الأضواء / تقرير / زهراء العيداني
خلف أبواب مغلقة , تقبع معاناة خفية , لا تستطيع صاحبتها الإعلان عما يؤلمها أو يزعجها , كيف وهي من ارتضت أن تتسبب في ذلك بنفسها , إذ وافقت أن تكون زوجة ثانية .. لقد أولى ديننا العظيم الرعاية والعناية لكل امرأة مؤمنة , وأمر بإعطائها كل حقوقها كاملة غير منقوصة , وأمر برعايتها والرفق بها . وربما كانت تلك الزوجة الثانية مطلقة أو أرملة , لها تجربة في الحياة قاسية , وأرادت من زواجها تحسين ظروفها, وطاعة ربها , والاستمرار في إكمال دورها كزوجة صالحة وأم صالحة وصاحبة مسئولية مؤثرة .
أولا : قد يسعد الزوج بالزوجة الثانية في أول الزواج , وتكون عنده مفضلة على الزوجة الأولى باعتبار أن كل ما هو جديد جاذب , ولكن بعد فترة زمنية من الزواج ومشاكل الحياة تصبح الحياة الروتينية هنا مثل هناك , ففي هذه الحالة عليها أن تعلم أنه في كثير من الأحوال يرق الزوج لزوجته الأولى , فعليها ألا تصدم من ذلك وان تتوقعه , وأن تستقبله بروح طيبة , ولتعلم أنه إذا لم يكن به خير في بيته الأول فلن يكون به خير في بيته الثاني , فلتأمره بالعدل معهما , وبالرفق مع زوجته الأولى , وتهيىء نفسها لحياة مستقيمة بينهما معا .
ثانيا : عليها أن تعلم أن الحياة الزوجية التي رسمها الزوج معها والسعادة التي بات يحلم بها بعد قراره بالزواج منها قد تتحقق فعلا وقد لا تتحقق , وهذا الأمر يعود إليها إلى حد بعيد , فيمكن لها أن تجعل بيتها سعيدا , وربما جعلت هذا الزوج يندم على ارتباطه بها , ويتمنى أن يرجع به الزمن إلى الوراء آسفا على ما فعل , فالزوجة هي سر سعادة البيت , فلترتب لنفسها من البداية على طرائق في استمرار السعادة , واول وأهم هذه الطرائق هي الحكمة , وكبت الغيرة , وطلب العدل , وكل ذلك لا يأتي إلا بالتقوى والعلاقة بالله سبحانه .
ثالثا : على الزوجة الثانية أن تعلم أنها في نظر الزوجة الأولى دخيلة عليها , لأن الزوجة الأولى تؤكد دوما أنها هي التي بدأت مع الزوج طريق حياته خطوة بخطوة حتى علا شأنه ووصل لما هو فيه , ولم يخطر ببالها ولم تتخيل أن تأتي إنسانة فجأة وتهدم كل التي قامت ببنائه .
حيث ارتأت الأضواء أن تسلط الضوء على ظاهرة الزاج الثاني وتداعياتها للوقف على اسباب المشكلة .من خلال هذا التقرير .
بدايات حياتنا الزوجية جميلة جداً
ووضح ( محمد ) لقد تزوجة منذ اكثر من (11) عاماً يقول : كانت بدايات حياتنا الزوجية جميلة جداً وعشت أجمل لحظات حياتي ولكن بعد أن اشعرت أن زوجتي بدأت بالإهمال لبيتها واطفها الاربعة وعدم الاهتمام قد يكون عجز منها أو تقصير بسب أو بدون سبب تشعر أنها تخدم اطفالها فقط وتهمل واجباتها الزوجية وبنظريتها عدم الانفصال الزوج عنها بحجة وجود الاطفال ، رغم محولاتي إليها أن نبني اسرة سعيدة بدون أي مشاكل ولكن عجزت في ذلك بسبب تشددها جعلنا أن افكر بالزواج الثاني من أجل ابحث عن سعادتي وراحتي وامرأة تلبي احتياجاتي الضرورية ، وبعد أن تزوجت من امرأة ثانية بدأت الزوجة الاولى بمضايقات الزوجة الثانية وتسسب مشاكل إلينا عديدة وأنا لست بصدد الطلاق منها ولكن لي ( اربعة اطفال ) فيما بعد تحسنت تصرفاتها معي في سبيل الانفصال عن الزوجة الثانية وبدأ التهديد من قبلها ترك اطفالي أو الانفصال من الزوجة الثانية ، وهذا الامر يضعني في تشكك بانها طيلة (11) عام كانت تسير حياتي معها مشاكل زوجية لا ترحمني وعندما تزوجت تحسنت تصرفاتها وبدأ تغيض زوجتي الثانية وتضايق حياتنا الزوجية وتخلق مشاكل ما بيننا .
