذ علي حسين مدير مدرسة سبب إهمال المكتبات الى عدم توفر الغرف الشاغرة في المدرسة وخلو اغلب المدارس من عنوان أمين المكتبة وعدم تخصيص وقت ولو اسبوعي ضمن جدول الدروس للمطالعة الخارجية للطلبة وانشغالهم بالمنهج المخصص فقط ونرى ان الاهتمام بالمكتبة المدرسية هو إهتمام ببناء الانسان بأعتبار ان المدرسة هي المؤسسة الثقافية الاولى التي ينتمي لها الفرد، ووجود المكتبة والاهتمام بها امر لابد منه ليخرج لدينا جيل لايحمل شهادة فحسب بل يحمل فكراً وحباً للعلم والمعرفة اسهمت المدرسة في ترسيخه ونمائه مستقبلاً ، ويكون ذلك من خلال تفعيل دور معلمي اللغة العربية إن لم يكن هناك أميناً للمكتبة وتخصيص مكان يليق بمكانة واهمية المكتبة وأعطاء المجال لدخولها من قبل الطلبة للقراءة والاستعارة واشعارهم أهمية الكتاب وكذلك تحفيزهم من خلال اقامة المسابقات الثقافية ككتابة التقارير والبحوث بما يتلائم ومستوى ثقافتهم بالاعتماد على المكتبة ورفدها بكل ماهو مفيد وجديد لتعود لسابق عهدها . كما يجدر بالجهات ذات العلاقة اعطاء الاولوية لهذا الامر .