كتب : ناصر زغير العبودي ـ العراق
طوال الوجود العثماني وما تبعه من وجود استعماري بريطاني على ارض العراق لم يعرف العراقيين شيعه وسنه رخاء بل كانوا عبابره عن اقوام تعيش على فتات مايعطي المستعمر وما يجود به من فرص عمل ان كانت بالشرطه او الليبي او بخدمات بلديه ووضيفيه وقد شهدت البصره اكثر مدن العراق هذا الصنف من العيش المر فكان كل شيء مملوك لبيريطانيا فالنفط لبريطانيا والعمال يعملون باجر مقابل الخبز ..وليس المستقبل والكهرباء كانت شركات بريطانيه ومن يعمل بها باسؤ حال والسكك الحديديه كانت ملك الشركه المتحده البريطانيه ويعمل مفوضا عنها صباح ابن نوري السعيد عماد العمالة لبيريطانيا انذاك والمواني كانت تدار بطريقه عجيبه فلا ضمانة عمل ولا حقوق بل كل شيخ يجبلب يوميا ٤٠٠ عامل من عشيرته حتى يفرغوا البضائع من على السفن ويكون التقسيم فلس للحكومه وفلس للشيخ وفلسين للعامل الذي بالكاد يستطيع انزال ٤ اكياس على دواسة متحركه من خشب بين السفينة والارض وكثيرا مايلقى حتفه بعد ايام او يشكل لان الاكياس كانت زنة ١٠٠ كغم غير اكياس اليوم الصغيره والميناء متخصص بالتصدير واللستيراد واقبال الناس للعمل به جوعا فقك فهو لايخرج بعد يوم عمل طويل بغير عشرة فلوس لاتكفي قوت يومه بينما الشيخ والدوله يربحون ربح ٤٠٠ فلس يونيا من جهد العمال ..من هنا باتت الناس التي لاتمتلك اراضي او اطيان او مصالح خاصه وهم الاغلبيه فلن تجد بالبصره كلها الا اسماء وبيوتات قليله من تملك خدما وحشما وقليلا من يملك اسما او بيتا يستحق ان يعيش به الانسان وهولاء نواب ومشايخ وملاك كبار اما العامة عامة اهل البصره وهم خمسة وتسعين بالمئه من سكنتها او اقل يسكنون بالتجمعات العشوائيه المرتفعه . …وحين نقول المرتفعه نعني الاماكن العاليه عن الارض دائما …والتي لايصل اليها الفيضان السنوي فالبصره كانت تفيض طوال العام ولا يتخلص من الفيضان الا من سكن المناطق المرتفعه فالعشار….كان يفيض ولم ينجوا من الفيضان الا مايسمى بسوق الهرج حاليا لانه مرتفع جدا . ولو اراد احدنا ان يرى فارق الارتفاع هذافليقف على الشارع التجاري وينضر الى سوق الهرج يجد انه لايستطيع الصعود الا اربع او خمس سلالم على الاقل ليصل الى هناك هذا الان اما امس فكان العلوا اكبر بكثير نتيجة الحاجه اليه الناس التي مهامها تجاريه وعماله تقتضي العمل بالعشار وحركة سوق البصره كانت تسكن منطقة الجبل اللخرى او المرافع الاخر وهي منكقة التميميه وكان حين يصعد الفيضان لايصل الى من هم فوق المرتفع ويعيشون بامان طوال فترة ارتفاع الماء كما ان الناس سكنوا منطقة التميميه ايضا من يعملون بكابس التمور وصناعة التمور مزدهره انذاك والنساء والرجال تعمل بالتمور من اجل لقمة الخبز ..كما ان بالتميميه وعلى حافة النهر المقابل لمقر مديرية الشرطه كان هناك ثلاث معامل معملين للسيارات الصغيره الخشابيه والتى تسمى باص خشب وباص خشب عماره كان مبير نسيا ويسير بين البصره وبغداد والمحافضات صيفا اما شتلء فيقطع الطريق بالفيضانات ويستعاض عنه بالجنائب التى تسحب بالرجال لان المحركات لاتوجد انذاك ..