الأضواء / استراليا /كانبرا / محمد بكر
أعلن رئيس الوزراء سكوت مورسن “… إن المؤسسات في القطاع العام والخاص تعرضت لهجوم إلكتروني معقد وواسع النطاق تقف وراءه جهة حكومية خارجية، وان هذه المؤسسات تم استهدافها بهجوم إلكتروني معقد تديره جهة أجنبية “. وقال مورسن في مؤتمر صحفي “… أن هناك جهة متطورة مرتبطة بدولة أجنبية تقف وراء الهجوم بسبب حجم وطبيعة الاستهداف والمهارات المتطورة المستخدمة، وان التحقيقات جارية على قدم وساق لمعرفتها “.
من جانب أخر كشفت احدى شركات الامن السابراني الى إن هناك بعض الرموز والبرمجيات والتكتيكات المستخدمة في الهجوم، مشابهة لما استخدم قبلا في هجوم على مبنى البرلمان في شباط من العام الماضي “.
ودعت الشركة الى ضرورة تعزيز المؤسسات الأسترالية لأمنها الإلكتروني وسد الفجوات بها واستخدام أنظمة أكثر تطوراً على الرغم من أستراليا دولة رائدة في قيادة الاقتصاد الرقمي، ولكن هناك مهاجمون يتطلعون لمحاولة تعطيل اقتصادها.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي بيتر جينكز” … إنه من المرجح أن يكون الهجوم بنسبة 95 % أو أكثر قد انطلق من الصين، مستندا الى حجم الهجوم، مشيرا إلى أن الصين مهتمة للغاية بمعرفة كيفية عمل الحكومات والشركات الأسترالية، وكيفية تطوير السياسات ومن هم صانعو القرار الرئيسيون “. علماً بأن هناك دول وهي الصين وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية وروسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية قد طورت قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية.
من جهتها نفت الصين علاقتها بالهجوم وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان ” … إن الصين مدافع شرس عن الأمن الالكتروني ولقد عارضت بحزم وشنت حملات ضد أنواع الهجمات الالكترونية “.
ووصفت الصين التصريحات التي تتهمها بالتكهنات “غير المسؤولة” ومحاولة “لتشويه” سمعتها. وتعد الصين الشريك التجاري الأول لأستراليا التي تستقبل عدداً كبيراً من الطلاب والسياح الصينيين. لكن العلاقات الدبلوماسية شهدت توتراً في السنوات الأخيرة وازدادت حدة التوتر مؤخرا بسبب طلب استراليا إجراء تحقيق مستقل حول إدارة بكين لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في الصين في كانون الأول الماضي، ما أثار غضب الصين. ورداً على ذلك قامت الصين بإيقاف استيراد اللحوم من أستراليا وفرضت رسوماً جمركية على الشعير الأسترالي وحذرت مواطنيها وطلابها من السفر إلى أستراليا منددة بعنصرية تجاه الآسيويين في هذا البلد على خلفية وباء كوفيد-19. كما حكمت الصين في الآونة الأخيرة على مواطن أسترالي بالإعدام بتهمة الاتجار بالمخدرات. أضافة الى وجود خلافات عديدة بين البلدين تتعلق خصوصا بالوصول إلى الموارد الطبيعية والسيادة البحرية في بحر الصين واللجوء إلى شركات تكنولوجيا مدعومة من الحكومة الصينية. وأستراليا عضو في شبكة (خمسة أعين) لتقاسم معلومات الاستخبارات، إلى جانب بريطانيا وكندا ونيوزلندا والولايات المتحدة، وهو ما يتيح لها قدرات متطورة في الدفاع ضد الهجمات الالكترونية.