الأضواء / تقرير / عادل أحمد الجبوري
من بوابة جامعة البصرة و من مدخل مركزها الثقافي انطلق هذا المشروع الإبداعي و الإنساني و الاجتماعي المميز ، فالجامعة ركنا أساسيا للعطاء الاجتماعي و دورها هنا هو دور للاشعاع و التغيير و بث استمرارية العمل في بناء الإنسان . و من منطلق هذا الدور الذي يسعى لبناء علاقة مجتمعية واعية بين الجامعة والمجتمع ، بدأ المركز الثقافي فعله العملي الديناميكي للنهوض بالمسرح في محافظة البصرة ،
عملنا كفنانين يستند على التعاون و الوقوف معا كمسرحيين و مؤسسات و شخصيات أدبية و مثقفين نمثل محافظة البصرة بثقافتها المتنوعة و أطيافها التي تعيش بوئام و إحترام و رقي ، كلنا سنقف و نتصدى للجهل و التخلف ولن نقبل بالتراجع أبداّ ، فالمسرح ثقافة و الثقافة رقي شعب ، ورجالات هذه الثقافة قادرين بل عازمين على منحها تاريخاً حقيقيا ينشر الأمان و السلام و المحبة كمعلم حضاري إلى العالم أجمع .
هنا لابد لي أن أشير إلى عراب أيام البصرة المسرحية برنامج حكايتي مع المسرح . . الأستاذ الدكتور عبد الكريم عبود مدير مركز الثقافي لجامعة البصرة ، الذي عمل جاهداً بظهور هذه الأيام المسرحية بالرغم جائحة كورونا و الظروف ألتي تعانيها محافظة البصرة ، استطاع بثها على التواصل الاجتماعي في برنامج خاص باستضافة نخبة من فناني الرواد و الشباب في مجال المسرح البصري وهي خطوة فريدة انفرد بها الدكتور عبد الكريم عبود بجهود مضنية مع إخوانه في المركز الثقافي و بإشراف الدكتور الكبير ابن البصرة رئيس جامعة البصرة الدكتور سعد شاهين ، الذي كان دائما. كريما بمساندة و مساعدة الفن والفنانين و المثقفين في عموم محافظة البصرة ، وهذا هو ديدن المبدعين في كافة المجالات في هذه المحافظة المعطاء من القدم .
وجب عليه أن أوضح أهمية المسرح و تأثيره على المجتمع بالكامل .. يسمى فن المسرح بأبي الفنون وهذا دليل على رفعة مكانته و أهميته ، فكثيراً ما تتداول بين الناس مقولة ( أعطني خبزا و مسرحا أعطيك شعباً مثقفاً ) وهو يسهم في تمثيل الواقع ، وعكس كل ما يحصل به ، حيث يمثل جميع القضايا التي تحصل في المجتمع بصورة واضحة أمام الناس ، كذلك يحل فن المسرح كثير من المشاكل الاجتماعية ألتي يعاني منها المجتمع ، فهو يكشف الغطاء عنها . ويقدم للناس بعض الحلول ويزيد نسبة الوعي لدى المجتمع لما يدور فيه من أمور مختلفة تمس نمط حياتهم . كذلك يعد فن المسرح نوعاً من التسلية و الترفيه عن النفس ، فيقضي الناس بعض أوقاتهم لمشاهدة هذه المسرحيات الترفيه عن أنفسهم و بعث نوع من الراحة من الضغوطات الكثيرة للحياة و اشغالها . كذلك يعالج المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع . ويساعد المفكرين و أصحاب الأنظمة و الأفكار المتحررة على نشر أفكارهم بين الناس و وتوعيتهم خاصة من الناحية السياسية . فكثير من المخرجين كانوا يعكسون رفضهم للسياسة و نظام الحكم عن طريق الفن المسرحي .
ان سبب اختياري للتحدث عن الفن المسرحي أنه أساس انطلاق الفنون الأخرى ، و هو الفن الذي اعتبره من أصعب الفنون حيث إنه الفن الذي يجمع كل الفنون الجميلة من تشكيل و موسيقى وسينما وهندسة ديكور و إضاءة .
فكل الشكر و التقدير والاحترام إلى القائمين عن هذا التجمع الفني من أجل خلق مسرح بصري عراقي متطور ، وشكر موصول إلى رئاسة جامعة البصرة المتمثل برأسها الدكتور سعد شاهين و الدكتور المجد و المثابر عبد الكريم عبود مدير مركز الثقافي لجامعة البصرة وكافة العاملين في مجال المسرح في مدينة العلم و العلماء و الفن و الفنانين و الشعراء والمثقفين .