تقرير : جلال ابن الشموس
لا يخفى على الكثير أن الزراعة هي الوريد النابض لجميع دول العالم، فهي الحياة أينما وجدت وقد وردت كثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تتكلم عن أهمية الزراعة واستصلاح الأراضي، ولأجل أن تكون الزراعة مستمرة في أي بلد لابد أن يكون هناك متخصصون في هذا المجال حتى تتم الزراعة بصورة منتظمة، وتعطي المردود الاقتصادي إنعاشًا كبيرًا، وتوفر السلة الغذائية لكل بيت.
ولكن هناك ظروفًا قاهرة منعت تطور البلد زراعيًا.
حدثتني المهندسة الزراعية الأستاذة “سارة المعموري” طالبة الدكتوراة اختصاص محاصيل حقلية: أن المحاصيل الحقلية التي تدخل للعراق عبر الحدود المفتوحة على مصراعيها وبأسعار زهيدة قد أثرت كثيرًا على المنتوج المحلي، وهذا قد تسبب بهجرة المزارعين من أراضيهم والسكن في المدن للحصول على عمل آخر غير الزراعة
كذلك قال المهندس الزراعي الأستاذ “قاسم جاسم”: أن إهمال الحكومات المتعاقبة للزراعة في العراق كان سببًا واضحًا في انتكاس الزراعة في العراق، حيث تجاهلت هذه الحكومات دور المهندسين الزراعيين في إنعاش الأراضي الزراعية، وجعلت المهندس الزراعي يبحث عن عمل في غير اختصاصه من خلال تطوعه في الجيش والشرطة.
وأضاف الزميل المهندس الزراعي ذو الاختصاص في الأسماك والثروة البحرية الأستاذ “قاسم حميد القريشي” من سكنة كربلاء: أن دخول المستورد من دول الجوار أثر بشكل كبير جدًا على اختصاصنا فالأسماك المجمدة التي تدخل للسوق العراقية باتت تشكل عقبة واضحة في إنشاء مزارع الأسماك، كما أن عدم دعم الدولة لنا يؤدي في النهاية إلى خسارتنا بشكل كبير.
في حين أن المهندس الزراعي ذا الاختصاص في الصناعات الغذائية الأستاذ “حسين سالم حمدان” من سكنة البصرة قال: أن ما يؤلمنا هو دخول المنتج المستورد من الخارج كالعصائر والأجبان والألبان والمعلبات، والعراق تكثر فيه هكذا معامل وباستطاعتها أن تنعش الاقتصاد العراقي وتوفر فرص عمل للمهندسين الزراعيين من خلال تشغيلهم بهذه المعامل وبذلك تضرب الدولة عصفورين بحجر واحد، من خلال توفير فرص عمل لهذه الشريحة المهملة، وكذلك فتح المعامل العراقية المعطلة.
وبهذا يتبين لنا أن إهمال الدولة للزراعة بصورة عامة وللمهندسين الزراعيين بشكل خاص قد سبب حالة من البطالة في هذه الشريحة من الخريجين وبذلك هبطت معدلات القبول في هذه الكلية العريقة التي تخرج مئات المهندسين الزراعيين، وعدم النهوض بالواقع الزراعي من خلال استغلال هؤلاء الخريجين والاستفادة من دراستهم وتطبيقها على أرض الواقع، كي ينتعش اقتصاد البلد بدلًا من الاعتماد على النفط في كل شيء