الأضواء / فلسطين / خالد اغبارية
تعد منطقة المثلث مصدر قلق ديموغرافي للمؤسسة الصهيونية، حيث من المتوقع أن يصل عدد المواطنين إلى نحو 500 ألف مواطن يقطنون على مساحة 170 ألف دونم من أصل قرابة مليون دونم كانوا يتملكونها قبل النكبة في مسطحات الأراضي الممتدة من سهل مرج بن عامر مرورا بمشارف حيفا ومنقطة الساحل قبالة الخضيرة وأم خالد (مهجرة – أقيمت نتانيا على أنقاضها) حتى مشارف ملبس (كهجرة – أقيمت بيتاح تيكفا على أنقاضها) وتل أبيب. حيث تعتبر موقعا استراتيجيا بالنسبة للكيان الصهيوني . أجرت الأضواء استطلاعا للرأي حول منطقة المثلث في فلسطين
وفي استطلاع رأي حول ضم المنطقة للسلطة الفلسطينية
قال رئيس بلدية أم الفحم، الدكتور سمير صبحي، إن “كل فلسطيني يرفض هذه الصفقة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، بحيث أن مقترحات التبادل الأراضي والسكاني تندرج ضمن هذه المخططات التي نرفضها كوننا أصحاب الأرض الأصلانيين”.
وأوضح صبحي في حديثه، أن “المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، يرفض هذه المراوغة الإسرائيلية التي تنظر إليه وتعتبرهم مواطنين مع وقف التنفيذ”، داعيا إلى “رص الصفوف وتوحيد الجهود لخوض نضال مشترك حتى إفشال المخطط ومواصلة النضال لينال الشعب الفلسطيني كافة حقوقه التاريخية التي تنص عليها القوانين والمواثيق الدولية”.
أحمد ملحم، رئيس اللجنة الشعبية للأرض والمسكن في المثلث يقول : لافتا إلى أن ورقة الضم “قديمة جديدة” يتم التلويح بها كلما اشتدت الظروف على قادة الأحزاب اليهودية وتعمقت الأزمات في كيان الاحتلال، معتبرا أن ما يتم في هذه المرحلة المفصلية من إشهار هذا السلاح العدواني بوجه الشعب الفلسطيني تحت مظلة إعادة ترسيم الحدود وصراع الديموغرافي، يأتي للتخلص من أكبر عدد من العرب.
وأكد ملحم أن “صفقة القرن” لا تقتصر على الحدود والجغرافيا فقط، بل على الديموغرافيا بالأساس، ويأتي التبادل وضم المثلث للتخلص من نحو 300 ألف عربي يقطنون التجمعات العربية في المثلث على مساحة أرض لا تتعدى 170 ألف دونم، علما بأنهم كانوا يملكون قرابة مليون دونم صادرتها وسلبها الاحتلال منهم على مر العقود.
ويقول خيري إسكندر رئيس اللجنة الشعبية في مدينو باقة الغربية هناك ضرورة أن “يتم توحيد النضال الفلسطيني بكل أمكان تواجدهم ضمن كتلة فلسطينية واحدة وبضمنهم الداخل الفلسطيني الذي ما زال صمام الأمان للقضية الفلسطينية”.
وشدد على ضرورة حشد الجماهير في كافة الأماكن بفلسطين التاريخية والشتات، والعمل بموجب خطوات احتجاجية منسقة ومشتركة ورفع سقف الطلبات وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، معتبرًا أن “خطة ترامب تأتي لحسم الصراع لصالح الاحتلال، وشطب كافة حقوق الشعب الفلسطيني، وهو المخطط الذي يرفضه أصغر طفل فلسطيني”.
وقال إسكندر “فلسطين بالنسبة لنا في كل مكان، وبالتالي إذ كان هذا مقترحهم نحن نطالبهم بأن يعيدوا لنا مئات آلاف الدونمات من أراضي التي صودرت من أهالي المثلث في النكبة وحرب 1967، وأقيمت فوقها مشاريع استيطانية وتهويدية ، ومن ثم نتحدث عن باقي بنود صفقة القرن”.
وقال جمال دقة سكرتير التجمع الوطني في المثلث، جمال دقة، وهو لاجئ، حيث حطت بعائلته مخططات التشريد والتهجير عن قريتهم قاقون وأراضيهم التي كانت تصل حتى مشارف الخضيرة وقيسارية، في مدينة باقة الغربية عند حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، قائلا “إذا كانت القضية مسألة ضم فليضم المثلث والجليل والساحل والنقب”
ويرى دقه أن “صفقة القرن”، وخلافا لمخططات ومقترحات تسوية سابقة تعتبر الأخطر، “كونها تأتي في مرحلة مفصلية وفي سياق ظروف إقليمية وتآمر بعض الأنظمة العربية على الشعب الفلسطيني، حيث أن الإعلان عن الصفقة بحضور سفراء الإمارات والبحرين وعمان، كان أشبه بحفر القبر لوأد القضية الفلسطينية”.
ويقول سليمان فحماوي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين بالداخل الفلسطيني، وهو مُهجر من قرية أم الزينات قضاء حيفا ويسكن في أم الفحم، سقف مطالب الفلسطينيين بضم الجليل الأعلى والساحل والنقب وأكثر من 530 قرية فلسطينية مهجرة إلى سيادة السلطة الفلسطينية وعودة اللاجئين.
وأوضح فحماوي أنه بالنسبة لفلسطينيي 48 فإن “صفقة القرن” مرفوضة ووجب التصدي لها تحت قيادة نضالية مشتركة لكافة الفلسطينيين في كل أمكان تواجدهم، مؤكدا أن “كل فلسطيني بالداخل لا يعترف بهذه الصفقة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية”.
ويعتقد فحماوي أن “صفقة القرن” ورغم خطورتها على مستقبل القضية الفلسطينية سيكون من الصعب تنفيذها على أرض الواقع بسبب الإجماع الفلسطيني الرافض لها وإن دعمته دول عربية وخليجية، لافتا إلى أن “الصفقة وهمية وتأتي لخدمة مصالح نتنياهو والإبقاء عليه بالحكم وكذلك توظيفها بالانتخابات الرئاسة الأميركية على أنها إنجاز لترامب”.
تشكّل فكرة نقل وإعادة قرى وبلدات فلسطينية من المثلث داخل أراضي 48 إلى السلطة الفلسطينية، التي ظهرت في الصفحة 13 من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلنة لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ”صفقة القرن” دليلاً على عمق الدور الصهيوني في وضع الخطة وبنائها، بما يخدم أيضاً الفكر الصهيوني العنصري، القائم حتى اليوم على الفكرة الأصلية بـ”الاستيلاء على كل أرض خالية ممكنة، والتخلّي عن الأراضي المسكونة أو المأهولة بالسكان، والتخلص من عبء ديمغرافي داخل الكيان الصهيوني”.