أنا ارفض من الزواج الثاني ..؟!
إما ( نور ) متزوجة منذ (15) سنة ، ولها ( طفلين ) تقول أنني الزوجة الاولى تزوجت وانا صغيرة السن دونما اعرف ماهية الحياة الزوجية ولكن كنت اكره هذه الحياة وشعرت بالملل والكلل مع زوجي وانا ارفض من الزواج الثاني من قبل زوجي ، وعند سؤالنا إليها حول عندما ترفيضين من الزواج الثاني لماذا لا تتصرفين معه بمعاملة جيدة وحسن التصرف في حياتكم الزوجية ، اجابت ، الامر ليس بيدي وإنما أنا اجبرت بسبب لي طفلين لذلك صبرت على هذه الزواج ( التعيسة ) وتشأمت من حياتي لذلك امنعه من الزواج من امرة ثانية .
السيدة نجوى – مدرسة قالت : كل من يتزوج على زوجته دون أسباب حقيقية فهو خائن ، ألا يكفي المرأة ظلما من قبل الرجل لتكافأ بنهاية مشوارها بزوجة ثانية تركنها على الرف لمجرد أن تكون حلا لمشكلة اجتماعية عليها المساهمة فيها بقبول مقاسمة امرأة أخرى لزوجها وحياتها ومشاعرها وأحلامها ؟ إلى متى ستبقى المرأة تلعب الأدوار المزدوجة : هي الحل وهي المشكلة بآن معا ؟
السيد منير بدر موظف قال : في فترة ماضية مرت على مجتمعنا كانت الزوجة الثانية أمرا مقبولا ترضخ له الزوجة لانتشار مفاهيم وقيم اجتماعية كانت سائدة وقتها تؤيد ذلك وتعززه وكان الزوج يبرر فعلته بأنه مطلب شرعي أباحه الدين له متناسيا أن الشرع وضع شرطا صعب التحقيق وهو العدالة ولكن امرأة اليوم تغيرت عن الأمس فقد أضحى لها كلمتها ورأيها السديد النابع من ثقافتها وشخصيتها المكتسبة من دخولها معترك الحياة وإقبالها على دراسة مختلف التخصصات العلمية فبعد كل ما وصلت إليه نريد إعادتها إلى عصر الحريم من جديد بقبول امرأة أخرى في حياة زوجها بمبررات واهية ؟
مقبول .. بشروط
السيد يوسف -ح أعمال حرة قال : يجب على الرجل أن يبحث عن مبررات مقبولة وصادقة لمسألة زواجه الثاني كأن تكون الزوجة مريضة أو غير قادرة على الإنجاب أو لأي سبب آخر معقول على أن تبقى حقوق الزوجة الأولى محفوظة وألا تهان كرامتها وتكون موافقة على هذا الزوج – وهذا أمر قد يكون صعبا جدا – أو رافضة له وتطلب الانفصال وهنا ستقع مشاكل أخرى كالتفكك الأسري والظلم للزوجة والأولاد على حد سواء .
وطهي وكذلك غسيل وجلب ما يحتاجه المنزل من تجهيزات مادية لاستمرار الحياة ، إن الزواج فيه كل ما ذكر ، إنه إيجاد أفضل الطرق التي يجب أن تتبع خلال رحلة هذين الزوجين والتي الهدف منها أن تكون طويلة ولذلك على الزوج معرفة حقوق زوجته وواجباتها والزوجة عليها فعل ذلك وإن معرفة الحقوق والواجبات هي بداية حياة هانئة وتربية الأولاد جزء لا يتجزأ من الزواج ولكنها ليست الهدف منه ، نعم هناك الأطفال وهناك الزوجان ومتطلباتهما البعيدة كل البعد عن متطلبات الأولاد فهما بحاجة لفترة هدوء يعيشانها معا وهنا تقع على الزوجة مسألة تدبير هذه الفترة وعليها ألا تثقل كاهل الزوج خلالها بمشاكل البيت . إن وجود هذه الفترة مهما صغر الوقت خلالها كفيلة بإيصالهما إلى التوافق الزوجي الصحيح وعسى أن يكون هذا التوافق ركنا أساسيا من حياة كل زوجين لينصرفا معا لتدبير أمور الحياة وبالتالي النهوض بالمجتمع والعمل على تقدمه .