الرئيسية / المرأة والمجتمع / المرأة والمُجتمع الشرقي

المرأة والمُجتمع الشرقي

كتبت : نرجس العذاري  ـ النجف 
مازال المُجتمع يضع العقبات أمام كُل أمرأة، وهناك مُجتمعات تسلب حقوقها، وأيضًا هُناك من يعتبرها مُجرد سلعة لرجالٍا ليسو سوى ذكور عديمي الرحمة، “ومِنها العُنف الأُسري لما لم تفعلي هذا؟ أُغربي عن وجهي ياوجه الفقر”
بعضُ العِبارات التي تسمعها أغلب الشابات إن كانوا صغيرات، مُراهقات أو حتى مُتزوجات.. وهنا أتكلم عن مُعاناة المرأة في الشرق الأوسط، لايعلم العالم عن معاناة المرأة وهمومها، دائمًا مايسعى المُجتمع وراء تغريب المرأة سلوكيًا وثقافيًا يعتقدون السكوت علامة الرضا، يعتقدون أن الصمت عن المطالبة بحقوقها يعني أنهن سعيدات في حياتهن ولايُعانن، وإذا تجرأت وعارضت على شيء تُصبح قليلة أدب وعديمة حياء لايوجد إنصاف، لايعلم المُجتمع حتى الفتيات في صغرهم يعانون من العُنف الأسري وأحيانًا مايؤدي هذا العُنف إلى هروب الفتاة من العائلة أو إصابتها بالإكتئاب وكل هذا لأنها أنثى! يضنون أن حقوق المرأة ماهي إلا مجرد ترهات تهدف إلى تمرد الأنثى على مُجتمعها ودينها، بينما هي فقط أرادة للمساواة
“أنتِ مُطلقة” جُملة نسمعها غالبًا وبداعي السُخرية يقولونها ويظنونها بسيطة، ألا يشعرون هذه الفئة من الناس مدى ماتُعانيه المرأة المطلقة؟ تضيع حقوقها بين ذكرٍ يُسمي نفسهُ برجل ومحكمة شرعية؛ تُأخر الأحكام لتَضيع حقوقها وسنوات عُمرها، في نظري الشخصي ليس كل امرأة مُطلقة هي السبب وراء طلاقها، فبعد الطلاق مباشرةً تقع عليها موجة من التنظير بإنّها كان يجب أن تستر على شوائب الزوج و تبقى في علاقة الزواج هذهِ الطلاق هو حالة وممكن أن يكون سببها الطرفين وليس طرفًا واحدًا فقط. والحياة الزوجية مليئة بالأسرار ولا أحد يعرف عنها شيئًا، ويشك في قدرات المرأة العقلية ويحرمها من حقوقها الأساسية ويضع اللوم دائمًا عليها وخاصة مسألة الطلاق. لكن أريد أن أقول: إن التخلف والجهل هما السببان الرئيسان لنظرة المجتمع إلى المرأة المُطلقة نظرة سلبية ويجعلها تُعاني من ضغوطات معنوية ونفسية من طرف المجتمع، وقبل أن نتهم المرأة المُطلقة علينا أن نسأل أنفُسنا ماذا قدَّمنا لها لنحميها وندافع عن حقوقها؟ وماذا قدَّمنا لها لتوعيتها وإرشادها؟ ولْتكن غايتنا ليس التَّرويج للطلاق، فهو أبغض الحلال عند الله، ولكنَّه الحلال الذي أحلَّه الله، والحلُّ الذي وضعهُ الشارع للرجل وللمرأة حين تستحيل العشرة بينهما لكن من جانب آخر سبب الطلاق القصور حيث عمرها لم يتجاوز الحادي عشر لتراها ترتدي فُستانها الأبيض ووجهها يكسوه معالم الحُزن ولاعائلة تهتم ولامُجتمع يرحم من سوء الظن، لايعلمون عن مشكلة زواج القاصرات، والإجبار فقط من أجل مصالح ابٍ أو عملٍ أو أي كان السبب، لايعلمون مايتبعه من مشكلات تُعانيه الفتاة بعد زواجها وكل هذا لأنها أنثى!
“التفرقة” عندما ترى فتاة وفتى يمسكون أيدي بعض أو يحضنون بعض.. ماذا تقول أو ماذا يقول المجتمع؟ ماهذه الفتاة ألم تربيها امها؟! إن هذه الفتاة عديمة الشرف؟! قليلة أحترام؟! كل الكلام تتلقاه الفتاة من غير تفكير هل فكرنا إن كان أباها؟ هل فكرنا إن كان أخاها؟ لا؛ لانحتاج التفكير علينا سوء الظن والقذف فقط حسنًا لن أعترض لكن ماذا عن الشاب ياناس! هذه إحدى معاناة التفرقة بين الأنثى والذكر، الكلام والقذف يأتي للأنثى لكن الشاب المشكلة إن أخطئ فهو شاب.. أين المنطق بهذا؟ يأتون ويقولون الدين حسنًا أنا لن أتدخل، فالأمور الدينية لكن حسب ماتعلمت في دُنيتي وديني أن الشيء الحرام حرام على الأنثى والذكر وليس فقط على الأنثى وعندما ذكر العقوبة لأي من المعاصي ذكرت؟ للأنثى والذكر أيضًا فحتى الدين يرفض هذا!
“معاكسة وتحرش”
التحرش الجنسي و أن سئلت المجتمع عن هذه القضية فقد قالوا “لو لبست لباس ساتر لن تتعرض إلى أي مضايقة” حسنًا سأقف مع هذه العبارة، لكن لو سألت إحدى المُنقبات هل تعرضتي إلى أي تحرش؟! فيكون ردها كالتالي: أن كنت مُحجبة أو غير مُحجبة أو مُنقبة ستتعرضين إلى التحرش والمضايقات بكل الأحوال حسنًا أيها المُجتمع الجميل هل المُنقبة أيضًا لباسها غير ساتر؟ هذا غريب نوعًا ما والذي يخلق عذرًا كالتالي: “لقد أمر الدين الأمرأة بالتستر” ردي ببساطة إلى هؤلاء “والدين أمر أيضًا بغض البصر” الأنثى لها حريتها أن ترتدي الحجاب أو لا، أن ترتدي النقاب أو لا، أو حتى لاترتدي أحدهم، لها الحق أن ترتدي أو تفعل ماتريد كما لذكر ذلك الحق المجتمع لايريد منا أن نخرج من ذلك القفص أو المربع الذي نحن محبوسين به لايريدون أن نرتقي قليلًا بفكرنا يريدون منا أن نتشابه، لا يريدون أن نكون نحن، فنحن لسنا سوى قطيع بنظرهم وعلينا أن نتشابه بكل شيء، بكل فكرة بكل تصرف، يعرفون كيف يعارضون على الحجاب والنقاب، كيف يقذفون بالفتاة عندما يروا تصرفًا سيء بدل من النصح، كيف ينظرون للمظاهر فقط وكيف يسخرون ويستهزئون، أصبحت الفتاة إذا بلغت الثلاثون ولم تتزوج تعني عانس وإذا طلقت يعني هناك عيب فيها، لكن لايعرفون كيف يعار.

شاهد أيضاً

الابتزاز الجنسي الالكتروني ..يتفاقم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

(ممكن سكايب…ممكن تفتح كاميرا…ممكن نمارس الجنس عبر الكاميرا…انا لبنانية اعمل بصالون حلاقة) هكذا تبدوا الخطوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.