واسفل النهر بالقرب من شط العرب هناك معمل للسفن الخشبيه يمتلك هذه المعامل شخصيات كبيره ويديرها عمال هنود ومهندسين هنود ….والمفارقه ات وحدة الهندسة المدتيه بالسكك وهى وحدة هندسة كبيره لاتملك معامل ومحركات تشريح خشب او غيرها بينما هذه الشركات تملك كل المعدات الميكانيكيه لصناعة الاخشاب الصلبه كالصاج…وهو مايستخدم بابظان لدالسيارات انذاك كبر التجمعات الشعبيه فرض ان يكون البيت على المرتفعات صغيرا فهوا لايتعدى مترين مربعين من القصب يلتصق بجداد قصب الجاروالحياة الصعبه والعمل الدائم لايعطي فرضه للبقاء احياء طويلا اضافه الى انعدام الرعايه الطبيه تماما .. فكان الناس يموتون بعمر مبكر والحدود الوسط للاعمار كان ٢٥ الى ٣٠ سنه لايستطيع بعدها البصري عيشا ..من هنا الفقر وانعدام الوسيله بالوصول الى النجف لدفن الموتى فرض على الناس طقوسا واماكن لدفن موتاهم فكان البصريين اهالي جنوب العشار يدفنون موتاهم بالمنطقه المعروفه الان عبد الله بن على فهى منطقه مرتفعه لاتطالها المياه طوال السنه فكانت مقر دفن مميز للشيعه ويذكر بعض المورخين ان عبد الله ابن على . ليس ا مام كما يدعون بل كان قبطان سفينة تركي مات بالبصره وهو رجل صالح فدفنه من يعرفه بمقابر الشيعه .. اذن مقبرة عبد الله ابن على احد مقابر الشيعه انذاك ..اما سكنت التميميه وعشوائياتها فكان الدفن لموتاهم يتم بمطقة الجبل وهى المنطقه المعروفه بارتفاعها وسط المنطقه وكانت مقبره كبيره تضم المئات من القبور والاحياء السكنيه حولها وارتفاعا للشرق وعبد النهر الموصوف والذي كان تتوزع على شاطئه معامل النجاره للسفن والسيارات كانت عبره عشوائيات الخندق وهى غرب معامل تغليف التمور والتي يعمل بها المئات وهى مصدر رزقهم الدائم و٦لى الشرق منها تكون هناك مقبرة الانكليز وهي مقبره نضاميه لايالفها الشيعه لبسطاتهم وهى مسيجه واستعلامات وحرس وقبور نضاميه ويبدوا ان اسم الانكليز كان امتداد لدفن المسيحين بالبصره فقد استمر دفن المسيح فيها حتىبعد رحيل الانكليز وهى ارض مشترات ومسيجه لايجوز العبث بها على خلاف مقابر الشيعه العشوائيه التى هدمت كالخندق وعبد الله ابن على واذا اتجهنا شمالا نجد ان هناك تجمعات وعشوائيات انتشرت على غرب الطريق الرابط بين العشار والمعقل والسبب هو ان الطريق كان مرتفعا يلبي حاجات السيارات بالفيضان فهو مرتفع مافيه الكفايه وامن ويحد من فيضان شط العرب الى الجانب الاخر لذا تجمعت العشوائيات هنا بمنطقة كانت تسمى الاريف او الجنينه جاليا ولكن خلف الطريق العام وسكان المنطقه هذه يعملون بالمواني وخدمات السفن في المزلق وحوض التصليح للسفن البريطاني انذاك لذا يسكنون قريبا عن اماكن العمل والسكن معروف الدار لاتتعدي ٣ امتار مربعه بكل الاحوال ومن القصب اما الماء فان الناس ياتوا به من شط العراب النساء وقبل طرد المستعمر بسنتين تم توزيع حنفيات ماء عامه للمنطقه بحدود خمسين بيت لكل حنفيه ذات اربع رووس وهي من الحديد الصلب وتصب