كتب : حسن فلك الجبوري ـ العراق ـ البصرة
إن حرب كورونا لا يقل خطورة من الإرهاب و داعش في الفتك و القتل و انهيار الإقتصاد في ظل التحديات الاقتصادية التي يمر فيها العالم في هذه الفترة التي لا يعلم خبراء الصحة فترة إنتهاءها نجد إن جميع دول العالم النامية و المتقدمة قد وضعت الخطط الستراتيجية في مواجهة هذه الجائحة لما سببته و ستسببه في ضرب الإقتصاد على المستوى العالمي و المحلي . فقد عملت هذه الدول على وضع خطط من قبل خبراءها الذين يرسمون سياسة بلدانهم في كل المجالات الاقتصادية و السياسية للخروج من هذه الأزمة إلى بر الأمان فبفضل الموروث الحضاري الذي تمتلكه هذه الدول عرفت كيف تتعامل مع هذه الأزمة و تمسك زمام الأمور لتحافظ على سير حياة شعبها بصورة طبيعية لينعم بأمن و استقرار في خضم هذه الظروف. أما في بلدنا العزيز العراق و بالرغم مما يمتلكه من مصادر للثروة الهائلة نجد حكوماته قد عجزت من التعامل مع أبسط مشكلة تواجهها بسبب الفساد المستشري في البرلمان و الحكومة، فاليوم نجد شعبنا وحيدا يواجه هذه الجائحة و هذا ما أرادته الحكومة و استغلته لتبرير فشلها و نقمة الشعب عليها دون أن تجد له حل أو مخرج فبسبب المحاصصة التي بنيت بها الدولة و للفساد الذي استشرى في جميع مؤسساتها نجد اليوم أن الحكومة عزمت و استغلت هذه الجائحة كذريعة للإقتراض المحلي و الخارجي لتدخل الشعب مرة أخرى في أسر هذه الديون بعدما جعلت ثروته النفطية مرتهنة لسنوات قادمة طويلة. و أن مصادقة رئيس الجمهورية عن الاقتراض المحلي و الدولي لتمويل العجز المالي ما هو إلا تشجيع على فساد الحكومة و البرلمان. كان الأجدر به المطالبة في استرجاع الأموال التي في ذمة أقليم كردستان إذا كان فعلا أمينا كرئيس جمهورية العراق عند تأديته اليمين الدستوري. أما أنت يا رئيس حكومة العراق بعد تصديكم إلى هذه المسؤلية و تعلم جيدا أن التركة ثقيلة في كل ما تعنيه هذه الكلمة فالعراق اليوم ليس بدولة إنما محكوم بلوبيات الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة والتي لا تخضع إلى القانون و هي المسؤولة عن كل الفساد الذي استشرى في البلاد. لذا عليك مسؤلية كبيرة في القضاء على كل من يهدد أمن الدولة و اقتصادها و محاسبة الفاسدين و إحالتهم إلى القضاء العادل و إسترجاع الأموال التي نهبوها و عليك أيضا بمفاتحة البرلمان في إلغاء كافة القوانين التي انهكت خزينة البلد من خلال سن قوانين جديدة تلغي تلك القوانين المجحفة بحق الشعب العراقي.
و الشعب يطالبك أيضا بتهيئة الأجواء الديمقراطية الحقيقة من خلال تعديل قوانين الأحزاب و الإنتخابات و تشكيل مفوضية مستقلة نزيهة للعبور بالدولة إلى مرحلة جديدة تنعم بالديمقراطية الفعلية من خلال انتخابات حرة نزيهة لا يشوبها الشك و التزوير. فأنت الآن في مفترق طرق أما تنجح في تحقيق هذا و سيخلدك التأريخ كأفضل رئيس وزراء جآء للعراق في هذه المرحلة المهمة من تأريخ البلاد و ستنال رضا الله و كل الشرفاء في المجتمع و أما أن تدخل التأريخ مع قائمة روؤساء الحكومات السابقة الذين سخط الله عليهم بما لحقوا بهذا الشعب المسكين من أذى و ضرر.