كتب : كاظم شلش ـ العراق
قصيدة الشاعر الكبير.. ابراهيم علي بدوي/السودان
قصيدة الشاعر الكبير.. امل دنقل/ مصر
قصيدة الشاعر الكبير.. محمد البقلوطي/تونس
(الاموات يتحدثون)
شعراء لاتزال حروفهم بيننا وان رحلوا..
بعد موت الجسد يعني هناك روح ويعني هناك حياة
في يوم ولادتي لااعرف من فرح ومن ارسل التهنئه
اصلا.. انا لايعنيني ولايهمني الامر البته
ولكن.. انا أصل الحدث..وادخال الفرح والسرور على
قلب البعض.. يفرحون ويمرحون ويحزنون. بفنطازيا
صاخبه..
قالوا.. انت خلقة بأحسن تقويم مثل باقي البشر.. وسوف تتمتع بحياة الدنيا الى حين.. عرفت الدنيا.. والى الان لااعرف للمتعه شيء ومتى يأتي الحين.. وماهو الحين..قالوا انت هنا في المختبر التحليلي.. وعليك ان تخرج من هذا الحين الى حين اخر اكثر سعادة وحياة ابديه لايوجد فيها لاحين ولابعدين.. اذا هلموا بنا نعرف ماذا اعني انا وماذا تعني انت
وماانت وانا الا هذه الاشياء لااكثر الحين.. رحم الله شعراء اعلام كانوا بيننا تركوا لنا اجمل الكلما واعذبها نستذكرهم الان الى نلتقي بهم بعد حين في حياة اكثر سعادة….
أروع قصيدة قيلت في تعظيم الله سبحانه وتعالىإختلف الناس في هذه القصيدة
فمنهم من قال يجب أن تكتب بماء الذهب
ومنهم من قال يجب أن تكتب بدموع العيون ..
للشاعر السوداني / إبراهيم علي بدوي رحمه الله تعالى
***
■ بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
■ دنياي غرتني وعفوك غرني
ماحيلتي في هذه أو ذاكا
■ لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا”
بكريم عفوك ماغوى وعصاكا
■ إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين علاكا
■ رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
■ وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكا
■ ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
■ ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى
يارب حلوا ً قبل أن أهواكا
■ أنا كنت ياربي أسير غشاوة”
رانت على قلبي فضَل سناكا
■ واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصير أراكا
■ ياغافر الذنب العظيم وقابلا”
للتوب قلبا” تائبا” ناجاكا
■ أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا” حاشاك
■ يارب جئتك نادما ً أبكي على
ما قدمته يداي لا أتباكى
■ أنا لست أخشى من لقاء جهنم
وعذابها لكنني أخشاك
■ يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلما” مستمسكاً بعراكا
■ مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكا
■ وبحثت عن سر السعادة جاهداً
فوجدت هذا السر في تقواكا
■ فليرض عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
***
قصيدة (مقابلة خاصة مع ابن نوح)
الشاعر الكبير/ أمل دنقل
ْ
جاء طوفانُ نوحْ!
المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً
تفرُّ العصافيرُ،
والماءُ يعلوعلى دَرَجاتِ البيوتِ
الحوانيتِ , مَبْنى البريدِ البنوكِ
التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) المعابدِ
أجْوِلةِ القَمْح مستشفياتِ الولادةِ
بوابةِ السِّجنِ دارِ الولايةِ
أروقةِ الثّكناتِ الحصينهْ.
ْ
العصافيرُ تجلو..
رويداً..
رويدا..
ويطفو الإوز على الماء،
يطفو الأثاثُ..ولُعبةُ طفل..
وشَهقةُ أمٍ حَزينه
ْالصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ!
جاءَ طوفانُ نوحْ..
ْ
هاهمُ “الحكماءُ” يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ
المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ-
قاضى القضاةِ (.. ومملوكُهُ!)
حاملُ السيفُ – راقصةُ المعبدِ
(ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ)
جباةُ الضرائبِ , مستوردو شَحناتِ السّلاحِ
عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ!
جاءَ طوفان نوحْ.
ْها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.
بينما كُنتُ..
كانَ شبابُ المدينةْ
يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ
ْينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.
ويستبقونَ الزمنْ
يبتنونَ سُدود الحجارةِ
عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره
علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!
.. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ – قبل حُلولِ السَّكينهْ:
“انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!”
ْقلتُ:
طوبى لمن طعِموا خُبزه..
في الزمانِ الحسنْ
وأداروا له الظَّهرَ
يوم المِحَن!ولنا المجدُ – نحنُ الذينَ وقَفْنا
(وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)
نتحدى الدَّمارَ..