با ربع اتجاهات وهى جميله اذا قيست حينها بشيء …قلنا ان ثقل السكن للعمل بالمزلق وتصليح السفن وايضا بالعمالة بتنزيل البضائع شكلا ثقلا بشريا هائلا …ولكنه فقير معدم فكان لابد من مدافن لموتاهم فاختاروا المنطقه السكنيه المعروفه بدور الهنديه ومدينة الالعاب الحاليه موضع لمقابرهم وهنا دفن اجدادنا …وحين نتجه شرقا باتجاه كرمة على نجد ان هناك تجمعات فرضت نفسها او فرضتها سلطة العمل فالسكك الحديد موسسه نضاميه قامت ببناء دور لمنتسبيها من الفقراء والدار عباره عن غرفتين وحنام ومراقدفق وحديقه وهذا انجاز مذهل ونتج عن هذا تجمع سكاني عمالي ونقابات بدات تطالب بحقوق واتضحت الرويا لدى الناس من بصيص امل … اما عمال السكم الذين يعملون بها ولم يحصلوا على دور فقد سكنوا عشوائيات سميت بشط الترك وهى مئات الدور من القصب سكنها عمال السكك والمواني على حد سواء اضافه لاصحاب المصالح البسيطه من الفقراء وكانت عباره عن احياه تضم الصابئه والشيعه على حد سؤا فكان النهر للغسل والشرب والطقوس فقد كان الصابئه باعيادهم تراهم منتشرين على جوانبه يرتلون الكتاب ويسبحون نساء ورجال والشيعه ينضرون لهم بحرمه ..وبعد القداس يدخلون البيت لمدة ثلاث ايام بعدها نذهب لمعايدتهم …وبقينا طويلا على هذا الحال حتى اتى عبد الكريم…ونقلهم الى منطقه بالجمهوريه خاصه بالصابئه احيطت بنهر خوفا من العبث بنعتقداتهم لان البيت الذي يرمى عليه شيء حي . .لابد ان يسبح كل البيت تطهرا ولو بعز الشتاء …اذن النهر او شط الترك كان مصدر الغسل والشرب وكل شيء حتى قبل طرد بريطانيه بسنه امتد الماء بحنفيه ذات اربع رووس والمراءه تلزم سره لتملي قاروره ساعه الى ساعتين للشرب .. فرض هذا التجمع على الناس ايجاد مقابر فكانت مقبره بتلسكك على نهر المالح لاتزال موجوده ومقبره ازيلت بعد انشاء الاكاديميه لانها ببوابتها ومقبره مكان حي المثلث وحي الجمعيات التابع لاسكان المواني وهى مقبره كبيره لدفن الشيعه ولم تكن مشترات او تتبع لجهة مهنيه فهدمت واستبيحت حرمات الاموات بينما اسفله للداخل هناك مقبره للصابئه وهى متداخله مع مقابر الشيعه ومشترات من الوقف الصابئي ومسيجه جيدا وبوابه وحارس لاتزال المقبره قائمه وكل ما استطاعه المتطاولين عليها هو بناء محلات حول السياج الخارجي فاصبح باب حمايه ولم تحل مشاكل الشيعه والدفن العشوائي الا بعد بزوغ نجم عبد الكريم قاسم رحمه الله ففور ان تولى السلطه سيطر على شركة السكك واعادها لخدمة الدوله وطرد اصحابها ككل الممتلكات الاستعماريه التى اممها بالنفط والكهرباء والنقل والطيران والجيش والتربيه فكان عد المشتشارين البريطانيين بالتربيه اكثر من المعلمين لسلب الناس ثروتهم .. من هنا خصص عبد المريم قاسم رحمه الله العجله الاخيره بالقطار لنقل الموتى من البصره الى الديوانيه مجانا …ولم يتبقى على اهل المتوفي سوى دفع الاجره بين الديونيه والنجف وهى بسيطه كما ان الناس حصلت على مال جراء التعيينات والعمل المربح فكان عبد الكريم رحمه الله باب معرفة الشيعه للدفن بجانب امامهم