شعر : عباس الحساني ـ العراق
دخل شابّ الى المسجد واتّخذ مكانه من المحراب وبدأ يصلي ويبكي؛ فأعجب به اِمام المسجد لشدّة بكائه حتى كادت روحه أن تزهق فاقترب منه بعض المصلين وسمعوه يقول:
أللهمّ توفّني مسلماً.
فقالوا جميعاً وهم يبسطون أيديهم تضرّعاً:
آمينْ.
قال:
أللهمّ ارزقني الجنّة.
فردّوابصوتٍ عالٍ:
آمينْ.
فأجهش بالبكاء وهو يرفع يديه الى السّماء صارخاً :
أللهمّ،اشفِ صدورَالمؤمنين.
فقالوا:
آمين يا ربّ العالمينْ.
فحضنوه جميعاً ليخفّف واعمّا ألمّ به من البكاء، فسمعوه يقول:
أللهمّ، اشفني من الكورونا.
عندئذٍ ، تفرّق هؤلاء مسرعين خارج المسجد وهم يقولون:
لعنةُ الله عليك..
ولكمْ هذا شلونْ شيطانْ راح يهلكنا..
فضحك الشابّ حين وجد نفسَه وحيداً وهو يردّد:
عجَباً لهؤلاء..
مجرّد ذكر كلمة كورونا يهربون خائفين..
وهم لايخافون الله ..
فتبّاً لكم أيّها المتثعلبون..فأنا أدرى بالذي تفعلون..
وحقّاً ما قاله الشاعر أحمد شوقي:
مُخْطِىءٌ من ظنّ يوماً…..أنّ للثعلبِ دِينا
ثمّ خرج وهو يمسح على صدره قائلاً:
الحمدلله الذي منحني الصحة في نفسي والسّلامة في حسّي ورزقني البركة في غرسي و..