الرئيسية / المرأة والمجتمع / الحرية .. و .. الحب .. ثمنهما كبير

الحرية .. و .. الحب .. ثمنهما كبير

كتب : عادل الجبوري 

 

إني لا عجب من الذي يظن الحياة شيئا و الحرية شيئا آخر ، ولا يريد أن يقتنع بأن الحرية هي المقوم الأول للحياة و أن لا حياة إلا بالحرية . الحرية هي الحياة ، ولكن لا حرية بلا فضيلة . و حياة بلا حب ، فهي حياة الأموات ، عندما يكون هناك حب حقيقي ، تتفتح امامك طرق السعادة و النجاح . الحرية و الحب من غير قانون ليست سوى سيل مدمر . هناك رأي آخر يقول : الديمقراطية لعبة خادعة ، إنها كلمة اخترعوها لتهدئة الناس ، لجعلهم يقبلون مؤسسة معينة تحكمهم ، جميع المؤسسات تغني .. نحن أحرار .. في اللحظة التي تسمع فيها كلمة .. .الحرية .. و .. الديمقراطية .. احترس لأنه إذا كنت في دولة حرة حقا ، فلا ينبغي لأحد أن يخبرك بأنك .. حر .. .
تعد .. الحرية. . من أهم الحقوق الإنسانية ألتي يجب أن تتوافر في جميع المجتمعات ومن غير .. الحرية .. لا يمكن أن ينهض العالم ، .. و بالحرية .. ينهض الفكر و الشعوب .. الحرية .. شمس يجب أن تشرق في كل نفس ، ولا يوجد أحد يحب ان تكون في يده قيود ولو كانت من ذهب . .. الحرية .. أثمن ما في الوجود لذلك كان ثمنها باهظ . أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك . و الله إني لا عجب من الذي يظن .. الحياة .. شيئا .. و الحرية .. شيئا آخر ، ولا يريد أن يقتنع بأن .. الحرية .. هي المقوم الأول للحياة و أن لا حياة إلا .. بالحرية .. نعم يولد الإنسان .. حرا .. ولكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد . لذا كلب حي خير من أسد ميت ، لأن .. الحرية هي الحياة ، ولكن لا حرية بلا فضيلة . ورب قائل ما هي حرية المرأة ؟ فأقول : ان حرية المرأة لا تعني أبدا تحررها من الملابس و الزينة التقليدية ، أن حرية المرأة تعني حرية الاختيار و حرية التفكير و حرية الحياة و حرية الانتخاب . هناك مقولة بقت خالدة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. يقول مارتن لوثر كينغ . . لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت .. هناك مقوله لمفكر عراقي يقول : لقد من الله علينا بثلاث في هذا البلد : حرية التعبير و حرية التفكير و المقدرة على عدم تطبيق أي منهما .. نعم ، من ينكر الحرية على الآخرين لا يستحقها لنفسه ، جمس آرثر يقول : الحرية لا تمنح و إنما يتم انتزاعها هي روح الإنسان و أنفاسه فكم ثمن هذه الأشياء ؟ هناك كلمة للكاتب محمد الماغوط يقول : لماذا تفرض على هذا الشعب التعس النبيل من محيطه إلى خليجه أقسى و أطول ،، حمية ،، في التاريخ : حمية عن الحرية ، حمية عن الديمقراطية ، حمية عن الحب ، عن الفرح ، عن التظاهر ، عن السفر ، عن العودة ، كأنه مصاب ،، بقرحة أبدية ،، وعليه أن يعيش إلى ما شاء اللة على الحريات المحمصة و البرلمانات المسلوقة .. لماذا ؟ . السعادة أحيانا ، وربما دائمآ لا تتطلب الكثير سوى بعض الحب و السخاء و قليل من الحرية . في غياب الحرية العاطفية ، يصبح الحب اغتصابا ، وفي غياب الحرية الدينية ، يصبح الدين ارهابا . وفي مقالة أخرى للكاتب . محمد الماغوط يتكلم بها عن العرب ساخرا يقول : ماذا يفعل هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟ لقد أعطونا الساعات و أخذوا الزمن ، أعطونا الأحذية و أخذوا الطرقات ، أعطونا البرلمانات ، وأخذوا الحرية ، أعطونا العطر و الخواتم و أخذوا الحب ، أعطونا الاراجيح و أخذوا الأعياد ، أعطونا الحليب المجفف و أخذوا الطفولة ، أعطونا السماد الكيماوي و أخذوا الربيع ، أعطونا الحراس و الاقفال ، وأخذوا الأمان ، أعطونا الثوار و أخذوا الثورة ، أعطونا الإرشادات والنصائح الدينية ، وأخذوا منا الحب الحقيقي و الإنساني . ما دام الفراق هو الوجه الآخر للحب ، و الخيبة هي الوجه الآخر للعشق ، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان ، يضرب فيه سعاة البريد عن العمل ، وتتوقف فيه الخطوط الهاتفية ، وتمنع فيه الإذاعات و الفضائيات من من بث الأغاني العاطفية ، ونكف فيه عن كتابة شعر الحب . ! منذ قرنين كتب .. فيكتور هوغو .. لحبيبته جوليات دروي يقول : كم هو الحب عقيم ، إنه لا يكف عن تكرار كلمة واحدة .. احبك .. وكم هو خصب لا ينضب : هناك الف طريقة يمكنه أن يقول بها الكلمة نفسها .. دعيني ادهشك في عيد الحب .. واجرب معك ألف طريقة لقول الكلمة الواحدة نفسها في الحب ،.. دعيني أسلك إليك الطرق المتشعبة الألف ، و أعشقك العواطف المتناقضة الألف ، وانساك و اذكرك بتطرف النسيان و الذاكرة ، واخضع لك و اتبرا منك ، بتطرف الحرية و العبودية .. بتناقض العشق و الكراهية .. دعيني في عيد الحب .. أكرهك .. بشيء من الحب .. وأخيرا وليس آخرا .. البلبل ، على ضعفه و صغره هو بطل الحرية ، عندما يودع في القفص ، لكنه لا يتوقف عن التغريد ، تحسبه يغرد طربا ليرضيك ، ولكنك لا تفهم ماذا يقول إلا أن يموت في قفصه غما او ينتحر يأسا . و أخيرا في نهاية القول : إن الحرية الحقيقة هي عندما ان تكون بلا قيود و لا ضغوط و لا استعباد ، عندها يكون الحب الحقيقي صادقا و بدون خوف ولا رقيب ، كل شيء يشترى بثمن إلا الحرية و الحب يصنع هما الإنسان بنفسه ، وهو قادر على ذلك ..

 

 

 

شاهد أيضاً

الابتزاز الجنسي الالكتروني ..يتفاقم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

(ممكن سكايب…ممكن تفتح كاميرا…ممكن نمارس الجنس عبر الكاميرا…انا لبنانية اعمل بصالون حلاقة) هكذا تبدوا الخطوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.