الرئيسية / آراء حرة / ظاهرة التنمر في المجتمع وتجذرها

ظاهرة التنمر في المجتمع وتجذرها

كتب : راهي العلياوي ـ العراق 

 

التنمر ظاهرة عدوانية تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فرد او مجوعة افراد في اغلب المجتمعات البدائية والحضرية .
كثيرا ما كنا نلعب ايام الصبا والشباب في الاحياء والعبنا تتمثل بما ورثناها من موروثنا الاجتماعي الذي ورثناه وفي الغالب ما نكون على شكل مجاميع ولكن في اغلب العبنا نرى بروز شخصية يفرض تنمره على المجموعة بمايحلوا له وما يصور له عقله وشخصيته على اساس خلفية تربيته وسلكه في الوسط الاجتماعي والعائلي اولنزعته العدوانية المتوارثة من نشأته الاولى .اذا اردنا ان نطلع عن كثب لظاهرة التنمر نجدها متأصلة في المدارس او هي الحاضن الرئيسي لمثل هكذا سلوكيات واصبحت متجذرت في سلوكيات اغلب الطلبة واغلبهم يطبقها بقصد او دون قصد لاكتساب السلطة والتسلط على حساب شخص اخر بتصرفاته بالتنابز بالالقاب او الاسأت اللفظية بالتوبيخ والاغاظة والشتائم وهذا يطلق عليه الباحثون بالتنمر الغير مباشر .وفي اغلب الاحيان تصل الى الاحتكاكات الجسدية او تكون على شكل تعابير بالوجه او الاشارات الغير لائقة وغلبا ما يطلق عليه التنمر المباشر وهناك مسميات اخرى للتنمر مثل التنمر الاجتماعي وعلى اساسه يمكن ان يترك الفرد وحيدا دون صحبة وكذلك التنمر الجنسي وما تحصل من ملامسات والفاظ بذيئة تخدش الحياء وفي العصر الحديث ونتيجة التطور وظهور الانترنيت ومواقع التواصل ظهرالتنمر الالكتروني وغالبا ما نرى او نسمع تصرفات عدائية تنيل من اشخاص الهدف منها ايذائهم .
التنمر في كل حالاته يتم تطبيقه على الطرف الضعيف بشخصيته وتركيبته الجسمانية وجماليات روحه واناقته بالتالي يقع عليه الفعل الاكراهي المؤلم …
انها ظاهرة سلبية حيث اثبتت الدراسات الحديثة لبعض الباحثين ان اغلب الطلاب الذين يهربون من المدارس والمتغيبين يعانون من هذه الظاهرة التي تمارس عليهم من المنتنمرين وبعض الاحيان من مدرسيهم نفسهم في الفصول الدراسية مما يترك اثار سلبية في نفوسهم تصل بهم الى الانعزال او يلجاء الى العنف وتتحول شخصيته من شخصية ودودة الى مائلة للعدائية وتبرز على وجوههم حالات الاضطراب والخوف .
بالتالي اغلب المؤسسات التربوية قامت بمعالجعة هذه الظاهرة السلبية ودراستها والوقوف عندها ومعالجة مسبباتها والعمل على ديمومة التواصل بين المؤسسة التربوية والعائلة مما يساعد لحل السلبيات بين المحيطين العائلي والتربوي .
وفي نفس الوقت التأكيد على مراعاة تنشأة الطفل بصورة صحيحة وبناء شخصيته وكذلك التأكيد على دور العائلة وبناء علاقة صداقة بين الاباء والابناء من اجل ايجاد حلول ومعالجات وزرع الثقة بينهم .. .

شاهد أيضاً

عـلمـاء غيـروا وجـــه العـالــم (( فيثاغورس ))

 كتب : جمــال عـابـد فتـاح ـ العراق المعروف عن الحياة الخاصة لعالم الرياضيات والفيلسوف الاغريقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.