الرئيسية / آراء حرة / مابين الصحابي الأسود بلال بن رباح والأمريكي الأسود جورج فلويد

مابين الصحابي الأسود بلال بن رباح والأمريكي الأسود جورج فلويد

كتب : مصطفى عادل الجبوري ـ العراق

رجل أسود أعزه الله بالأسلام ورفع قدره وأسود آخر في القرن ال ٢١ يموت تحت أقدام العنصرية المنتنة مشهد: لما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً وقف عند باب الكعبة ، و سأل : “أين بلال؟” ، و قال: “نادوا لي بلالا” … ثم قال : “و الله يا قريش لازلت أذكر اليوم الذي كنتم تعذبون فيه بلالاً عند باب الكعبة” ، فلما حضر بلال ، قال له الرسول عليه الصلاة و السلام : “أدخل يا بلال ، فلا يصلّينّ معي أحدٌ في جوف الكعبة إلا أنت” !… (فكان ذلك تكريماً و تشريفا له ورداً لاعتباره على ما ناله من العذاب في أول إسلامه) … وبعد الصلاة في جوف الكعبة ، قال الرسول لبلال : “تعال فاصعد على ظهرها !”( يعني الكعبة ) فلما حاول الصعود ما استطاع لارتفاع سقفها ، فنظر رسول الله صلى عليه و سلم فإذا بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما أقرب الصحابة إليه ، فطلب منهما الرسول أن يحملاه .. فوضع بلال الحبشي الأسود رضي الله عنه رجله اليمنىٰ على كتف عمر و اليسرىٰ على كتف أبي بكر ، و صعد على الكعبة ، فقال الرسول : “يا بلال ، والله الذي لا إله غيره ، إن هذه الكعبة عند الله لعظيمة ، و والله إنك اليوم عند الله أعظم و أشرف منها”!.. فأذّن بلال الحبشي وهو فوق الكعبة بنداء التوحيد في جيش قوامه 10.000 رجل فيه أسياد العرب وأشراف الصحابة …. فشتان ثم شتان بين الحضارة الإسلامية التي حررت الإنسان من العبودية و ردت للسود اعتبارهم ، و رفعتهم على أكتاف أشراف البيض ، و بين الحضارة الغربية التي استعبدت البشر و داست على رقاب السود حتى الموت ، و مارست عليهم أبشع صور العنصرية … مشهد٢ سيدٌ من سادات غفار وقائدها والذي قال عنه الرسول ما أقلت الغبراء مثله والذي عندما دخل الإسلام ادخل معه قبيلة غفار كاملة يخطئ مع صحابي أسود ويقول فيه كلمتين:( يابن السوداء) فيغضب النبي ويشرع قانوناً وهو من أعظم قوانين الدنيا وأرقاها : أن الخادم كالأخ: إخوانكم خولكم ويأمر أن يطعموا من نفس الطعام ويلبسوا من نفس اللباس.. ويعتذر السيد أبا ذَر من العبد الحبشي الخادم. مشهد٣ وعقب وفاة الرسول الكريم ذهب بلال الى أبي بكر رضي الله عنهما يقول له : يا خليفة رسول الله ، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله. قال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال ؟ قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت قال أبو بكر : ومن يؤذن لنا ؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا يا بلال قال بلال : إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال فسافر الصحابي الجليل الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويقول عن نفسه: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى : “أشهد أن محمدًا رسول الله” تخنقه عَبْرته ، فيبكي ، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين وبعد سنين رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟. فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له : (نشتهي أن تؤذن في السحر)، فصعد بلال إلى سطح المسجد فلمّا قال : (الله أكبر الله أكبر ) .. ارتجّت المدينة فلمّا قال : ( أشهد أن لا آله إلا الله ) .. زادت رجّتها .فلمّا قال : ( أشهد أن محمداً رسول الله ) .. خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم. وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا رضي الله عنه على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن ، فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر رضي الله عنه أشدهم بكاء.

شاهد أيضاً

عـلمـاء غيـروا وجـــه العـالــم (( فيثاغورس ))

 كتب : جمــال عـابـد فتـاح ـ العراق المعروف عن الحياة الخاصة لعالم الرياضيات والفيلسوف الاغريقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.