شعر : حمزه راضي الفريجي
في المقهى
لا أرى سوى
جمر المنقلة
ودخان خشب الأثل
في الزاوية اليمنى
دس جسده المغزلي
على عتبة الباب
الرئيسي
رائحة ألأحذية المطاطية
دخان سجائر اللف
رائحة الأجساد
تثير حساسية الربو
سعال قصبي
صوت همهمة
نوح
بكاء عويل
أمرأة تجوب المقهى
على متنها
طفل رضيع
يتناوب في البكاء
مع ضربات كف أمه
على ظهره الطري
عجوز يتربع القنفة القديمة
يحجزها له
يعزف بناي قديم
ورثه من تومان
بربع قنينة خمر باردة
يترع جرعة خمر
ويعود للعزف
غنى بصوت خفيض
أغنية ،، من تزعل ،،
لرياض أحمد
أعطاه صاحب المقهى
خمسة دنانير
وماتبق من لفة الفلافل
بعد مضغه اللقمة الأخيرة
أعطاه قدح شاي
وشعل له آخر سجارة
في باكيته الفايسوري الأحمر
اخذ نفس عميق جدا
لم يخرج منه دخانا
إلا ما ندر
أتكئ على عصاه
وودع الجميع
بأخر صيحات العمر
وداعا
ربما نلتقي
غدا
أو بعده
ملفات
قبل نهاية الطريق
أنحنيت
أدرت حقيبتي إلى الأمام
أخرجت أربع ملفات
رتبتها
الأول
ملف تقاعدي
بعد خدمة
ثمان وثلاثون سنة
لم يبق منها سوى الأوراق
وشهادة دبلوم
وقع عليها عرقي المتصبب
الملف الثاني
ملف ولدي الكبير
خريج كلية العلوم
بدرجة أمتياز
لم يوظف لحد الآن
الملف الثالث …
لبنتي هبه
مهندسة
وقود وطاقة
ألآن متزوجة
كربة بيت
والملف الرابع
منجزي الخامس
المسمى ،، وجوه ،،
منضد وكامل
يحتوي ثلاثين قصيدة
سيطبع لاحقا
على نفقة أتحاد
الأدباء والكتاب
في البصرة
أصبحت حمالا للملفات
من الحياة
ألى الممات
حمزه راضي الفريجي