كتبت : شذى عبدالله الطه ـ سوريا
كتبت المقدمة:
لطالما كانت للحروب أثرها الهام على المجتمعات والدول بدءاً من حروب ما قبل التاريخ إلى الحرب العالمية الثانية التي رسمت ملامح الجغرافيا السياسية والعالم الجديد بغض النظر إن كانت سلبية أو إيجابية أو إن كانت أدت هذه الحروب إلى ردات فعل سلبية أم إيجابية (كما الحرب العالمية الثانية التي دمرت ألمانيا تماماً حتى قال البعض: اليوم ألمانيا لا تصلح سوى لزراعة البطاطا، رأينا رد فعل الشعب الألماني ووعيه أدى بألمانيا بعد عشرة أعوام لتكون الدولة الأولى صناعياً على مستوى أوروبا ، وكذلك الأمر ما حدث في اليابان بعد تعرضها لهجومين نوويين)
وما نشهده اليوم من نكسات أقتصادية وعلمية و إجتماعية وحتى أخلاقية في الشرق الأوسط عامة والعالم العربي خاصة ما هي إلا نتيجة وقع الحروب الخارجية المفتعلة والتي سميت “الربيع العربي”
لكن هل ما نحن فيه الآن هو نتيجة الحرب فقط
أم كنا السبب في ذلك بشكلٍ أو آخرعم، لا نستطيع أن ننكر أثر “الربيع العربي” وما لحقته من تبعيات على سوريا كفرض العقوبات الإقتصادية وقانون “سيزر” وقانون “قيصر” والقضاء على النشاط السوري التجاري الدولي عبر إغلاق الحدود وخروج سوريا الحيوية (مناطق الثروات الباطنية والتي تعتبر خزان سوريا من النفط والغاز والثروات الباطنية الأخرة) من سلطة الدولة السورية عدا عن إنشغال سوريا حكومةً وشعباً بهذه الحرب وعدا عن المصاريف الهائلة التي كُلفت الذي أدى إلى تدهور في الوضع الإقتصادي للدولة السورية والتي أنعكس بشكل مباشر على الوضع المعيشي للفرد
لكن هل كان “للربيع العربي” هذا الفوضى المفتعلة أو ما نستطيع أن نسميه المسرحية الخارجية على خشبة الوطن بأدوات داخلية خسيسة والتي لا نعرف بعد كم فصل لهذه المسرحية والتي أشبه بحفل جنون، هل كان له كل السبب فيما نحن فيه اليوم
لا، فهناك من كان الضعيف الذي أنحرف نحو الفساد واصتاد في الماء العكر وهنالك من وجوده في المكان غير المناسب له أدى إلى الفشل
ونحن هنا في صدد تسليط الضوء على بعض النقاط الهامة والتي أدت إلى التدهور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والأخلاقي والتي ما كانت للحرب كل السبب فيها أنطلاقأً من الواجب بغية إصلاحها .