ونأوي الى جبلٍِ لا يموت
(يسمونَه الشَّعب!)
نأبي الفرارَ..ونأبي النُزوحْ!
كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ
كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ
يرقدُ – الآن – فوقَ بقايا المدينه
وردةً من عَطنْ
ْ
هادئاً..
بعد أن قالَ “لا” للسفينهْ
.. وأحب الوطن!
+++++++++
الشاعر التونسي محمد البقلوطي (1957 _1994 )
من أروع الشعراء التونسيين
من أجمل قصائده: نوارة الموت
كتبها قبيل موته
أينعت دمعتي في عناقيدها
فبكى القلبُ نهرا وفاضْ
قلت مالي أنا
ما لعمري يمضي سريعا
أأترك خلفي بلادي بألوانها، وبنُوّارها
وبأحلى حبيباتي عمري
وأرحل مثل الخطافْ
أنا.. لا أخافْ
غير أنّي متى شدّني الموت من عنقي
ومشى بي بخطو ثقيلْ
لم أكن وقتها جاهزا للرحيلْ
كان عندي قصيد جديد لليلى
أشعّ ولم يكتملْ
كان عندي كلام كثير لزهرة
أنا لم أقله لذلك لم أحتملْ
كان عندي رفاق كثيرون جاؤوا تباعا من البار
يبكون حولي
يقولون لي : لا تمت يا محمّدْ
يقولون لي / هزّ غصنك أعلى
وأطلقْ طيوركَ
دعْها تغرّدْ
يقولون لي :
أنت أروعُ من خمرة
أنت أينعُ من زهرة بين خضر الضفافْ
فلماذا أموت سريعا
لماذا أموت سريعا
وأترك خلفي بلادي
بألوانها، وبنوّارها
وبأحلى حبيباتي عمري
وأرحلُ نوّارة في الجفافْ
إلاهي حبيبي
لقد ضيّع القلب بستانه
فمشى الورد في الطرقات كئيبا عليْ
إلاهي حبيبي
بسطت يدي إليكَ
فما نوّرتْ نجمة في طريقي ولا أزهرت عشبة في يديْ
إلاهي حبيبي
ألست القدير على كلّ شيء؟
أم ترى عاجز أنت عن فتح صدري
لكي تبصر ما جرى في عروقي وفي كليتيْ
إلاهي حبيبي
لقد تعبت أضلعي من بياض الأسرّة، ومن غموض الطبيب
فخذني لبيتي
أعدني لبيتي
ودعني لبيتي
ودعني أحبّ حبيبي
أنا عاشق يا إلاهي
وعندي جنوني، وعندي لهيبي
أنا لي حنين الصباح إلى الأزرقين
وعندي غناء الدوالي فراشا يرفّ على طرف عيني
وعندي ما يملأ الأرض بالياسمين لأصلح ما بين روحي وبيني
فكيف إذن خنتني مرّتين؟
وكيف تداع الخطاف؟ لماذا تداع الخطافْ؟
ولماذا أموت سريعا؟
ولماذا أموت سريعا؟
وأترك خلفي بلادي
بألوانها، وبنوّارها
وبأحلى حبيباتي عمري
وأرحلُ نوّارة في الجفاف
***
لم أمت
ها أنا لم أمت
غير أنّي رجعت إلى حقل عمري
كما تبنة ذابلة
أتملى جراحي
وأحصي انكسارات عمري
وأبكي على خطوتي القاحلة ْ
لم أمت
غير أني ندمت على فرصتي الراحلةْ
لو تركت الحديقة ترتاح من وردها
لو تركت البلابل تيبس في عشّها
لو تركت العناقيد تبكي على بعضها
لأرحت الأحبّة من حلمها
إنّما كان عندي قصيد جديد لليلى
أشعّ ولم يكتمل
كان عندي كلام كثير لزهرة
أنا لم أقله
لذلك لم أحتمل
كان عندي رفاق كثيرون
جاؤوا تباعا من البار
يبكون حولي
يقولون لي : لا تمت يا محمّد
يقولون لي
هزّ غصنك أعلى
وأطلقْ طيوركَ، دعْها تغرّدْ
يقولون لي :
أنت أروعُ من خمرة
أنت أينع من زهرة بين خضر الضفافْ
فلماذا أموت سريعا ؟
وأترك خلفي بلادي
بألوانها، وبنوّارها
وبأحلى حبيباتي عمري
وأرحلُ نوّارة في الجفاف؟
12 جويلية 1993
[ من مجموعته الشعرية “كن زهرة .. وغنّ” منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، 1994]