كتب : جمال عابد فتاح ـ العراق
تعتبر قصة حصان طروادة من اشهر تراث الادب اليوناني ( الالياذة ) حيث سردت الإلياذة قصة هذا الحصان فأضحى تعبيرا ورمزا منذ ذلك الحين عن فن الخداع والتآمر من الداخل لتفتيت وهزيمة الخصم .
حاصر اليونانيون طروادة منافستهم التجارية مدة تزيد على العشر سنوات ( 1193-1184 ق.م ) دون ان يتمكنوا من اختراق قلاع المدينة المحصنة , وتذكر كتب التاريخ ان طروادة كانت تقع غرب تركيا , وامام فشل القوة العسكرية كان لابد من التفكير بقوة الدهاء والمكر , فاقترح حينها اوليس ( اوديسيوس ) فيلسوف اثينا ومفكرها استخدام الحيلة ,وبعد الدرس والتمعن بالعادات والتقاليد الطروادية , وجد ان الحصان هو حيوان مقدس عند الطرواديين , فصنع لذلك حصانا خشبيا ضخما يتسع لداخله لعشرات الجنود الاشداء , فتم جر هذا الحصان والجنود اليونانيون داخله الى ابواب مدينة طروادة , واوعز الى الجيش اليوناني المحاصر بالانسحاب من مداخل المدينة .
فوجي الطرواديون بانسحاب اليونانيين , فانطلت عليهم الحيلة واعتبروا انفسهم منتصرين , فادخلو الحصان الخشبي الى داخل مدينتهم للاحتفال بالنصر المبين .
تجمع اهالي طروادة حول الحصان الضخم يرقصون ويغنون ويشربون ,حتى باتت طروادة جميعها سكارى بانتصارهم المزعوم , وما ان حل الليل حتى خرج الجنود اليونانيون من الحصان وتمكنوا من فتح ابواب المدينة من الداخل لتدخل اليها الجيوش اليونانية التي كانت قد عادت وتجمعت مع اول خيوط الليل على اسوار المدينة . وبذلك تم احتلال المدينة وحرقها بعد سبي سكانها بفضل خديعة الحصان.