الرئيسية / المرأة والمجتمع / يوميات الصيميرية .. قصة قصيرة

يوميات الصيميرية .. قصة قصيرة

كتبتها : جميلة الصيمري

بعمر الورد صبي كحيل العينين رشيق الجسم مبتسم رغم كل شيء ، سعيد كالعشرات من اطفال التقاطعات لكسب لقمة العيش لكن (اكل العيش مر)ثمان أوتسع سنوات بيده الصغيرة السمراء . كان يحمل الكاكاو ويركض مسرعا نحو السيارات لحضة وقوف السير من قبل شرطي المرور حيث عطل اشارة المرور في تقاطع العسكري ليعرض بضاعته المتواضعة متوسلا باصحاب السيارات والركاب الشراء منه وقد تفنن باساليب التوسل والتمسكن .
كان مختلفا بعض الشيء في براءته فرق قلبي له وانا جالسه في التكسي حيث دنا مني وكنت متعبة جدا لخروجي منذ الصباح الباكر وعودتي الثانية ظهرا وحرارة الصيف الملتهبة وانعدام التبريد بسيارة قديمة
كلمني باسلوب طفولي والتأتأة غالبة عليه حيث ايقنت انه من ذي الاحتياجات الخاصة فبدلا من ذهابه لصفوف التربية الخاصة وبدل الاهتمام به ومستقبله وتمتعه بحقوق الاطفال من اللعب واللهو والتعلم والعنايه الصحية كان مصيره الشارع.
انحرم واطفال العراق من حقوق الطفولة التي يتمتع بها اطفال العالم .
يركض بالشوارع المزدحمة وسير السيارات غير النظامي وبعض سائقي التكسي بلا رخصة سياقة ولايتمتعون بضوابط المرور والسياقة فن وذوق واخلاق كلمني ولم اركز لملامحه لانهم كثيرون يملؤون التقاطع
بحثت في حقيبتي عن (خرده )لاشتري بها قطعة الكاكاو فلم اجد غيرة اجرة التكسي لانني انفقت كل مافي حوزتي من نقود للوصول الى عملي وجلب احتياجات بيتي .
وعجزت ان ارسم الابتسامة على وجهه ، وقبل انفتاح السير بلحضات تذكرت وجود هديه بسيطة في حقيبتي حصلت عليها من المهرجان السنوي للتربية الخاصة اقمته قبل يومين ابتهاجا بيوم الاحتياجات الخاصة  كانت الهديه مغلفة بغلاف براق تسر الطفل ان حصل عليها ، فرحت وانا اقدمها للطفل لجعله سعيدا اخذها الطفل وفتحها بسرعة واخرج مابها من جكليت وحامض حلو ونظر لوجهي مستغربا ومتفاجئا حيث كانت الهدية تحوي قناعا وجه وكان وجهه الطفل محروقأ بالكامل.. ليتني مت قبل هذا تحرك السير وضل الطفل واقفا مكانه .

 

 

 

شاهد أيضاً

الابتزاز الجنسي الالكتروني ..يتفاقم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

(ممكن سكايب…ممكن تفتح كاميرا…ممكن نمارس الجنس عبر الكاميرا…انا لبنانية اعمل بصالون حلاقة) هكذا تبدوا الخطوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.